موسم كروي مصري جديد مصحوب بالأزمات

مسابقة الدوري المصري الممتاز تنطلق في موسمها الجديد مع نهاية الشهر الجاري، مصحوبة بالكثير من الحواجز التي يحاول أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم برئاسة هاني أبوريدة، تجاوزها.
الجمعة 2018/07/20
بحث الحلول لأزمة كل موسم

 القاهرة - أعلنت لجنة المسابقات باتحاد الكرة المصري عن موعد مباريات الدور الأول للدوري، ومعها فترة التوقفات التي تشهدها المسابقة، بسبب المشاركة القارية للأندية والمنتخب الأول، وينطلق الأسبوع الأول في 31 من يوليو الجاري.

وتجمع المواجهة الأولى بين فريقي الاتحاد السكندري و”المقاولون العرب”، وفي الثانية يلتقي الزمالك مع بتروجت، بينما يخوض الأهلي (البطل) مواجهة ساخنة أمام فريق الإسماعيلي وصيفه في النسخة الماضية، في حين تجرى مباراة القمة بين الغريمين الأهلي والزمالك في الأسبوع السابع عشر.

ويواجه الدوري هذا الموسم عدة أزمات تعوق انتظامه، ويعجز المعنيون أمامها عن إيجاد الحلول، إلى درجة جعلت عامر حسين رئيس لجنة المسابقات، يقترح إقامة الدوري من دور واحد فقط، على غير العادة، أو إقامته بنظام المجموعتين، وجميعها أفكار وقعت كالصاعقة على أذهان من سمعوها، ولاقت سيلا من الانتقادات لأنها تدل على إخفاق في إدارة المنظومة.

معارضة الكاف

لم تكن مسابقة الدوري المصري مبهمة أو غريبة كونها تضم 18 فريقا، لكن هذا هو الحال في أغلب الدوريات العربية، وبعضها يتخطى ذلك العدد إلى 20 فريقا. وما جعل عامر حسين يقف عاجزا أمام ترتيب جدول الدوري، هو التعديل الذي أدخله الاتحاد الأفريقي للكرة “كاف”، على بطولتي دوري الأبطال والكونفيدرالية مع بداية الوسم الجديد.

تتطلب التعديلات الانتقالية في مواعيد البطولتين انتهاء بطولتي الموسم الجاري في نوفمبر المقبل، على أن يبدأ الموسم الجديد في الشهر ذاته وينتهي في مايو المقبل، أسوة بكل البطولات القارية، ودفع هذا التعديل رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة المصري إلى الهجوم على مسؤولي الكاف واعتبارهم من تسبب في إرباك المسابقة المحلية.

جاء رد الكاف بأن هذا التعديل معلوم لكافة الاتحادات التي تندرج تحت مظلتها منذ العام الماضي، ومن الأولى أن يفكّر الاتحاد المصري في كيفية تطوير المسابقة، وإيجاد حلول تتماشى مع التعديلات الجديدة بدلا من إلقاء التهم.

متوقع أن تكون بطولة كأس مصر في الموسم الحالي ضمن الأزمات التي تطارد لجنة المسابقات في استكمال مواعيد الدوري

يشارك أربعة فرق مصرية في بطولتي دوري الأبطال والكونفيدرالية الموسم المقبل، هي الأهلي والإسماعيلي في دوري الأبطال، والزمالك والمصري في الكونفيدرالية، بينما لا يزال فريقا الأهلي والمصري يواصلان مشوارهما في البطولتين للموسم الجاري.

ثم جاءت البطولة العربية لتزيد الوضع صعوبة، لا سيما مع رفض الأندية المشاركة الاعتذار عن البطولة بسبب العائد المادي المغري، وهي أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي، وهو أمر في حد ذاته كفيل بعدم انتظام مسابقة الدوري.

ومتوقع أن تكون بطولة كأس مصر في الموسم الحالي ضمن الأزمات التي تطارد لجنة المسابقات في استكمال مواعيد الدوري، لأن الشركة الراعية (بريزنتيشن) رفضت بصورة قاطعة فكرة إلغاء البطولة.

لم يجد عامر حسين أمامه مفرا سوى التعامل مع ما يواجهه من أزمات، ويزيد عليها ارتباط المنتخب الأول بالتصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تنطلق في الكاميرون العام المقبل.

وقال حسين لـ”العرب” إنه ينتظر مشوار النادي الأهلي في مسابقة دوري أبطال أفريقيا لتحديد باقي مواعيد الدوري العام. ونبه حسين إلى أن الجدول الذي تم الإعلان عنه قبل يومين فقط قابل للتغيير خلال الفترة المقبلة، وفقا لمشوار الأهلي في بطولة دوري أبطال أفريقيا، والمصري البورسعيدي في بطولة الكنفيدرالية، وقد يتم تأجيل بعض المباريات في حال تأهل الفريقين للأدوار التالية.

مواجهة الضغط

أضاف أنه عرض على الأندية اقتراحين خلال الاجتماع الذي تم مع ممثلي الأندية بمقر اتحاد الكرة، وكان أول هذين الاقتراحين إقامة الدوري من مجموعتين مثلما حدث في الدوري التونسي قبل موسمين، وذلك لمواجهة الضغط الموجود في الجدول.

كان الاقتراح الثاني أن يكون الدوري من دور واحد ويتنافس أول 8 فرق على لقب الدوري، ويتنافس آخر 10 فرق على الهبوط، بينما أكد أنه لا نية لإلغاء بطولة الكأس، وسوف تستمر على نفس نظامها بعد مشاركة اللاعبين الدوليين في الدورالـ32 فقط.

لكن الحديث عن الأزمات التي تواجه الموسم الكروي المصري لم ينته عند انتظام جدول المباريات، فهناك أزمة ملاعب بطلها فريق نادي المصري البورسعيدي، وقد هدد مسؤولوه بتقديم شكوى إلى الاتحاد الدولي “فيفا” بسبب قرار اتحاد الكرة عدم خوض الفريق مباراته أمام الأهلي على ملعبه، وإقامتها على ملعب برج العرب بالإسكندرية.

وتعرض المصري لعقوبة بسبب أحداث شغب دامية وقعت في فبراير 2012 على ملعبه في بورسعيد، أثناء مباراة للفريق أمام النادي الأهلي بالدوري، وأسفرت الأحداث عن وفاة 74 مشجعا أهلاويا، إلا أن العقوبة انتهت منذ عامين.

وقال عامر حسين إنه تقدم بطلب رسمي للجهات الأمنية من أجل الموافقة على إقامة مباريات المصري على ملعبه في بورسعيد، عدا مباريات الأهلي في الذهاب والإياب، بسبب حالة الاحتقان التي نشبت بين جماهير الفريقين منذ كارثة فبراير، ولم تتمكن الأيام أو الوسطاء من تصفية الأجواء.

ينطلق الموسم الكروي الجديد في مصر بعد حوالي عشرة أيام دون الإعلان عن جدول مباريات مسابقة الدوري كاملة، ولا يزال رئيس لجنة المسابقات في مأزق بسبب المشاركات القارية. فهل يستطيع اتحاد الكرة حسم أموره قبل أن تتفاقم الارتباكات والأزمات؟

22