موقعة برج العرب.. الاختبار الحقيقي لتونس ومصر

تحديات كبرى تشعل الصراع بين البنزرتي وأغيري، ومنتخب تونس بحاجة لتقوية صفوفه بلاعبين مؤثرين تحسبا لمسابقة أمم أفريقيا.
الأحد 2018/10/21
أغيري يهندس لبرنامج الفراعنة لأمم أفريقيا

أسدل الستار على منافسات الجولة الرابعة من تصفيات أمم أفريقيا 2019، وسط تباين في نتائج المنتخبات العربية، ما بين أفراح البعض بالصعود، وتعثر منتخبات أخرى في تحقيق الانتصار. ويشارك في البطولة المقبلة في الكاميرون 24 منتخبا لأول مرة، بدلا من 16، وهو ما يمنح فرصة لتأهل عدد أكبر من المنتخبات العربية. وشهدت هذه الجولة تأهل 4 فرق رسميا إلى نهائيات أمم أفريقيا، وهي مصر وتونس ومدغشقر والسنغال، إلى جانب الكاميرون الدولة المضيفة.

تونس - حقق منتخبا تونس ومصر، بفوزين خارج الديار، التأهل المبكر عن المجموعة العاشرة، والتواجد في نهائيات البطولة قبل جولتين من نهاية التصفيات. وعاد نسور قرطاج بفوز مهم من النيجر، ليحقق أبناء المدرب فوزي البنزرتي العلامة الكاملة، بـ4 انتصارات، دون خسارة أي نقطة. واحتاج منتخب تونس لمجهودات لاعبه فراس شواط، الذي سجل هدفين، ولم يتأثر بهدف تقليص الفارق للنيجر، ليحصد النقاط الثلاث، وتصبح مباراته المقبلة أمام الفراعنة على تحديد متصدر المجموعة.

وقال البنزرتي “بعد مواجهة الذهاب أمام النيجر حرصت على ترميم معنويات اللاعبين وطلبت منهم أن يخوضوا المباراة دون ضغوط وأن يستمتعوا”. وتابع “بالفعل كان أداء منتخب تونس اليوم أفضل رغم أننا لعبنا في نيامي، ورغم ارتفاع درجات الحرارة والأخطاء التي قام بها اللاعبون في مباراة الذهاب فقد تم تفاديها في النيجر”. وواصل فوزي البنزرتي تقييمه لمنتخب تونس قائلا “كل اللاعبين قدموا ما كان مطلوبا منهم كما أن خطوطنا كانت مترابطة وأدت دورها على الوجه الأكمل”.

وحدد الاتحاد المصري لكرة القدم يوم 16 نوفمبر المقبل موعدا لمباراة مصر وتونس ضمن الجولة الخامسة لتصفيات المجموعة العاشرة المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية بملعب الجيش ببرج العرب، وذلك في بيان رسمي أصدره اتحاد الكرة.

 كما اتفق الاتحادان المصري والتونسي لكرة القدم على إقامة مباراة ودية بين منتخبي البلدين الأولمبيين يوم 15 نوفمبر المقبل على هامش لقاء منتخبي البلدين يوم 16 من الشهر نفسه. وذلك في انتظار الجولة الأخيرة المقررة في 22 مارس حيث يحل “الفراعنة” الذين يحلمون بلقبهم القاري الثامن، ضيوفا على النيجر، فيما يلعب “نسور قرطاج” الذين توجوا بلقب واحد عام 2004 على أرضهم، ضد سوازيلاند بين جماهيرهم.

بات من الواضح أن منتخب تونس بحاجة لتقوية صفوفه بلاعبين مؤثرين تحسبا لمسابقة أمم أفريقيا، ويتابع المدرب فوزي البنزرتي ثلاثة لاعبين مزدوجي الجنسية قادرين على قيادة “نسور قرطاج” للفوز بنسخة 2019.

لعل أبرزهم راني خضيرة لاعب وسط أوغسبورغ الألماني القادر على أن يشكل إضافة قوية لمنتخب تونس في مركز الوسط المدافع خاصة وأن إلياس السخيري لم يقدم مستويات قوية في مختلف مشاركاته. إضافة إلى مهاجم إشبيلية الإسباني وسام بن يدر الذي مازال بإمكانه تمثيل منتخب تونس باعتباره لم يظهر في أي مناسبة مع منتخب فرنسا الأول.

 وفرض هذا الأخير نفسه كواحد من أفضل الهدافين في الدوري الإسباني. فضلا عن كريم مرابطي مهاجم ديوغاردنيس السويدي الذي بإمكانه أن يشكل ورقة جديدة لمنتخب تونس خاصة وأنه قادر على اللعب في جميع مراكز خط الهجوم.

ضمان العبور

عاد منتخب الفراعنة من سوازيلاند، بالفوز 2-0، عن طريق قلب الدفاع أحمد حجازي والمهاجم مروان محسن، ليحقق الانتصار الثالث تواليا مع مدربه الجديد خافيير أغيري. ورفع المنتخب المصري رصيده لـ9 نقاط في المركز الثاني، بفارق 8 نقاط عن النيجر وسوازيلاند، في قاع المجموعة ليضمن العبور إلى النهائيات. وقال المدرب المكسيكي إننا “قدمنا مباراة قوية واللاعبون نفذوا تعليماتي. كان بإمكاننا تسجيل العديد من الأهداف لكننا لم نستغل الفرص التي أتيحت لنا”.

وتألق المنتخب المصري هجوميا منذ وصول أغيري إذ سجل 12 هدفا في المباريات الثلاث التي خاضها تحت إشراف المكسيكي في التصفيات، وهو ما تطرق إليه الأخير بالقول “أن تخرج بشباك نظيفة مع تسجيل هذا العدد من الأهداف منذ أن توليت المسؤولية، فهذا أمر مهم للغاية”.

مهمة المنتخب الليبي أصبحت صعبة للغاية، إذ يحتاج إلى الفوز في مباراتيه المقبلتين أمام جنوب أفريقيا وسيشيل، إلى جانب تعثر منتخب الأولاد أمام نيجيريا

وفي تحليله للمباراة، رأى أغيري أن منتخب سوازيلاند “فريق قوي ومقاتل ويركض طوال المباراة. لم يكن من السهل استخلاص الكرة منهم”، كاشفا “لعبنا بنفس طريقة مباراة الذهاب بالضغط على دفاعهم من أجل الفوز، وهذا ما حققناه في نهاية المطاف”.

ورأى قائد مصر أحمد المحمدي أن الفوز على سوازيلاند كان مهما لضمان التأهل وبدء الاستعداد من الآن للفوز على تونس، وكذلك الاستعداد للنهائيات، مؤكدا “لدينا رغبة في تحقيق الفوز على تونس والنيجر لضمان صدارة المجموعة وهدفنا الصدارة والتقدم في التصنيف”.

 وفي سياق متصل رفض الجهاز الفني بقيادة أغيري، ضم لاعبين جدد خلال الفترة المقبلة، قبل مباراة الفراعنة مع المنتخب التونسي. من جانبه، قال هاني رمزي، المدرب العام للمنتخب، إن مباراة تونس مهمة للغاية، حيث إنها ستحسم صدارة المجموعة، وليس صحيحا ما يشاع عن أنها مباراة تحصيل حاصل بعد صعود الفريقين، ولذلك سيخوض الفراعنة المباراة بالقوام الأساسي للمنتخب، وسيكون من الصعب إدخال عناصر جديدة خلال الفترة المقبلة.

وقال رمزي في تصريحات صحافية “مباراة تونس قوية جدا، كونها ستحدد متصدر المجموعة والذهاب إلى البطولة الأفريقية في تصنيف جيد، ومن المتوقع أن نضم عناصر جديدة عقب مباراة تونس، عن طريق ترتيب مباريات ودية لمتابعة اللاعبين الذين يحظون باهتمام الجهاز الفني، لدينا ثلاثة أشهر سنعمل فيها على إقامة بعض المباريات الودية لمتابعة اللاعبين الصغار والمتألقين في الدوري عن كثب”.

ورغم تأهل كل من الفريقين قبل جولتين من نهاية التصفيات، إلا أن مواجهة مصر أمام تونس التي تقام الشهر المقبل بالقاهرة تشهد العديد من التحديات، حيث يأتي على رأسها رغبة كلا الفريقين في الفوز بهدف اقتناص صدارة المجموعة التي تحتلها تونس برصيد 12 نقطة، ومن خلفها مصر برصيد 9 نقاط، والفوز يقرب الفراعنة من الصدارة، فيما يحافظ التعادل أو الفوز على آمال نسور قرطاج بتصدر المجموعة.

 كما تشهد مباريات مصر وتونس حماسا دائما بسبب الصراع الشمال أفريقي، وهو ما يزيد من صعوبة المباراة رغم تأهلهما. أحد الأمور التي تزيد من صعوبة المباراة، هو رغبة الفراعنة في الثأر من هزيمتهم في الجولة الأولى من التصفيات التي أقيمت في تونس. آخر الأمور التي تشعل المباراة، هي أنها ستكون اختبارا حقيقيا للمكسيكي أغيري المدير الفني الجديد للمنتخب المصري، حيث خاض 3 مباريات فاز على النيجر، ثم تغلب على سواتيني ذهابا وإيابا ليضمن التأهل، وتعد مواجهة تونس الاختبار الحقيقي للمدرب المكسيكي.

أداء باهت

عقب الفوز المتواضع قبل أيام قليلة على جزر القمر، 1-0، في الوقت بدل الضائع، استمر المغرب في تقديم أداء غير مقبول لجماهيره، وتعادل مع نفس المنافس بنتيجة 2- 2، ليفشل في انتزاع بطاقة التأهل. المغرب ظل متقدما حتى الدقيقة 91، لكنه لم يستطع الحفاظ على تقدمه، لتتواصل الانتقادات ضد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

وارتفع رصيد أسود الأطلس لـ7 نقاط، من 4 مباريات، في مجموعة ضمن فيها المنتخب الكاميروني التأهل، بصفته البلد المنظم، ويحتاج الأول إلى تحقيق نتيجة إيجابية الجولة المقبلة أمام الكاميرون، قبل الدخول في حسابات معقدة مع مالاوي، الذي يملك 4 نقاط، ولديه مباراة سهلة الجولة المقبلة أمام جزر القمر. وتعد فرصة ممثل العرب الثاني في المجموعة، وهو منتخب جزر القمر، شبه مستحيلة، حيث يملك في رصيده نقطتين.

وتعرض المنتخب المغربي، لعدة انتقادات، بسبب المستوى المتواضع الذي قدمه لاعبو الأسود، بجانب الفوز الباهت على جزر القمر، في إطار الجولة الثالثة، خلال الوقت القاتل من لقاء السبت الماضي. إذ بات معدل أعمار المنتخب المغربي مرتفعا، نظرا لاعتماد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، على بعض المخضرمين. ولوحظ تراجع مستوى لاعبي منتخب المغرب بشكل ملحوظ، أمثال مبارك بوصوفة ومروان داكوستا ونبيل درار وخالد بوطيب وصلاح الدين السعيدي.

منتخب نسور قرطاج عاد بفوز مهم من النيجر، ليحقق أبناء المدرب المخضرم فوزي البنزرتي العلامة الكاملة، بـ4 انتصارات، دون خسارة أي نقطة
منتخب نسور قرطاج عاد بفوز مهم من النيجر، ليحقق أبناء المدرب المخضرم فوزي البنزرتي العلامة الكاملة، بـ4 انتصارات، دون خسارة أي نقطة

وبدا واضحا أن رينارد، مدرب الأسود، قد دخل مرحلة التخبط باستدعاء لاعبين خارج أجواء المنافسة مع أنديتهم. ورغم الانتقادات التي تعرض لها رينارد، إلا أنه أصر على استدعاء مبارك بوصوفة، الذي لا يلعب حاليا لأي فريق، منذ مونديال روسيا. وكان لهذا التخبط، الأثر الأكبر على مستوى المنتخب المغربي، حيث تراجع الأداء بشكل كبير، مقارنة بما قدمه في الفترة السابقة.

وسيكون رينارد، مجبرا خلال المرحلة المقبلة، على إعادة ترتيب أوراقه ومراجعة المستوى الذي بات يقدمه منتخب المغرب. وهناك مجموعة من اللاعبين المغاربة في الدوريات الأوروبية، مما يفرض على رينارد، متابعتهم وتوجيه الدعوة لبعضهم، أمثال سفيان بوفال لاعب سيلتا فيغو، ونبيل الزهر لاعب ليغانيس.

وفي سياق متصل أوضح محمد مقروف، الناطق الرسمي لاتحاد الكرة المغربي، حقيقة الأنباء التي ترددت مؤخرا، حول البحث عن مدرب جديد. وكانت صحيفة “أبولا” البرتغالية قد أكدت مؤخرا، أن الاتحاد المغربي مهتم بخدمات كارلوس كيروش، مدرب منتخب إيران، لتعويض المدير الفني الفرنسي، هيرفي رينارد. وردا على ذلك، قال مقروف، خلال تصريحات إعلامية “نتعجب من هذه الأخبار، التي تخدم أجندات نجهلها.. لا صحة لهذا الخبر، وأنفيه نفيا قاطعا”.

وتابع “ثقتنا كبيرة في المدرب رينارد، ويستحيل التفكير في قرار من هذا النوع.. نحن مقبلون على مباراة مهمة أمام الكاميرون، في تصفيات بطولة أفريقيا، ونأسف لهذا التشويش حول المنتخب المغربي”. وأردف “لسنا مضطرين في كل مرة، للرد على مثل هذه الادعاءات.. لسنا مهتمين بكيروش أو غيره من المدربين، ورينارد سيواصل مهامه”.

وسقط المنتخب الجزائري، بهزيمة مفاجئة أمام بنين، بنتيجة 0-1، ليتأجل تأهل محاربي الصحراء إلى النهائيات مؤقتا. المنتخب الجزائري، لم يقدم العرض الذي يرضي جماهيره، بقيادة مدربه جمال بلماضي، وتجمد رصيده عند 7 نقاط، ليتقاسم الصدارة مع بنين، فيما تمتلك توغو 5 نقاط، لتتعقد حسابات المجموعة.

مفاجأة العرب

واصل المنتخب الموريتاني عروضه القوية، بعد فوزه على أنغولا 1-0، ليتصدر مجموعته، على حساب منتخبات قوية مثل بوركينا فاسو وأنغولا وبوتسوانا، ليصبح مفاجأة التصفيات. ورفعت موريتانيا رصيدها إلى 9 نقاط في الصدارة، وتحتاج إلى الفوز على ملعبها، في الجولة المقبلة، في مباراة سهلة نسبيا، أمام بوتسوانا، لضمان التأهل.

ورفع المنتخب السوداني الراية البيضاء، وتنازل عن حلمه في بلوغ النهائيات، بعد تلقيه الخسارة الرابعة تواليا، والتي جاءت هذه المرة على أرضه ووسط جماهيره، أمام أسود السنغال. السودان فقد كل حظوظه في بلوغ النهائيات، عن المجموعة الأولى، التي حسمت رسميا بتأهل السنغال ومدغشقر، والأخير سيشارك في النهائيات لأول مرة في تاريخه.

وتعقدت مهمة المنتخب الليبي، بعدما تلقى هزيمة جديدة على ملعبه، أمام نسور نيجيريا، ليتجمد رصيده عند 4 نقاط خلف نيجيريا بـ9 نقاط وجنوب أفريقيا بـ8 نقاط. مهمة المنتخب الليبي أصبحت صعبة للغاية، إذ يحتاج للفوز في مباراتيه المقبلتين أمام جنوب أفريقيا وسيشيل، بجانب تعثر منتخب الأولاد أمام نيجيريا.

22