مونديال قطر سبيل ألمانيا وإسبانيا في رحلة التعويض

مهمة صعبة لليابان وكوستاريكا في مواجهة العمالقة.
الأربعاء 2022/11/23
الطريق وعرة

بعد تنازل ألمانيا عن لقبها العالمي قبل أربعة أعوام بالخروج من الدور الأول وانتهاء مشوار إسبانيا عند ثمن النهائي، يبدأ المنتخبان رحلة التعويض واستعادة مكانتيهما بين العمالقة باختبارين في المتناول، وذلك حين يلتقي المانشافت مع اليابان والماتادور مع كوستاريكا اليوم الأربعاء في مونديال قطر.

الدوحة - يبدو المنتخب الألماني مرشحا لحصد نقاطه الثلاث الأولى في المجموعة الخامسة على حساب الساموراي الأزرق الياباني في أول مواجهة بين الطرفين في بطولة دولية عندما يتواجهان في مباراة تجمع رجال المدرب هانزي فليك بلاعبين على دراية تامة بالكرة الألمانية كون الكثير منهم يلعبون في البوندسليغا.

وللمرة الأولى في تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية، أخفقت ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات، في بلوغ ربع النهائي مرتين على التوالي في بطولة كبرى بعدما انتهى مشوارها أيضا في ثمن نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي. لكن “هذه الأمور تحصل في بعض الأحيان” حسب المهاجم المخضرم توماس مولر الذي رأى أنه “لا يمكنك الفوز على الدوام. ستختبر بعض الأيام السيئة”.

وبعد نهاية كئيبة لعهد المدرب يواخيم لوف الذي قاد ألمانيا على الأقل إلى نصف النهائي قبل 2018، ومنحها لقب 2014 في البرازيل بعد فوز صارخ على الدولة المضيفة 7 – 1 في نصف النهائي، استعادت ألمانيا القليل من بريقها تحت إشراف هانزي فليك الذي لم يخسر في أول 13 مباراة.

لكن نهاية دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية نهاية سبتمبر، حيث أهدر الألمان فرصة التأهل إلى نصف النهائي بالسقوط على أرضهم أمام المجر 0 – 1 وتعادل مع إنجلترا 3 – 3 بعدما كانوا متقدمين 2 – 0، كشفت عن ثغرات دفاعية جدية ومشكلات متكررة في إنهاء الهجمات أمام مرمى الفريق الخصم.

عامل الخبرة

على أتم الاستعداد
على أتم الاستعداد

على الرغم من اكتفائه بخوض أقل من 60 دقيقة منذ أواخر سبتمبر بسبب الإصابة، يعوّل فليك على مولر (33 عاما) الذي يخوض النهائيات للمرة الرابعة. وغاب مولر عن فريقه بايرن منذ دخوله بديلاً في الفوز على برشلونة الإسباني 3 – 0 في نهاية الشهر الماضي في دوري أبطال أوروبا بسبب مشكلة في الورك، لكنه عاود تمارينه بشكل كامل مع المنتخب الوطني في قطر ويمنّي النفس بأن يكون في جاهزية تامة لمساعدة ألمانيا على محاولة الفوز بلقبها الخامس.

لكنه لا يريد الذهاب بعيدا في تفكيره والمقاربة عنده هي “التعامل مع كل مباراة على حدة. يجب علينا أولاً أن نتخطى دور المجموعات. هذه هي الأولوية. بعدها سنتعامل مع خصمنا التالي والتفكير به. لن نشغل أنفسنا قبل البداية بهوية خصومنا وفي أيّ دور سنلتقيهم”. وشدّد مولر “هذا الأمر لم يكن يوماً طريقة تفكير منتخب ألمانيا”. وأمام مولر شخصيا فرصة ذهبية لتعزيز سجله في المونديال البالغ 10 أهداف وربما الوصول إلى رقم مواطنه ميروسلاف كلوزه الذي يتصدّر لائحة هدافي النهائيات بـ16 هدفاً أمام ظاهرة البرازيل رونالدو (15) والألماني الآخر المدفعجي الراحل غيرد مولر (14).

في أول لقاء رسمي بين المنتخبين، تبدو إسبانيا مع أنريكي ومجموعة من الشبان مرشحة لتخطي كوستاريكا

لكنه يقول “لا أفكر بالأهداف الشخصية. هدفنا هو على الدوام الفوز بالبطولة وسنقدم كل ما لدينا كي يخرج المنتخب منتصرا. إذ نجحنا في ذلك، سنكون أكثر الناس سعادة. وإذا تمكنت من تسجيل بعض الأهداف في هذه الرحلة وتمكن فريقنا من الفوز بالبطولة، فسأكون أكثر سعادة”. وفي ظل وجود ثمانية لاعبين محترفين في ألمانيا، بينهم سبعة في الدرجة الأولى البوندسليغا، تعوّل اليابان على عامل معرفتها بالألمان لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية تبقي بها حظوظها على نيل إحدى البطاقتين إلى ثمن النهائي.

وفي أول لقاء بين المنتخبين على الصعيد الرسمي، تبدو إسبانيا مع مدربها لويس أنريكي ومجموعة من الشبان والكثير من لاعبي برشلونة (8 لاعبين)، مرشحة لتخطي كوستاريكا على ملعب “الثمامة”.

وكان ظهير تشيلسي الإنجليزي المخضرم سيسار أسبيليكويتا متحمسّاً لخوض النهائيات بفريق “جريء” يعج بالشبان يتقدّمهم ثلاثي برشلونة بيدري وغافي وأنسو فاتي، قائلاً “ما يفاجئني هو جرأتهم. لا يخشون أيّ شيء… تشعر بالسعادة عندما ترى انسجامهم في اللعبة وجاهزيتهم في هذا العمر”. وبانتظار المبارزة بين العملاقين الأوروبيين الأحد في الجولة الثانية، يمني المنتخبان الياباني والكوستاريكي النفس بالخروج بأقل ضرر ممكن من الجولة الافتتاحية للبقاء في صلب التنافس على بطاقتي المجموعة.

منافسة الأشقاء

ii

يريد الجناح الإسباني نيكو وليامز أن ينقل منافسة شقيقه الأكبر إينياكي الذي يدافع عن ألوان غانا في مونديال قطر، من المنتزهات المحلية إلى أكبر مسرح كروي على الإطلاق. هما زميلان في أتلتيك بلباو الإسباني وقريبان جدا من بعضهما البعض، لكن نيكو (20 عاما)، يأمل في أن يتقاطع مساراهما في كأس العالم في قطر.

وتمكّن كلاهما من التسجيل في المباراة ذاتها لأتلتيك للمرة الأولى في سبتمبر ويمكن أن يلتقيا وجها لوجه في الدور الثمن النهائي. سيكون إينياكي ونيكو ثاني شقيقين يتواجهان في نهائيات كأس العالم بعد جيروم وكيفن برينس بواتينغ في 2010 و2014 لألمانيا وغانا على التوالي. وصرح نيكو “أود مواجهة غانا أكثر من شيء آخر”. وأضاف “إنه التنافس بين الأشقاء، كان لدينا دائما القليل من التنافس في المنتزهات عندما كنا صغارا، وآمل أن نتمكن من القيام بذلك كمحترفين”.

ثمة علاقة عميقة تربط بين الشقيقين اللذين عانى والداهما من رحلة رهيبة طولها 4 آلاف كيلومتر من غانا إلى مليلية في شمال المغرب. اجتاز أفراد العائلة الطريق حفاة عبر التضاريس الصحراوية، وهي مخاطرة اعتبروها جديرة بالقيام بها من أجل حياة أفضل. كانت والدتهما ماريا وليامز حاملا بإينياكي في ذلك الوقت، وبعد أن مُنحا مع زوجها فيليكس حق اللجوء في بلباو، وُلد إينياكي هناك في عام 1994. إنه المكان الذي مكث فيه إلى جانب نيكو الذي ولد بعد ثماني سنوات.

أعلن إينياكي الذي استدعي إلى صفوف منتخب إسبانيا في مباراة ودية ولاءه الدولي لغانا في يوليو، فيما خاض نيكو أول مباراة دولية له تحت قيادة المدرب لويس أنريكي في سبتمبر. جاء وجوده في تشكيلة “لا روخا” الرسمية بعد مساهمته في تمريرة حاسمة ضد البرتغال لمساعدة إسبانيا في الوصول إلى نهائي دوري الأمم. ينسب نيكو الفضل إلى شقيقه في مساعدته على إيجاد موطئ قدم له على أعلى مستوى في كرة القدم. وقال في هذا الصدد “دائما”، عندما سئل عما إذا كان إيناكي قد قدّم له النصيحة. وأضاف “الأخ الأكبر يجب أن يفعل ذلك، وأنا سعيد جدًا بنصيحته، أنا أستمتع باللعب أكثر بسبب ذلك”.

19