ميتروفيتش يضع صربيا على خارطة العمالقة

بلغراد - وصلت مسيرة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش الدولية إلى الحضيض في نوفمبر الماضي حين أهدر ركلة الترجيح الحاسمة في مواجهة فاصلة أمام أسكتلندا قادت المنافس إلى التأهل لنهائيات بطولة أوروبا.
وبعد عام واحد أدى اللاعب ذاته دور البطولة في ملحمة تأهل بلاده لنهائيات كأس العالم 2022 بعد أن أحرز هدفا قاتلا في الدقيقة 90 لتقلب صربيا تأخرها إلى فوز 2-1 على البرتغال في ختام المجموعة الأولى المثيرة.
وأطلق مهاجم فولهام البالغ عمره 27 عاما، والذي عانى أيضا من تراجع مستواه مع ناديه خلال هذا العام، العنان لاحتفالات عارمة في بلغراد بعدما امتلأت شوارع العاصمة الصربية بالمحتفلين حتى الساعات الأولى من الصباح.
ولم يكن الكثير من الخبراء والمحلّلين يتوقعون هذا السيناريو والمشاهد الاحتفالية في صربيا بعد إخفاقها في التأهل عبر التصفيات لبطولة أوروبا بعد أن صعدت للمواجهة الفاصلة فقط عبر دوري الأمم الأوروبية. لكن ميتروفيتش، الذي أصبح كذلك الهداف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 44 هدفا من 69 مباراة دولية، قاد انتفاضة صربيا وسجل ثمانية أهداف في ثماني مباريات بالتصفيات وحل بديلا بين الشوطين أمام البرتغال ليحقق الفوز.
وقال ميتروفيتش وهو يكاد يطير من السعادة لوسائل إعلام صربية بعد أن أسكت الجماهير المتحمسة في لشبونة “نجحت في تعويض خيبة الأمل أمام أسكتلندا. عندما تعمل وتجتهد يصبح الأمر مجرد وقت قبل أن تحقق مبتغاك. نعيش أجواء رائعة بالمنتخب ربما الأفضل التي أتذكرها منذ فترة طويلة. الكلمات تعجز عن وصف مشاعري. وقال لنا المدرب دراغان ستويكوفيتش إن بوسعنا تحقيق المعجزات. عندما دخل غرفة الملابس عقب المباراة قال لنا “أديتم عملا لا يصدق يا رفاق”.
وكان المدرب ستويكوفيتش واحدا من أمهر لاعبي خط الوسط الهجومي في جيله وبلغ دور الثمانية لكأس العالم 1990 مع يوغوسلافيا السابقة ونجح في إنعاش حظوظ صربيا.
وفرض ستويكوفيتش فلسفته الخاصة القائمة على الاحتفاظ بالكرة ونقل الضغط لملعب الخصم بدلا من الركون للدفاع واللعب على الهجمات المرتدة وتسجيل هدف على عكس سير اللعب.
ونجح أسلوبه خلال تصفيات كأس العالم حيث حقق منتخب صربيا ستة انتصارات وتعادلين وهيمنت على المواجهة أمام البرتغال بطلة أوروبا 2016.