ميتا تعدنا بذكاء اصطناعي "شبيه بالبشر"

النموذج الجديد "آي – جيه. إي. بي. إيه" يستخدم المعرفة السابقة عن العالم ليكمل الأجزاء المفقودة من الصور بدلا من الاكتفاء بالبحث في المكونات القريبة.
الجمعة 2023/06/16
البشر يتحلّون بالمنطق.. الآلات تفتقر إلى ذلك

باريس - قالت شركة ميتا إنها ستوفر للباحثين إمكانية الوصول إلى نموذج ذكاء اصطناعي جديد “شبيه بالبشر” يمكنه تحليل واستكمال الصور بدقة أعلى من دقة النماذج الحالية.

وأضافت الشركة أن النموذج الجديد “آي – جيه. إي. بي. إيه” يستخدم المعرفة السابقة عن العالم ليكمل الأجزاء المفقودة من الصور بدلا من الاكتفاء بالبحث في المكونات القريبة مثل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأخرى.

وقال المدير العلمي للذكاء الاصطناعي في ميتا، يان لوكون، في تصريح للصحافيين إنّ “الذكاء الاصطناعي الراهن والتعلم الآلي عديما الفائدة”، مضيفاً أن “البشر يتحلّون بالمنطق بينما الآلات تفتقر إلى ذلك”.وكان لوكون يتحدث على هامش حدث مُقام بباريس في وقت عرضت فيه ميتا النموذج الجديد.

وأوضحت ميتا أن هذه التقنية الرؤيوية الحاسوبية تتعلّم من خلال إنشاء نموذج داخلي للعالم الخارجي عبر مقارنة عروض تجريدية للصور، بدل مقارنة عناصر الصور نفسها.

وحاليا تعتمد برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “تشات جي بي تي” أو “بارد” على نماذج لغوية مدرّبة على قواعد بيانات ضخمة لتتمكن من التنبؤ بالكلمة التي يُفترض أن تلي الأخرى حتى إنشاء مختلف أنواع النصوص (أطروحات، قصائد…).

الذكاء الاصطناعي الراهن والتعلم الآلي عديما الفائدة؛ فالبشر يتحلّون بالمنطق بينما الآلات تفتقر إلى ذلك

وتعمل برامج، من بينها “دال – إيه” و”ميدجورني”، استناداً إلى المبدأ نفسه لإنتاج صور.

وقال لوكون “إنّ ما جرى التوصل إليه هو ثورة أصلاً”، مضيفاً “إذا جرى تدريب نموذج باستخدام ألف أو ألفي مليار رمز، فسيبدو أنه قادر على الفهم، لكنّه في الواقع يرتكب أخطاء غبية أو منطقية”.

وأشارت ميتا في بيان إلى أنّ “الأساليب التوليدية تركّز كثيراً على التفاصيل، بدل التقاط مفاهيم شاملة قابلة للتنبؤ بها”، وتواجه تالياً صعوبة في “إنشاء صور التقطها بشر بطريقة دقيقة”.

وأكّد مارك زوكربيرغ، في صفحته الشخصية عبر فيسبوك، أنّ الهدف الكامن وراء هذه التقنية يتمثل في ابتكار تقنية للذكاء الاصطناعي “تعكس بصورة أفضل الطريقة التي يفهم البشر من خلالها العالم”.

وأشار لوكون إلى أنّ “النماذج التوليدية باتت من الماضي”، مضيفاً “سنتخلى عنها لصالح تقنيات تنبؤية”.

وميتا، التي تملك فيسبوك وإنستغرام، من أكثر ناشري أبحاث الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر عبر مختبر الأبحاث الداخلي الخاص بها.

ويرفض المسؤولون التنفيذيون للشركة حتى الآن تحذيرات الآخرين في القطاع بشأن المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا، وامتنعوا الشهر الماضي عن التوقيع على بيان وصف تلك المخاطر بأنها مساوية لمخاطر الأوبئة والحروب رغم تأييد كبار المسؤولين التنفيذيين في أوبن إيه آي وديب مايند ومايكروسوفت وغوغل لذلك البيان.

ويرفض لوكون، الذي يُعتبر أحد “عرّابي الذكاء الاصطناعي”، التركيز على المساوئ المحتملة لهذه التكنولوجيا ويدعم بدلا من ذلك العمل على إجراء فحوصات السلامة لأنظمتها.

12