مونديال قطر بوابة ألمانيا وإسبانيا لرد الاعتبار ونسيان خيبات الماضي

تعتبر المنافسة الشرسة على صدارة المجموعة الخامسة بين ألمانيا وإسبانيا الأكثر ترقبا من قبل جماهير كرة القدم العالمية في دور المجموعات ضمن نهائيات مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بعد سيطرتهما لفترات على الكرة العالمية في الألفية الثالثة.
ميونخ (ألمانيا) - تشدّ المواجهة المرتقبة بين منتخبي إسبانيا بطلة 2010 وألمانيا 2014 الأنظار الأحد 27 نوفمبر الجاري في ملعب البيت، علما بأن هذه المجموعة الوحيدة تضم بطلين سابقين للمونديال. للمرة الأولى في تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية أخفقت ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات، في بلوغ ربع النهائي مرتين توالياً في بطولة كبرى (كأس العالم وكأس أوروبا).
أقصيت قبل أربع سنوات في مونديال روسيا من دور المجموعات ثم من ثمن النهائي في كأس أوروبا الأخيرة أمام إنجلترا. بعد نهاية كئيبة لعهد المدرب يواخيم لوف الذي قاد ألمانيا على الأقل إلى نصف النهائي قبل 2018، ومنحها لقب 2014 في البرازيل بعد فوز صارخ على الدولة المضيفة 7 – 1 في نصف النهائي، استعادت ألمانيا القليل من بريقها تحت إشراف هانزي فليك الذي لم يخسر في أول 13 مباراة.
لكن نهاية دور المجموعات في دوري الأمم الأوروبية موفى سبتمبر كشفت عن ثغرات دفاعية جدية ومشكلات متكررة في إنهاء الهجمات أمام مرمى الفريق الخصم. وأهدر الألمان التأهل إلى نصف نهائي البطولة، فيما تأهلت إسبانيا بصعوبة عن مجموعة أخرى. ويعوّل فليك على أمثال الموهوبين جمال موسيالا وكاي هافيرتس وسيرغ غنابري، بالإضافة إلى النجمين يوزوا كيميش وتوماس مولر. عاش طويلا في ظلّ مدرب منتخب ألمانيا يواخيم لوف، ثم فرض نفسه عرّابا لفريق بايرن ميونخ بطل السداسية التاريخية، وها هو اليوم يستعد للاختبار الشخصي الأول. إنه هانزي فليك، رجل الحوار الذي تعتمد عليه كل ألمانيا لاقتفاء طريق المجد في كأس العالم 2022 في قطر.
وكما تقمّص روبرت ريدفورد دور توم بوكر في العام 1998، يهمس فليك في أذن لاعبيه، فارضا حوارا دائما. أسلوب حرص على تطبيقه في كل لحظة من مسيرته كمدرب بعد مشوار قصير كلاعب، قضى أبرز محطاته في صفوف بايرن ميونخ الذي بلغ معه نهائي دوري أبطال أوروبا 1987 عندما خسر أمام بورتو البرتغالي (2 – 1).
سنوات الاستقرار
اليابان لم تنجح في تخطي الدور الثاني في مشاركاتها الست بدءا من 1998
بعد سنوات الاستقرار مع المدرب فيسنتي دل بوسكي (2008 – 2016) تُوّجت فيها بكأس العالم 2010 عندما تخطت ألمانيا بنصف النهائي (1 – 0)، وكأس أوروبا 2012، عاشت إسبانيا دراما نفسية في السنوات الأخيرة، من إقالة المدرب خولن لوبيتيغي عشية مونديال 2018 الذي ودعته من ثمن النهائي، وصولا إلى استدعاء لويس أنريكي في نوفمبر 2019.
منذ ثلاث سنوات، أعادت لا روخا بناء نفسها، بلغت نصف نهائي كأس أوروبا حيث خسرت أمام إيطاليا البطلة بركلات الترجيح، ونهائي دوري الأمم 2021 أمام فرنسا. يبرز جيل جديد مع إسبانيا يتقدمه ثنائي وسط برشلونة اليافع بيدري وغافي مع زميلهم المهاجم أنسو فاتي، فيما لا يزال سيرجيو بوسكيتس صامداً في مركز لاعب الارتكاز.
لا يزال الألمان يذكرون الخسارة المذلة التي تلقوها أمام الإسبان 0 – 6 وديا في نوفمبر 2020 ويرغبون في الثأر، كما أن ألمانيا سقطت أمام إسبانيا في نهائي كأس أوروبا 2008.
وراء عملاقي المجموعة، يقف منتخبا اليابان وكوستاريكا متفرجين على أمل صنع المفاجأة. تمكن زملاء الحارس كيلور نافاس، المتأهلون عبر الملحق أمام نيوزيلندا (1-0)، من خلقها في مونديال 2014 عندما بلغوا ثمن النهائي وخسروا بصعوبة أمام هولندا بركلات الترجيح، بعد أن تصدروا مجموعة ضمت الأوروغواي وإيطاليا وإنجلترا.
من جهتها، لم تنجح اليابان في تخطي الدور الثاني في مشاركاتها الست بدءا من 1998، وهي تعوّل على تاكومي مينامينو مهاجم موناكو الفرنسي ومدافع أرسنال الإنجليزي تاكيهيريو تومياسو، بالإضافة إلى جناح ريال سوسييداد الإسباني تاكيفوسا كوبو ومدافع شالكه الألماني المخضرم مايا يوشيدا.
شغف لافت
ينشد قائد اليابان المدافع مايا يوشيدا أن يقود الساموراي الأزرق إلى أبعد من الدور ثمن النهائي في مونديال قطر 2022 للمرة الأولى في تاريخه، في النهائيات المتوقع أن تكون الأخيرة لصاحب الـ34 عامًا. ستكون المشاركة الثالثة ليوشيدا في العرس الكروي ولكن المرة الأولى كقائد للمنتخب، وهو شرف ناله بعد كأس العالم الأخيرة في روسيا 2018. قال في مايو الفائت لوكالة كيودو “أريد أن أتخطى الدور ثمن النهائي من أجلي ومن أجل تاريخ الرياضة اليابانية”.
وسقط الساموراي ثلاث مرات على أبواب ربع النهائي آخرها قبل أربع سنوات بطريقة دراماتيكية 3 – 2 ضد بلجيكا بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع من ناصر الشاذلي. ولكن قبل أن يحلم يوشيدا بتخطي ثمن النهائي يواجه صعوبة في التأهل إليه بعد أن وقع في المجموعة الخامسة الأصعب إلى جانب ألمانيا، إسبانيا وكوستاريكا. لكن من المتوقع أن يكون قلب دفاع شالكه الألماني جاهزا أكثر من أي وقت مضى، بعد أن لعب أكثر من 120 مباراة دولية على مدى 12 عاما مع المنتخب الأول، مما يجعله ركيزة دفاع اليابان بلا منازع.
منتخب كوستاريكا حل رابعا في تصفيات كونكاكاف وتغلب على نيوزيلندا 1 – 0 في ملحق دولي، ليصبح المنتخب الـ32 الأخير الذي يضمن تأهله. استلم الكولومبي لويس فرناندو سواريز (62 عاما) زمام التدريب في يونيو 2021، بدلا من رونالدو غونساليس، لخوض تصفيات كونكاكاف المؤهلة إلى المونديال.
وقال سواريس “يتحدثون كثيرا عن الطريقة التي تأهلنا بها لأن الأمر كان مؤثرا من الناحية العاطفية، لكن أضيف أن هذه المجموعة تمتاز بشغفها. في كل مرة نلتقي ينخرطون بشكل كامل وهذا ما يمنحني الكثير من الطمأنينة”.
نجم منتخب كوستاريكا بعمر الخامسة والثلاثين، لا يزال حارس باريس سان جرمان الفرنسي كيلور نافاس مركز الثقل في التشكيلة. وأحرز “سان كيلور” دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات مع ريال مدريد الإسباني وكان حاسما في مشوار بلاده نحو ربع نهائي مونديال البرازيل 2014. لكن تحوم الشكوك حول فورمته، بعدما أصبح بديلا مع سان جرمان.