ميسي يفضل إنهاء مسيرته مع إنتر ميامي الأميركي

ميامي (الولايات المتحدة) - لجأ بطل العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى خيار نادي إنتر ميامي الأميركي لختام مسيرته الزاخرة بالإنجازات الفردية والألقاب، وذلك بين عودته إلى برشلونة الإسباني والانتقال بصفقة خيالية إلى الدوري السعودي لكرة القدم.
وبعد انتهاء مسيرة امتدت سنتين مع باريس سان جرمان الفرنسي دون إحراز لقب دوري أبطال أوروبا، تنوّعت خيارات اللاعب الذي سيبلغ السادسة والثلاثين نهاية الشهر الجاري، بين العودة إلى مهده في برشلونة، أو قبول المغريات السعودية على غرار غريمه السابق البرتغالي كريستيانو رونالدو والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، أو قطع المحيط الأطلسي وخوض مغامرة الدوري الأميركي لكرة القدم.
وفضّل ميسي أخيرا شمس فلوريدا ليكتب أفضل لاعب في العالم سبع مرات الصفحات الأخيرة من كتابه التاريخي في ناد يملكه النجم الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام والمليارديرين الأميركيين خورخي وخوسيه ماس.
بطل العالم ليونيل ميسي لجأ إلى خيار نادي إنتر ميامي الأميركي لختام مسيرته الزاخرة بالإنجازات الفردية والألقاب
وقال ميسي لصحيفتي “دياريو سبورت” و”موندو ديبورتيفو” الإسبانيتين الأربعاء “لقد قررت الذهاب إلى ميامي، ليس لديّ (اتفاق) مختوم بنسبة 100 في المئة أو ربما هناك أشياء يجب القيام بها، لكننا قررنا مواصلة طريقنا هناك”. وبدا خيار ميسي الذي فاوض عنه والده ووكيل أعماله خورخي، مفاجئا نوعا ما، بعدما ظهر قريبا من الانتقال إلى الهلال السعودي.
ولجذب “البرغوث” عرضت المملكة الخليجية راتبا سنويا بقيمة 400 مليون يورو، حسب تقارير صحافية. وانتقل مسؤولو الهلال إلى باريس الأحد لمحاولة إقناع صانع اللعب الماهر، حسب ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر قريب من المفاوضات.
لكن رغبة ميسي النهائية كانت بالعودة إلى برشلونة الذي تركه في 2021 للانضمام إلى سان جرمان، بعد التعثرات المالية للنادي الكتالوني. وهي تعثرات ساهمت على الأرجح بتعقيد مهمة عودته إلى صفوف البلاوغرانا، فيما أكّد والده الاثنين أنه الخيار المفضل لابنه. بيد أن إدارة بطل إسبانيا تعيّن عليها انتظار موافقة رابطة الدوري على خطة الجدوى الاقتصادية، قبل التفكير في استعادة ابن مدينة روساريو الذي جاء إلى برشلونة بعمر الثالثة عشرة.
وقال بطل العالم في هذا الصدد إنه لا يريد أن ينتظر برشلونة لإيجاد صيغة للتمكن من التوقيع معه، نظرا لوضع النادي المالي الذي أدى إلى رحيله عنه. وأضاف “كنت أخشى أن يحدث ذلك مرة أخرى. (قررت) مغادرة أوروبا، صحيح أنني تلقيت عروضا من فريق أوروبي آخر، لكنني لم أفكر في الأمر حتى لأنه في أوروبا، كانت فكرتي هي الذهاب إلى برشلونة فقط”. وتابع “بعد الفوز بكأس العالم وعدم التمكن من الذهاب إلى برشلونة، حان الوقت للذهاب إلى أم أل أس لأعيش كرة القدم بطريقة مختلفة وأستمتع بحياتي اليومية أكثر”. وأردف قائلا “من الواضح أنني ذاهب بنفس المسؤولية والرغبة في الفوز، والقيام بالأشياء بشكل جيد، ولكن بالمزيد من الهدوء”.
ميسي لا يريد أن ينتظر برشلونة لإيجاد صيغة للتمكن من التوقيع معه، نظرا لوضع النادي المالي الذي أدى إلى رحيله عنه
وعن فترته مع سان جرمان قال ميسي “كانا عامين لم أكن سعيدا خلالهما، ولم يعجبني ذلك. وكان الأمر يؤثر على حياتي العائلية، كنت أفتقد الكثير من حياة أطفالي في المدرسة. في برشلونة، كنت أصطحبهم من المدرسة، هنا فعلت ذلك أقل بكثير، شاركتهم عددا أقل من الأنشطة” موضحا أنه يعتزم الآن إعطاء الأولوية لحياته العائلية.
وارتقى مسار إنتر ميامي بشكل منطقي إلى قمة الترتيب، رغم رغبة ميسي بالبقاء في دوري رفيع المستوى قبل خوض كوبا أميركا 2024. ولإتمام الصفقة، لجأ نادي المدينة الساحلية لإيرادات مصدرها المشتركون الجدد في البطاقة الموسمية للدوري الأميركي، على منصة آبل تي في+. ويرتبط الدوري الأميركي مع آبل منذ الربيع الماضي بشراكة قيمتها 2.5 مليار دولار لمدة عشرة أعوام.
وأعلنت آبل تي في + الثلاثاء أنها ستوفّر مسلسلا وثائقيا من أربع حلقات يرافق عن كثب ميسي، حتى رحلة تتويجه في كأس العالم الأخيرة في قطر نهاية 2022. وأكّد مصدر في رابطة الدوري الأميركي “تريد الرابطة أن تكون في غاية الإبداع. كل شيء حاضر على الطاولة”، فيما يتوقع أن يكون العرض مدعوما من آبل وأديداس، شريكا الدوري التجاريان على المدى البعيد.
وترعى شركة أديداس للمستلزمات الرياضية ميسي مدى الحياة والدوري الأميركي بشكله الحديث منذ انطلاقه في 1996. واقترحت تقاسم الأرباح الناجمة عن مشاركة الأرجنتيني في الدوري الأميركي. ويتضمن عقد ميسي خيار شرائه حصصا في امتياز ناد ضمن الدوري بعد اعتزاله اللعب نهائيا في الولايات المتحدة. وهو خيار طبّقه بيكهام لشراء إنتر ميامي بعد انتهاء مشواره مع نادي لوس أنجلس غالاكسي، رغم أن رابطة الدوري تعوّل على تعزيز أدوار اللاعبين الشبان، بدلا من التعاقد مع نجوم مخضرمين على غرار بداياتها، فقدوم ميسي يشكّل دعاية لا تضاهي.
