مونديال قطر طوق نجاة نيمار لتحقيق حلم الطفولة

الدوحة - سقط نيمار على أرض الملعب يصرخ من الألم واضعا يده على ظهره، وحينها شعرت أمة بالكامل بالرعب والخوف من الأسوأ.. فحدث أسوأ سيناريو ممكن أن يتخيله أي برازيلي. نيمار هو اللاعب الملهم للبرازيل، والذي كان ينظر إليه باعتباره القادر على قيادة المنتخب للمجد على أرضه في مونديال 2014، إلا أنه تعرض لركلة في الظهر من خوان زونيجا لاعب كولومبيا في ربع النهائي، ليتعرض لإصابة قوية أنهت بطولته.
ووصلت البرازيل حينها إلى نصف النهائي دون نيمار، وتعرضت لهزيمة مذلة أمام ألمانيا بنتيجة (7 – 1)، وبعدها بـ4 أعوام خرجت من ربع نهائي المونديال أمام بلجيكا. والآن يبلغ نيمار من العمر 30 عاما، ويقدم واحدة من أفضل مستوياته في مسيرته مع ناديه باريس سان جرمان الفرنسي، وازداد الأمل معه بأن يكون هذا العام هو عام البرازيل.
منذ ظهور نيمار في المشهد للمرة الأولى كموهبة بارزة رفقة سانتوس في عام 2009، كانت التوقعات قوية بأنه سيصبح نجما هائلا للأندية والمنتخب. وربما يشعر نيمار حاليا بالفخر بالإنجازات التي حققها، كونه اللاعب الأغلى في التاريخ، وتسجيله 105 أهداف في 186 مباراة رفقة برشلونة، وتسجيل 115 هدفا في 163 مباراة رفقة باريس سان جرمان، وكونه ثاني أفضل هداف في تاريخ البرازيل برصيد 75 هدفا خلف بيليه.
ومع ذلك لم يكن نيمار قادرا على تقديم أفضل ما لديه في كأس العالم، وفي الوقت الذي حرمته الإصابة من تحقيق حلمه في نسخة 2014، إلا أنه كان جزءا من المنتخب الذي لم يقدم المستوى المأمول في روسيا على الرغم من التسجيل حينها أمام كوستاريكا والمكسيك.
ويتواجد نيمار مع البرازيل منذ 12 عاما، ولم يحقق نجاحات سوى في التتويج بكأس القارات 2013 وذهبية أولمبياد ريو 2016، وغاب عن تتويج البرازيل بكوبا أميركا 2019، بسبب الإصابة. وقال نيمار قبل انطلاق كأس العالم “ربما هذا هو المونديال الأخير لي، فلا أعرف ما إذا كنت أملك القوة للتعامل مع كرة القدم للمزيد من الوقت، سأقدم كل شيء للفوز باللقب مع منتخب بلدي، وتحقيق حلمي منذ أن كنت طفلا".
ويبدو أن نيمار عازما على تحقيق الحلم، حيث أنهى عطلته الصيفية مبكرا هذا الموسم، وبدأت التحضيرات مبكرا رفقة باريس سان جرمان، وكانت نتيجة الالتزام والتركيز لتسجيل 11 هدفا وصناعة 9 أهداف أخرى في 14 مباراة بالدوري الفرنسي. وبات نيمار يتمتع بنضج أكبر، ويملك تحديا خاصا ويريد إثبات ذاته، وإلى جانب الرغبة في قيادة البرازيل للقب سادس في المونديال، يحتاج نيمار لتسجيل 3 أهداف لتخطي بيليه كأفضل هداف في تاريخ البرازيل.
وفي الوقت الذي اعتمدت فيه البرازيل على نيمار بصورة هائلة في مونديالي 2014 و2018، سيتم تخفيف الضغط عليه في نسخة هذا العام بوجود قوة هجومية ضاربة من فينيسيوس جونيور ورودريغو وريتشارليسون ولوكاس باكيتا، وهم لاعبون قادرون على قيادة البرازيل إلى الفوز باللقب وصناعة الفارق، عكس ما كان الوضع عليه منذ 4 سنوات، وربما يصبح هذا العام هو العام الذي ييعد من خلاله نيمار لقب كأس العالم للبرازيل.