مورينيو وغوارديولا.. صدام التحدي والعداوة

ستكون أنظار عشاق كرة القدم اليوم شاخصة إلى ملعب الاتحاد، من أجل متابعة ديربي مانشستر بين السيتي واليونايتد، في الجولة الـ12 من الدوري الإنكليزي. ولا تحظى المباراة بأهمية خاصة لدى جماهير الكرة، بسبب كونها ديربي بين فريقين من طراز العمالقة فقط، ولكن أيضا للصراع التاريخي بين بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو. صراع يمتد لما يقارب من الـ9 سنوات حتى الآن، وذلك منذ مواجهات الثنائي في الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، ليصل إلى محطة إنكلترا في آخر 3 سنوات.
لندن - يفتح ملعب الاتحاد اليوم أبوابه لاستضافة ديربي مانشستر بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد في إطار منافسات الجولة الـ12 من الدوري الإنكليزي الممتاز.
وحقق السيتيزنس فوزا كبيرا بسداسية على حساب شاختار، واستطاع الفريق الإنكليزي بهذا الانتصار أن يتصدر المجموعة برصيد 9 نقاط بعد أربع جولات، فاز في ثلاث وهزم في مباراة وحيدة، أما في الدوري فيتصدر الأزرق السماوي الجدول برصيد 29 نقطة، وسيسعى الفريق للفوز في هذه المباراة ليستمر على صداراة البريميرليغ.
وخطف الشياطين الحمر ثلاث نقاط مهمة من يوفنتوس في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، وبهذا الفوز عزز حظوظه كثيرا للصعود لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا رفقة السيدة العجوز الذي ضمن التأهل، ويحتل مانشستر يونايتد المركز السابع برصيد 20 نقطة في الدوري الإنكليزي بعد تحسن نتائجه في الفترة الأخيرة إلى حد ما، وسيدخل هذه المواجهة وكله أمل في خطف الفوز ليكمل سلسلة الانتصارات التي حققها في المباريات الأخيرة.
الصراع الأقوى
يعد الصراع بين جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد، وبيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، هو الأقوى بين اثنين من أفضل المدربين في العصر الحديث. ودائما ما تشهد مباريات كلا المدربين جدلا واسعا، بما يمنحها مذاقا خاصا لدى جماهير الناديين ومحبيهما حول العالم.
واستطاع مورينيو أن يقود إنتر ميلان للفوز على برشلونة، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، 3-1، ليصرح بعد المباراة قائلا “منذ عام تشيلسي كان يبكي، وبرشلونة يضحك مع الحكم. هم ضحكوا بسبب منعهم للبلوز من التواجد في المكان الصحيح”.
وبعد مباراة العودة وخسارة إنتر، 0-1 وتأهله للنهائي، قال مورينيو “هذه هي أجمل هزيمة في حياتي. كنا فريقا من الأبطال. لقد فزت بدوري الأبطال من قبل، ولكن اليوم كان أفضل. لقد قمنا بالكثير من التضحيات”.
مورينيو لديه ما يفتخر به هو الآخر، فقد حقق الدوري في 4 بلدان مختلفة، وهو إنجاز لم يحققه سوى المدرب الإيطالي جيوفاني تراباتوني
وفي أبريل 2011 تولى مورينيو مسؤولية تدريب ريال مدريد، وحقق الفوز على برشلونة في نهائي الكأس، 1-0، أحرزه رونالدو، ليصرح غوارديولا بعد إلغاء هدف بيدور وقتها “قرار يفصله اثنان من السنتيمترات من حكم الراية، والذي كانت لديه رؤية جيدة، منعت هدف بيدرو”. ليكون رد مورينيو قبل مواجهة الفريقين، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بنفس الموسم “في هذه الغرفة مورينيو مدرب سيء ورئيس سيء، وأنا لا أريد المنافسة معه في ذلك، ولكن هذه مباراة كرة قدم”.
وبعد مباراة الذهاب وتعرض بيبي ومورينيو للطرد “في يوم ما أريد أن يفوز غوارديولا بشرف. إذا قلت لليويفا ما أشعر به، سينتهي مشواري على الفور. لماذا يحتاج فريق رائع مثل برشلونة لمساعدة. لا أعتقد هل ذلك بسبب رعاية يونيسيف أم لأنهم رجال رائعون”.
وأضاف “سأخجل من نفسي إذا فزت بالبطولة بفضيحة في ستامفورد بريدج، وإذا فاز بها غوارديولا هذا العام، ستكون بفضيحة في بيرنابيو. أتمنى يوما ما أن يفوز بيب بنزاهة دون أي فضيحة”.
وفي أغسطس 2013 تقابل المدربان مرة أخرى، غوارديولا مع بايرن ميونيخ ومورينيو في قيادة تشيلسي بالسوبر الأوروبي، ليفوز بايرن بضربات الجزاء، ويصرح مورينيو بعدها “في كل مرة أقابل فيها بيب ينتهي الأمر بـ10 لاعبين. أعتقد أن هذه قاعدة في الاتحاد الأوروبي”.
وفي سبتمبر 2014 اشتعل النقاش بين المدربين على طول عشب الملاعب، حيث قال مورينيو “كل شخص لديه رؤية لكرة القدم، ويجب احترامها، وهي يمكن أن تشاهد بأكثر من طريقة”. ليرد عليه غوارديولا “جمال كرة القدم يعتمد على المدرب، ويبدو لي أن مورينيو يفضل النتيجة على شكلها. أعرف أن ذلك كل ما يهمه”. ليكون رد مورينيو عليه قاسيا جدا “عندما تستمتع بما تفعل، فأنت لا تفقد شعر رأسك، وغوارديولا أصلع، لذلك هو لا يستمتع بكرة القدم”.
وبعد فوز مورينيو بالبريميرليغ مع تشيلسي، وفوز غوارديولا بالدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، لم ينس البرتغالي نظيره بيب في احتفاله. وفي مايو 2015 إقال “بالنسبة إلي أنا لست أذكى شخص لاختيار البلاد والأندية. كان من الممكن أن أختار ناديا آخر في بلد ثان، وأصبح بطلا بسهولة”.
وأضاف “في المستقبل ممكن أن أكون أذكى من ذلك، وأختار بلدا، حيث يستطيع عامل الملابس أن يصبح مدربا ويفوز باللقب”.
وفي سبتمبر 2016، وفي أول مواجهة جديدة بينهما في الدوري الإنكليزي، بيب مع مان سيتي، ومورينيو مع مان يونايتد، قال الأخير “في إسبانيا الصراعات الفردية ممكن أن تؤثر على الكثير من الأشياء، ولكن في بريميرليغ، إذا ركزت عليه وعلى السيتي، وهو ركز عليّ وعلى اليونايتد، سيأتي شخص آخر للفوز بالدوري”.
وفي أغسطس 2018 وبعد ظهور مورينيو في الفيلم الخاص بالسيتي، واحتفال الفريق في ممرات أولد ترافورد، قال “أنت لا تحتاج ألا تحترم خصمك، حتى تصنع فيلما جيدا. يمكنك أن تكون ناديا غنيا وتشتري أفضل اللاعبين في العالم، ولكنك لا تستطيع شراء الكفاءة، وهم أظهروا ذلك جيدا”. ليرد عليه غوارديولا “هذا صحيح، أنا أوافق مع مورينيو، بأنك لا تستطيع شراء الكفاءة، ولكني أعتقد بأننا عشنا موسما رائعا مع الكاميرات، وفعلنا ذلك لأنفسنا، ولكني لا أتفق معه في عدم الاحترام”.
مستقبل غامض
تحدث تقرير صحافي عن مستقبل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في تدريب مانشستر يونايتد الإنكليزي، بعد تحسن النتائج في الفترة الأخيرة.
وذكرت صحيفة “إكسبريس” البريطانية أن مانشستر يونايتد لن يتعاقد مع مدرب ريال مدريد السابق زين الدين زيدان للإشراف على الإدارة الفنية للشياطين الحمر، خلفا لمدرب الفريق الحالي جوزيه مورينيو.
وأوضحت أن إدارة مانشستر يونايتد تدعم المدرب البرتغالي بشكل كامل، من أجل العودة بالفريق إلى منصات التتويج في أقرب وقت ممكن. وأضافت أن التقارير الصحافية التي تتحدث عن تخطيط إدارة مانشستر يونايتد لتعيين زيدان مدربا للفريق غير صحيحة بالمرة.
وتنتظر المدرب البرتغالي (55 عاما) مباراة قوية للغاية أمام المتصدر مانشستر سيتي، وسيحاول مورينيو في هذه المباراة ضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما إلحاق الهزيمة بجاره العنيد في ديربي مدينة مانشستر، وثانيهما الاقتراب أكثر من صدارة الترتيب. ويشار إلى أن جوزيه مورينيو تعرض إلى انتقادات عديدة في بداية الموسم عقب بداية مانشستر يونايتد المخيبة في الدوري الإنكليزي، فضلا عن دخوله في مشكلات مع أكثر من لاعب في الفريق وعلى رأسهم الفرنسي بول بوغبا.
وفي المقابل، لا يزال الفرنسي زين الدين زيدان يلتزم الصمت حيال مستقبله التدريبي، بعدما رحل نهاية الموسم الماضي عن تدريب ريال مدريد، إذ تشير عدة تقارير إلى أنه ينتظر الحصول على عرض من يوفنتوس نهاية هذا الموسم، من أجل تدريب الفريق الإيطالي العملاق.
مواجهات مباشرة
بعيدا عن صدام مورينيو وغوارديولا، سيكون هناك صراع من نوع آخر داخل الملعب بين اللاعبين، بشكل مباشر وغير مباشر، هناك العديد من المواجهات التي ستشهدها المباراة بين اللاعبين، وستكون لها كلمة السر في حسم النتيجة.
ومن أبرز هذه المواجهات التي ستكون بين بوغبا وفيرناندينو في نصف الملعب، حيث ستكون مهمة البرازيلي هو إيقاف الفرنسي، ومنعه من بناء الهجمة لمان يونايتد، بينما ستكون مهمة الثاني صعبة، في تخطي موهبة البرازيلي في إيقاف الهجمات.
ومن المواجهات أيضا المنتظرة، مواجهة ستيرلينغ أمام دي يونغ في الجبهة اليمنى لليونايتد، إذ سيكون هناك عبء كبير على عاتق الثاني في إيقاف تألق الأول، والذي يعتمد عليه غوارديولا بشكل كبير في بناء الهجمات.
وبالانتقال للجهة أخرى، هناك مواجهة لن تقل أهمية، وهي بين رياض محرز أمام لوك شو، فالجزائري يعيش أياما رائعة مع السيتي، بينما بدأ شو في إقناع مورينيو بتواجده كأساسي في مركز الظهير الأيسر بعد الهجوم العنيف عليه في الموسم الماضي. وعلى الجانب الآخر، لا يمكن أن نغفل أهم مواجهة لصالح مان يونايتد، وهي مارسيال أمام وواكر، إذ يعد الأول أهم لاعبي اليونايتد مؤخرا، ولكن سيكون أمامه سد منيع وهو كايل وواكر، الذي يتمتع بالسرعة والذكاء في إيقاف الخصم.
فترة بيب غوارديولا بشكل عام شهدت إنجازات خارقة تمثلت في تحقيقه 14 لقبا في 4 سنوات. وهو المدرب الوحيد الذي حقق كل الألقاب الممكنة في موسم واحد (6 ألقاب) مع فريق برشلونة
وهناك مواجهات أخرى لإثبات الذات، أهمها ستكون بين أغويرو كهداف لمان سيتي، أمام روميلو لوكاكو الدبابة البشرية لليونايتد، وذلك في حالة لحاقه بالمباراة، حيث يسعى كل مهاجم لإثبات أحقيته بقيادة هجوم فريقه في المباريات الحاسمة، ولعب دور المنقذ. كما أن هناك مواجهة أخرى غير مباشرة، تجمع بوغبا وديفيد سيلفا، لاعتماد الفريقين عليهما في صناعة اللعب، فرغم مستوى الفرنسي المهزوز حاليا، إلا أنه يظل عنصرا مهما في أسلوب مورينيو لبناء الهجمة، خاصة في المباريات الكبيرة، أما ديفيد سيلفا، فيعتبر أهم لاعب في السيتي، خاصة مع الإصابات المتكررة لدي بروين.
آخر المواجهات غير المباشرة، ستكون في حراسة المرمى، فدي خيا أمامه اختبار صعب للغاية للتصدي لهجوم مان سيتي القوي، ومع وجود دفاع ضعيف وسهل الاختراق أمامه، تصبح مهمته الأصعب في هذه المباراة. بينما على الجهة الأخرى، يحافظ إيدرسون على شباكه في 7 مباريات مقابل واحدة فقط لدي خيا، ودخلت مرمى البرازيلي 4 أهداف في 11 لقاء، مقابل 18 هدفا سكنت شباك الحارس الإسباني، ولكن أهم ما يميز دي خيا على حساب إيدرسون، هو قيامه بتصديات وصلت لـ40، مقابل 19 فقط للبرازيلي.
وفي غضون سنوات قليلة أصبحت مواجهة بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو حدثا كلاسيكيا، وهذا طبيعي فنحن نتحدث عن أفضل مدربين في العالم في السنوات الأخيرة. مورينيو وبيب غوارديولا قصة صراع من نوع مختلف في كل شيء، أسلوب اللعب والشخصية وطريقة الإدارة الفنية والأفكار وحتى بداية المسيرة، وللوهلة الأولى تشعر أنهما بمسارين متعاكسين، لكنهما يشتركان في النجاح.
اشتهر غوارديولا بكونه صانع أفضل نسخ برشلونة في التاريخ، وفي المقابل يشهد للبرتغالي قدرته الفائقة على بناء الفرق وتحقيق البطولات أينما حل وارتحل.
ويفتخر بيب غوارديولا بأنه المدرب الوحيد الذي حقق كل الألقاب الممكنة في موسم واحد (6 ألقاب) وذلك في أول موسم له على رأس القيادة الفنية لبرشلونة 2008-2009. فترة بيب غوارديولا تلك بشكل عام شهدت إنجازات خارقة تمثلت في تحقيقه 14 لقبا في 4 سنوات.
لكن في المقابل مورينيو لديه ما يفتخر به هو الآخر، فقد حقق الدوري في 4 بلدان مختلفة، وهو إنجاز لم يحققه سوى المدرب الإيطالي الأسطوري جيوفاني تراباتوني. وخلال مسيرته التدريبية ومنذ عام 2002، لم يتوقف مورينيو عن حصد الألقاب في أي ناد تولى تدريبه سوى في موسم واحد فقط.