موسم قياسي لفورمولا 1 من أستراليا إلى أبوظبي

تشهد ملبورن مجددا ضربة البداية لموسم حافل بالسباقات في بطولة العالم لسيارات فورمولا 1 حيث تنطلق فعاليات الموسم الجديد للبطولة يوم الأحد بسباق جائزة أستراليا الكبرى بينما تختتم فعاليات البطولة مجددا في أبوظبي. ويشهد موسم 2020 من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 روزنامة قياسية عبر إقامة 22 سباقا.
ملبورن – تنطلق النسخة السبعون من البطولة يوم الأحد وتختتم في ياس مارينا في أبوظبي يوم 29 نوفمبر. وانضم السباق الفيتنامي إلى الروزنامة لتصبح فيتنام الدولة الـ34 التي تستضيف أحد سباقات الجائزة الكبرى، حيث تحتضن هانوي السباق في الخامس من أبريل المقبل. كما شهدت الروزنامة عودة سباق جائزة هولندا ليقام في الثالث من مايو بعد غياب 35 عاما.
ولكن الألماني سيباستيان فيتيل سائق فيراري بطل العالم أربع مرات سابقة، قد يكون أبرز الخاسرين بعد استبعاد بلاده من استضافة سباقات الجائزة الكبرى. وفي الوقت نفسه، قد يتسبب فايروس كورونا المستجد والمتفشي في الصين في تقليص عدد سباقات البطولة هذا العام إلى 21 سباقا بعد تأجيل السباق الصيني الذي كان مقررا في شنغهاي في 19 أبريل المقبل إلى أجل غير مسمى.
موسم بارز
مع السيطرة التي فرضها فريق مرسيدس على عالم سباقات سيارات فورمولا 1 في الأعوام الستة الماضية، يتطلع سائقه البريطاني لويس هاميلتون إلى تقديم موسم بارز وناجح آخر خلال العام الحالي ومعادلة رقم قياسي مهم للغاية قبل التعديلات الهائلة التي ستطرأ على نظام البطولة من الموسم المقبل.
ويتطلع هاميلتون إلى معادلة رقم قياسي مهم للغاية في الموسم الحالي وهو عدد الألقاب التي يحرزها أي سائق في تاريخ مشاركاته بالبطولة. واحتكر هاميلتون لقب البطولة في المواسم الثلاثة الماضية ليرفع رصيده إلى ستة ألقاب في تاريخ البطولة بعدما توج باللقب سابقا في 2008 و2014 و2015 ليصبح على بعد لقب واحد من معادلة الرقم القياسي (سبعة ألقاب) والمسجل باسم الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.
يستطيع هاميلتون استغلال تفوق سيارة مرسيدس في المواسم الماضية وتقديم موسم جيد آخر في العام الحالي ليتوج بلقبه السابع في البطولة. وقبل سنوات قليلة، بدا أن هذا الرقم القياسي المسجل باسم شوماخر وكذلك الرقم القياسي الآخر له والمتعلق بعدد الانتصارات التي يحققها أي سائق في تاريخ سباقات فورمولا 1 (91 سباقا) بعيد عن متناول أي سائق آخر.
ولكن هاميلتون وفريقه مرسيدس أثبتا عكس هذا، حيث أصبح السائق البريطاني على بعد خطوات قليلة من معادلة الرقمين وربما تحطيم الرقم القياسي الخاص بعدد الانتصارات في سباقات البطولة حيث حقق حتى الآن الفوز في 84 سباقا.
ورغم هذا، ينتظر أن يواجه هاميلتون مقاومة كبيرة من فريق فيراري بقيادة أي من سائقيه سيباستيان فيتيل وتشارلز لوكلير أو من كليهما سويا. كما ينتظر أن يجد منافسة قوية من فريق ريد بول الذي يعتمد بشكل كبير في ذلك على سائقه ماكس فيرستابن. وقال فيتيل “أتمنى ألا يتحطم هذا الرقم القياسي”. وأحرز فيتيل اللقب العالمي أربع مرات متتالية مع فريقه السابق ريد بول لكنه ما زال في انتظار اللقب الخامس منذ أن انتقل إلى فريق فيراري قبل خمس سنوات.
وخلال الموسم الماضي، بدا لوكلير أكثر سطوعا من زميله فيتيل الذي يحتاج لتقديم موسم جيد في 2020 لتأكيد أنه لا يزال قادرا على المنافسة لاسيما وأن عقده مع الفريق ينتهي هذا الموسم.
واتسم سجل فيتيل مؤخرا بقلة الانتصارات وكثرة الأخطاء ما يعني أن استمرار هذا الحال سيجعل من لوكلير الأمل الأكبر لفريق فيراري في التتويج بلقب البطولة للمرة الأولى منذ تتويج الفنلندي كيمي رايكونن باللقب مع الفريق في 2007.
وقال لويس كاميليري رئيس فيراري “نعلم جميعا مدى موهبة تشارلز لوكلير”. ولكن فيراري يحتاج إلى تقديم سيارة قادرة على المنافسة بقوة لكل من سائقيه إذا أراد النجاح في التحدي مع مرسيدس. وقدم فريق فيراري في الموسم الماضي سرعة هائلة في المسافات المستقيمة للدرجة التي دفعت منافسيه للشكوى كما انزعج المنافسون عندما أغلق الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) القضية سرا في نهاية الشهر الماضي.
وفي المقابل، افتقد فيراري في الموسم الماضي قوة الأداء في المنحنيات والتي كانت عيبا كبيرا حاول الفريق تلافيه. وفيما بددت الاختبارات التي سبقت الموسم الحالي المخاوف من تكرار هذه المشكلة، أظهرت الاختبارات التي أجريت في برشلونة أن مرسيدس أكثر سرعة من فيراري.
وعلى مدار المواسم الماضية، فرض هاميلتون هيمنته على عالم فورمولا 1 باستثناء فوز زميله نيكو روزبرغ بلقب البطولة في 2016. ولكن فالتيري بوتاس زميله الحالي في الفريق لا يبدو بنفس مستوى هاميلتون. وإذا عانى فيراري مجددا، قد يصبح فيرستابن وفريقه ريد بول الخطر الأكبر الذي يهدد هيمنة هاميلتون ومرسيدس.
وفي الوقت نفسه، أثار فريق “ريسينغ بوينت” الجدل من خلال إنتاج سيارة تشبه كثيرا سيارة مرسيدس في 2019. كما يأمل فريق ماكلارين، الذي تحسن مستواه في العام الماضي، تقليص الفجوة مع مرسيدس وفيراري وريد بول. ويواجه فريق رينو، الذي تسود الجماعية أداءه منذ عودته للمشاركة في البطولة، بضعة شهور حاسمة في مستقبله مع هذه الرياضة. ويأمل فريق وليامز البريطاني في العودة للمنافسة بعدما قدم موسما مخيبا للآمال في 2019.
تغييرات جذرية
فيما تنتظر بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا 1 تغييرات جذرية في نظامها ولوائحها بداية من موسم 2021، سيشهد الموسم الجديد الذي تنطلق فعالياته الأحد المقبل بعض التعديلات في اللوائح ونظام البطولة منها: في موسم 2019، استبدل المنظمون راية نهاية السباق بشاشة “ليد” لتوضيح نهاية السباق.
ولكن مشكلة فنية في الشاشة خلال السباق الياباني تسببت في إنهاء السباق قبل نهايته بلفة واحدة عن طريق الخطأ. وفي 2020، سيعيد المنظمون راية نهاية السباق بدلا من هذه الشاشة. مع زيادة عدد السباقات في بطولة هذا العام إلى 22 سباقا، كان يجب منح المزيد من الاهتمام. ولهذا، تمت زيادة فترة الحظر التي تفرض قبل التجربتين الأولى والثالثة، والتي لا يمكن لهم العمل خلالها في السيارات، من ثماني إلى تسع ساعات. ويمكن لكل فريق خرق هذا الحظر مرتين فقط في الموسم بأكمله دون فرض عقوبات.