موقف العراق من الوضع الإقليمي

المجتمع الدولي لم يبق له عذر أمام الطريقة التي مارست بها إسرائيل وحشيتها في قتلها المدنيين والأطفال ومطالب بوقف إراقة الدماء والاعتراف بأن ما جرى في غزة هو مذبحة جماعية.
الثلاثاء 2023/11/07
المشاهد القادمة من غزة أثارت غضب العراقيين

على الرغم من التغييرات الجوهرية التي حدثت على النظام السياسي العراقي، إلا أن مواقفه لم تتغير من مجمل القضايا الإقليمية والتي تتعلق بالمنطقة عموما، فكانت قضية فلسطين والقدس هي القضية الأم وتحظى باهتمامه، وانعكس ذلك من خلال موقف المرجعية الدينية العليا من القدس، وكيف كان ومازال في الوقوف مع الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.

الحرب التي تشنها إسرائيل على مدينة غزة غيرت التوازنات الإقليمية والدولية مثلما تغيرت المواقف العربية والإسلامية منها، وتبددت كل الآمال التي كان يتطلع إليها الفلسطينيون في موقف مشرف يصدر عن القوى الإقليمية والدولية. لذلك كانت المشاهد والصور القادمة من غزة مثيرة لغضب الشعوب العربية، وتحديدا العراق الذي سارع بتقديم الدعم الثابت لقضية فلسطين، وإعلان تأييده الكامل لحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

العراق رفع من مستوى التواصل الدبلوماسي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وكذلك مع الرئيس المصري وأمير دولة قطر ورئيس جمهورية إيران وآخرين، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق لإيقاف الحرب التي تشن على الأبرياء العزل، وتجنب تصعيد الحرب وتوسيعها إلى مناطق أخرى في المنطقة، وإدخال المساعدات إلى غزة، وركزت حكومة محمد شياع السوداني على الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة.

◙ المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني شجب الأفعال البربرية للكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية، داعيا العالم إلى الوقوف في وجه "التوحش الفظيع"

بالمقابل هناك تباين للمواقف بين القوى السياسية في العراق من الأحداث في غزة، فالقيادات الكردية والسنية أكثر صمتا في ردود أفعالها، إذ أعرب رجال الدين وآخرون عن دعمهم لغزة ولكنهم دعوا إلى موقف عراقي موحد. وفي نفس الوقت كانت حكومة إقليم كردستان أكثر حذرا، ويبدو أنهم لا يريدون استعداء واشنطن والإبقاء على حسن النية في علاقتهم مع الغرب.

يبقى الموقف معلقا على ما يحدث في غزة، وتبقى المواقف متذبذبة في توضيح الموقف. ولكن، ما يعول عليه هو مواقف الجماهير التي عبرت وتعبر في أكثر من مناسبة عن موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وضرورة أن تكون للشعب الفلسطيني أرض وبلد حر يعيش فيه بحرية دون أي تهديد يومي لحريته في بلده.

كما أن المجتمع الدولي لم يبق له عذر أمام الهمجية الصهيونية والطريقة التي مارست بها وحشيتها في قتلها للأطفال والأبرياء في المستشفى الأهلي المعمداني والذي راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى، وعليه أن يوقف إراقة الدماء ويعترف بأن ما جرى في غزة هو مذبحة جماعية، وأن الحرب غير متكافئة بين الطرفين. مع السعي إلى إيجاد حل نهائي وجذري والعمل على إنهاء وجود الكيان الصهيوني الغاصب على الأراضي المغتصبة والمحتلة. وهو ما عبر عنه المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في بيانه الأخير الذي شجب فيه الأفعال البربرية للكيان الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية، داعيا العالم إلى الوقوف في وجه “التوحش الفظيع، ومنع تمادي قوات الاحتلال في تنفيذ مخططاتها لإلحاق المزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم”.

مضيفا “من دون ذلك ستستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوّامة العنف تحصد مزيدا من الأرواح البريئة”.

9