مونديال الأندية بوابة المغرب لاحتضان البطولات الكبرى

الوداد يتطلع إلى معادلة إنجاز الرجاء التاريخي في البطولة العالمية.
الأحد 2023/01/29
فرصة لتأكيد الزعامة

بات تركيز المغرب منصبا على الاستثمار في القطاع الرياضي وموازنة جهوده في طَرْقِ باب العالمية أسوة بالجهود التي تبذلها بعض الدول الخليجية في هذا المضمار. وستكون بطولة مونديال الأندية التي تنطلق بعد أيام قليلة بوابة البلد الأفريقي لكسب شرف تنظيم بطولات أفريقية وعالمية.

الرباط - يستعد المغرب لاحتضان مسابقة مونديال الأندية التي تنطلق بداية فبراير القادم، وهي المرة الثالثة التي يستضيف فيها المغرب هذه البطولة بعد نسختي 2013 و2014.

ويبدو رهان المغرب مركزا على هذه البطولة واستعد لها كما يجب باعتبارها ستكون بوابته لاحتضان بطولات كبرى قياسا بالجهود التي بذلتها الرباط على مستوى البنية التحتية والتجهيزات الرياضية.

وبات ملعب مولاي عبدالله بالرباط جاهزا لاستقبال مباريات البطولة التي تقام بالمغرب في  الفترة بين 1 و11 فبراير المقبل. ووقع الاختيار على ملعبي مولاي عبدالله بالرباط وطنجة لاستقبال مباريات هذه النسخة من كأس العالم للأندية.

وخضع ملعب مولاي عبدالله لإصلاحات في الفترة الأخيرة حتى يكون جاهزا لهذا الحدث العالمي. وكان المسؤولون قد قرروا إغلاق الملعب لتجهيزه للمونديال واضطر نادي الجيش لاستقبال مبارياته في القنيطرة.

النفطي يأمل في معادلة إنجاز فوزي البنزرتي مع الرجاء في العام 2013
النفطي يأمل في معادلة إنجاز فوزي البنزرتي مع الرجاء في العام 2013 

ويحتضن ملعب الرباط أول مباراة بين الوداد البيضاوي والهلال السعودي السبت المقبل كما يستضيف مواجهة نصف النهائي التي تجمع ريال مدريد الإسباني بأوكلاند سيتي أو الأهلي المصري أو سياتل الأميركي.

وركز المغرب في السنوات الأخيرة على النهوض بالقطاع الرياضي وتوجيه الاستثمار فيه، وكانت جهود الدولة منصبة على دعم هذا الجانب عبر تشييد وتهيئة المنشآت الرياضية وتدعيمها والإحاطة بمختلف الرياضات التي وجدت رعاية خاصة من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

ولعل أبرز شاهد على ذلك ما حققه المنتخب المغربي “أسود الأطلس” في مونديال قطر الأخير ببلوغه المربع الذهبي في أول إنجاز تاريخي لبلد عربي وأفريقي.

وبالعودة إلى بطولة مونديال الأندية، سيمثل الكرة المغربية في هذه النسخة الوداد البيضاوي باعتباره حامل لقب دوري أبطال أفريقيا وهي المشاركة الخامسة لنادٍ مغربي في هذا الحدث العالمي.

وكان للرجاء البيضاوي شرف أول ظهور لفريق مغربي أو أفريقي في مونديال الأندية، وذلك في النسخة الأولى التي نظمت بالبرازيل عام 2000 وكانت استثنائية حيث عرفت تقسيم الأندية المشاركة إلى مجموعتين.

وتواجد الرجاء في المجموعة الأولى مع كورينثيانز البرازيلي الذي فاز باللقب وريال مدريد الإسباني والنصر السعودي. ولم يسافر حينها المدير الفني الراحل أوسكار فيلوني مع الرجاء إلى البرازيل لأسباب شخصية وقاد الفريق المدرب المساعد فتحي جمال.

وودّع الفريق المغربي البطولة من دور المجموعات بعدما احتل المركز الأخير بثلاث هزائم، حيث خسر أمام كورينثيانز (2 – 0)، وعلى يد ريال مدريد (4 – 3)، ثم ضد النصر السعودي (3 – 2).

وكان للمغرب شرف تنظيم نسخة العام 2013 والتي ظهر فيها الرجاء للمرة الثانية وذلك تحت قيادة المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي.

وتأهل الفريق البيضاوي حينها إلى ربع النهائي بفوزه على أوكلاند سيتي النيوزيلندي (2 – 1)، قبل أن يتفوق علي مونتيري المكسيكي (2 – 1)، ثم يتجاوز أتلتيكو مينيرو البرازيلي في نصف النهائي (3 – 1).

وفي المباراة النهائية اصطدم الرجاء ببايرن ميونخ الألماني الذي فاز (2 – 0) لكن الفريق المغربي قدم مشاركة تاريخية للكرة الأفريقية وحظي بإشادة واسعة النطاق.

◙ الوداد يتطلع إلى حفر اسمه ضمن خانة الفرق المغربية والعربية التي تركت بصمتها في المسابقة العالمية

ونظم المغرب مونديال الأندية للمرة الثانية على التوالي في عام 2014. وشارك حينها في البطولة المغرب التطواني تحت قيادة المدرب الوطني عزيز العامري، لكن المشاركة لم تكن ناجحة رغم الدعم الكبير من جانب الجماهير المغربية.

فقد تلقى التطواني ضربة قوية بالخروج مبكرا بعد المباراة الافتتاحية التي خسرها أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي بركلات الترجيح (4 – 3) إثر انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

ولم يكن الحال جيدا أيضا عندما شارك الوداد في نسخة 2017 بالإمارات مع المدرب الحسين عموتة. فقد ودع الفريق البيضاوي البطولة مبكرا بخسارته أمام باتشوكا المكسيكي (1 – 0) ثم هزيمته في المباراة الترتيبية على يد أوراوا ريد دياموندز الياباني (3 – 2) ليحتل المركز السادس.

ويتطلع الوداد هذا الموسم إلى حفر اسمه ضمن خانة الفرق المغربية والعربية التي تركت بصمتها في المسابقة العالمية. وسيعود بطل أفريقيا للمشاركة للمرة الثانية في تاريخه معادلا رقم غريمه التقليدي الرجاء، إلا أنه هذه المرة يعلن التحدي لمعادلة أهم إنجازات غريمه المتمثلة في بلوغ النهائي والتي حققها الرجاء في نسخة 2013.

وعادل الوداد رقم مشاركات غريمه الرجاء حيث شارك الأخير مرتين عامي 2000 بالبرازيل و2013 بالمغرب، إلا أن الاختلاف هو أن الوداد يتفوق على غريمه بأنه سيشارك مرتين بصفته بطل أفريقيا الأولى كانت في 2017 بالإمارات والثانية في المغرب هذا العام.

وفي المقابل شارك الرجاء في النسخة الثانية له ببطاقة دعوة بوصفه المضيف وبطل الدوري المغربي وليس كحامل للقب دوري أبطال أفريقيا.

فرصة الوداد لإثبات أنه الأقوى
تمثيل عربي وازن 

وعاد الوداد من بعيد على المستوى القاري في آخر المواسم ليستغل حالة الركود التي يعيشها غريمه الرجاء أفريقيا ليتوج بلقبي دوري الأبطال في 2017 و2022 ويصل إلى لقبه الثالث لأمجد الكؤوس الأفريقية معادلا ألقاب الرجاء.

ويأمل الوداد هذه المرة في مواصلة اللحاق بأرقام غريمه بالذهاب بعيدا في مسابقة مونديال الأندية وتكرار إنجاز الرجاء 2013. وأكدت مصادر كروية مغربية أن قائمة الوداد خلت من اللاعب الليبي مؤيد اللافي العائد من فترة النقاهة مؤخرا والذي كان يمنّي النفس بالظهور في هذه المسابقة.

لكن المفاجأة المثيرة في قائمة الوداد تمثلت في ضم الثنائي الهجومي المصاب زهير المترجي وسامبو جونيور رغم غيابهما مؤخرا وخضوعهما للعلاج. وأكدت المصادر أن مدرب الوداد التونسي مهدي النفطي لا يزال يأمل في تعافيهما أو واحد منهما على الأقل ليلتحق بهذه المسابقة.

ويعول الوداديون على النفطي لتكرار إنجاز 2013 لكن هذه المرة من بوابة الوداد وليس الرجاء. وكان الوداد تعاقد مع النفطي الذي أعاد إلى الأذهان هذه الصورة التي طبعت الكرة المغربية قبل 10 أعوام حين تعاقد مواطنه الرجاء مع البنزرتي وحقق حينها إنجاز بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة العربية.

والمفارقة أن المدربين استلما الإدارة الفنية للغريمين قبل انطلاق مونديال الأندية بشهر واحد فقط حيث عوضا أنجح مدربين من حيث التتويج بالألقاب في المغرب محمد فاخر (الرجاء) والحسين عموتة (الوداد).

وسيحاول النفطي تكرار إنجاز البنزرتي الذي وقع على أفضل نتيجة في تاريخ المغرب والعرب بمونديال الأندية والتي أعقبها مكافآت مالية كبرى من العاهل المغربي الملك محمد السادس تكريما للفريق على إنجازه.

 

17