مونديال الأندية بوابة الترجي التونسي لحضور وازن بين كبار العالم

يترقب محبو الساحرة المستديرة انطلاق بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في الولايات المتحدة، التي ستنطلق مساء اليوم السبت بالتوقيت المحلي. ويحمل الترجي إرثا تونسيا وأفريقيا كبيرا قبل خوض منافسات كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة، إذ يسعى فريق "باب سويقة" لدور أبعد من التمثيل المشرف رغم صعوبة المهمة.
تونس - يتطلع ماهر الكنزاري إلى أبعد مدى مع فريقه الترجي التونسي في كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة. ويلعب الترجي ضمن المجموعة الرابعة إلى جوار العملاق الإنجليزي تشيلسي وفلامينغو البرازيلي ولوس أنجلس أف سي الأميركي، وسيبدأ مشواره بملاقاة فلامينغو الثلاثاء المقبل.
وحافظ الفريق العريق الذي يقوده المدرب ماهر الكنزاري على التشكيل الذي قاده إلى ثلاثية الدوري والكأس والسوبر المحلية. ولم يبرم صفقات جديدة، إذ أشارت إدارة النادي إلى أن رغبتها كانت مكافأة اللاعبين الحاليين بعد الجهود الكبيرة التي قدموها الموسم المنقضي.
كما واجه الوافدون الجدد صعوبة في التأقلم مع أجواء الفريق بشكل سريع، إذ تسعى الإدارة إلى بناء فريق قوي للموسم المقبل ينافس بقوة على لقب دوري أبطال أفريقيا المقبل عبر استثمار العوائد المالية التي ستحصل عليها من المشاركة في المونديال.
وقال الكنزاري في حديث إذاعي “بالتشاور مع الإدارة قررنا الذهاب إلى المونديال بالمجموعة التي أوصلت الفريق الى الألقاب المحلية، وصرفنا النظر عن التعاقد مع لاعبين جدد لأننا نتعاقد مع لاعبين لمشروع طويل الأمد.” وتابع “العثور على لاعبين لتعزيز الفريق بلاعبين أعلى مستوى أمر صعب وأرى أن الأولى أن نمنح الموجودين الخبرة والتجربة في أعلى مستوى.” وبدا الكنزاري واقعيا إذ أقر بصعوبة المجموعة قائلا “سنكون أمام تحد حقيقي وفرصة رائعة للعب مع أهم أندية العالم بهدف الظهور بوجه مشرف للكرة التونسية والعربية في مونديال سيكون استثنائيا بكل المقاييس.”
ويعول النادي في البطولة العالمية على مجموعة كبيرة من اللاعبين الشبان في سياق إكسابهم خبرات على مستوى رفيع، وذلك استعداداً للموسم المقبل حيث يبرز من بين المواهب الجديدة لاعب الوسط هيثم ضو والمدافع عزيز القوضاوي، إلى جانب المهاجمين قصي معشة ومحمد ريان الحمروني وأشرف الجبري.
سيلعبون بجانب أصحاب الخبرات وفي مقدمتهم الدولي الجزائري يوسف بلايلي ومواطنه محمد أمين توغاي والبرازيلي يان ساس والنيجيري أونوتشي أوغبيلو والحارس أمان الله مميش والمدافع ياسين مرياح وإلياس بوزيان. ورأى المدرب والمحلل رضا الجدي أن الترجي يدخل منافسات كأس العالم بثبات فني، وأضاف في حديث لفرانس برس “يستعد الترجي لخوض البطولة العالمية وسط تحضيرات اتسمت بالتركيز على الاستقرار الفني والتكتيكي أكثر من التحضيرات التقليدية التي تعتمد على المباريات الودية.”
وأضاف “أعاد الكنزاري الروح التكتيكية إلى الفريق من خلال تشكيل منظومة متماسكة، وهذه التركيبة منحت الفريق توازنا واضحا في نهاية الموسم، وكان لها دور حاسم في عودة الترجي إلى سكة الألقاب، لكن التحدي الأكبر ينتظر الفريق في الولايات المتحدة، حيث سيواجه أندية من العيار الثقيل.”
صفقات جديدة
الترجي، الفريق العريق الذي يقوده المدرب ماهر الكنزاري، حافظ على التشكيل الذي قاده إلى ثلاثية الدوري والكأس والسوبر المحلية
بدوره يعول العين الإماراتي على صفقاته الجديدة لترك بصمة عالمية تعوضه أسوأ مواسمه محليا وقاريا، عندما يشارك في كأس العالم للأندية 2025 لكرة القدم التي تستضيفها الولايات المتحدة. وتعاقد العين مع ثمانية لاعبين جدد بينهم خمسة مدافعين، لتغيير الصورة التي ظهر عليها في الموسم الماضي حيث خرج من كافة البطولات المحلية خالي الوفاض، وتعاقب على قيادته ثلاثة مدربين في سيناريو هو الأسوأ له منذ اعتماد نظام الإحصاءات في كرة القدم الإماراتية في 2008.
كما سجل العين خامس الدوري الإماراتي والذي فشل في ضمان مقعد قاري في الموسم المقبل، أسوأ مشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة باحتلاله المركز الثاني عشر الأخير في المجموعة الموحدة برصيد نقطتين من تعادلين وست هزائم، بينها الأثقل على الإطلاق بسقوطه أمام النصر السعودي 1 – 5.
لكن بطل آسيا 2003 و2024 ووصيف مونديال الأندية 2018 بصيغته القديمة، يراهن على الأداء الجيد في البطولة في الولايات المتحدة لمصالحة جمهوره. وقال أحمد الشامسي إداري العين “صحيح أننا لم نوفق في منافسات الموسم، لكن لا تخافوا على العين في المشاركات الخارجية فهو دائماً خير من يمثل الكرة الإماراتية.” وتابع “هناك عمل كبير حصل ليتم إعداد الفريق بأفضل طريقة وتجهيزه للبطولة العالمية.”
العين الإماراتي يعول على صفقاته الجديدة لترك بصمة عالمية تعوضه أسوأ مواسمه محليا وقاريا
وتعاقد العين مع ثمانية لاعبين جدد وهم الثلاثي المغربي حسين رحيمي ويحيى عبدالخالق ونسيم الشاذلي والمصري رامي ربيعة وحارس المرمى البرتغالي المخضرم روي باتريسيو والسلوفيني مارسيل راتنيك والنمساوي أديس ياشيتش والأرجنتيني فاكوندو سابالا. وعالج الفريق الإماراتي الثغرات التي ظهرت في الخط الخلفي بعدما تلقى 22 هدفاً في 8 مباريات خاضها في دوري أبطال آسيا للنخبة بضم خمسة مدافعين وحارس مرمى هو المخضرم باتريسيو (37 عاما). وقال الحارس السابق لروما وأتالانتا الإيطاليين وولفرهامبتون الإنجليزي “كأس العالم للأندية تجربة مذهلة بقميص ناد كبير ننافس فيه نخبة أندية العالم، وفي اعتقادي أن اللعب أمام فرق مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس يمثل تحديا حقيقيا يجب أن نستعد له جيدا.”
نقطة البداية
ستفتتح منافسات كأس العالم للأندية في كرة القدم بصيغتها الجديدة اليوم السبت في الولايات المتحدة، حيث ستكون الأنظار مركزة على بطل العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن ملعب هارد روك قد يكون فارغا بعض الشيء. وبالنسبة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو، مطلق هذا المشروع الذي لاقى انتقادات واسعة خصوصا حيال ازدحام جدول المباريات، ستكون لحظة “تاريخية”، بحسب ما قاله في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس.
وأكد أن هذه البطولة ستفتح “حقبة جديدة في كرة القدم،” مشيرا إلى أن “الأمر يشبه تقريبا عام 1930، مع بداية أول كأس عالم (للمنتخبات). اليوم، كل العالم يتحدث عن كأس العالم الجديدة للأندية، لهذا السبب هي تاريخية.” لكن الوضع ليس سهلا في الدولة المضيفة، مع تزايد الاحتجاجات ضد السياسة الصارمة تجاه الهجرة المعتمدة من إدارة الرئيس دونالد ترامب التي أمرت بنشر قوات عسكرية في لوس أنجلس، حيث سيخوض باريس سان جرمان بطل أوروبا مباراته الأولى الأحد ضد أتلتيكو مدريد الإسباني. وسيحضر عناصر من حرس الحدود السبت في ملعب هارد روك ستاديوم، وربما دائرة الهجرة الفيدرالية.
واعتبر إنفانتينو أن “الأمن هو أولوية قصوى (…) نحن على اتصال مستمر مع السلطات ونريد أن يتمكن المشجعون من حضور المباريات بأمان تام.” تبقى معرفة ما إذا كان مشجعو كرة القدم، وخصوصا من الجالية اللاتينية، يرغبون في متابعة مباراة يشارك فيها ميسي ومجموعة من قدامى برشلونة الإسباني، على غرار المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز ولاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس والظهير جوردي ألبا.