مواجهة متجددة بين فرنسا وهولندا على درب أمم أوروبا 2024

إصابة مبابي تخلط أوراق ديدييه ديشامب.
الجمعة 2024/06/21
خطوات متباينة

يجد المنتخب الفرنسي نفسه في وضع لم يكن في الحسبان حين يخوض مواجهته المتجددة ضد نظيره الهولندي اليوم الجمعة في لايبزغ، في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لكأس أوروبا 2024، وذلك في ظل الشكوك التي تحوم حول نجمه وقائده كيليان مبابي.

لايبزغ (ألمانيا) - يتطلع منتخبا فرنسا وهولندا لحسم صدارة المجموعة الرابعة ببطولة أمم أوروبا لكرة القدم “يورو 2024” المقامة حاليا في ألمانيا، عندما يلتقيان اليوم الجمعة في الجولة الثانية. ويدخل المنتخبان المباراة بعد أن حققا الفوز في الجولة الأولى، حيث فاز المنتخب الهولندي على نظيره البولندي 2-1، بينما فاز المنتخب الفرنسي بهدف نظيف على نظيره النمساوي.

وفي آخر عشر مباريات جمعت بين المنتخبين، فاز المنتخب الفرنسي في سبع مباريات وتعادل في مباراة وخسر في مباراتين، وكان من بين تلك المباريات الفوز في آخر مباراتين جمعتهما. وسيكون هذا اللقاء هو الرابع بين المنتخبين في منافسات بطولة أمم أوروبا، علما بأن المنتخب الفرنسي فاز في أول لقاء جمعهما بالبطولة في نسخة 1996 عندما فاز في دور الثمانية بركلات الترجيح، بينما فاز المنتخب الهولندي بالمباراتين الأخريين اللتين جمعتهما في دور المجموعات (3-2 في نسخة 2000) و(4-1 في نسخة 2008). ويعلم المنتخبان تماما أن خسارة هذا اللقاء لن تؤثر في فرصهما في التأهل للأدوار الإقصائية خاصة وأن هناك أربع فرق من المجموعات الست ستتأهل كأفضل منتخبات احتلت المركز الثالث، مما يعني أن فرصة الخاسر من هذا اللقاء ستظل قائمة للتأهل لدور الـ16 بشرط تحقيق نتيجة إيجابية في الجولة الأخيرة.

على الأرجح لن يجري كومان أي تعديل في تشكيل الفريق الذي فاز على المنتخب البولندي في الجولة الأولى

ورغم أنه احتاج لهدف من نيران صديقة لتحقيق الفوز على النمسا، سيكون المنتخب الفرنسي المرشح الأوفر حظا للفوز باللقاء الذي سيقام على ملعب ريد بول أرينا. ولم يقدم المنتخب الفرنسي العرض المنتظر منه أمام النمسا، لكنه استطاع الخروج فائزا بالمباراة وهي سمة مميزة لهذا الفريق الفرنسي تحت قيادة مدربه ديدييه ديشامب، حيث يعرف المنتخب الفرنسي كيفية إنجاز المهمة بأي وسيلة ضرورية، وسيواجه المنتخب الهولندي بهدف البناء على هذه النتيجة. ويدخل المنتخب الفرنسي اللقاء مفتقدا لجهود واحد من أهم لاعبيه وهو كيليان مبابي الذي اضطر للخروج من مواجهة النمسا مصابا بكسر في الأنف، حيث سيغيب عن مباراتي المنتخب الفرنسي المتبقيتين في دور المجموعات.

تعديلات مرتقبة

غياب مبابي سيجعل ديشامب يجري بعض التعديلات في تشكيلته، حيث ينتظر أن يدفع بأوليفيه جيرو في مركز المهاجم الصريح وينقل ماركوس تورام للعب في مركز الجناح، أو ربما الدفع بكينغسلي كومان بدلا من مبابي. وبعيدا عن التعديل الذي سيتم إجراؤه لسد الفراغ الذي تركه مبابي، لن يجري ديشامب أي تعديلات في التشكيل الأساسي للمنتخب الفرنسي، حيث يميل المدرب الفرنسي لتثبيت التشكيل بقدر المستطاع. وينتظر أن يواصل ديشامب اعتماده على الطريقة التي اشتهر بها المنتخب الفرنسي منذ توليه مسؤولية تدريب الفريق في 2012 حيث يعتمد على الدفاع القوي والهجوم السريع الخاطف لتسجيل الأهداف.

غياب بارز
غياب بارز

وقال رئيس الاتحاد الفرنسي فيليب ديالو للصحافيين إن مبابي “لن يحتاج إلى عملية جراحية، وسيكون على ما يرام”، مضيفا “سيتم صنع قناع يسمح (لمبابي) بالتفكير في العودة إلى الملاعب بعد فترة من العلاج”. وأشار الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي الثلاثاء إلى أن الشك لا يزال قائما حول مشاركته، وهو تدرب منفردا الأربعاء في بادربورن، قبل يومين من مباراة القمة ضد هولندا التي خرجت منتصرة بدورها من الجولة الأولى على حساب بولندا 2-1، ما يجعل التعادل كافيا للمنتخبين كي يضمنا تأهلهما إلى ثمن النهائي، لاسيما أن أفضل أربعة منتخبات تحلّ ثالثة في المجموعات الست ستتأهل إضافة إلى أصحاب المركزين الأولين.

وفي حال عدم مشاركة مبابي، المنتقل مؤخرا إلى ريال مدريد الإسباني من باريس سان جرمان، وضمان فرنسا تأهلها إلى ثمن النهائي، قد يلجأ المدرب ديدييه ديشامب إلى منح ابن الـ25 عاما فرصة التعافي الكامل من خلال إراحته في مباراة الجولة الأخيرة ضد بولندا. بالنسبة إلى لاعب الوسط أدريان رابيو فإن مبابي “لاعب مهم بالتأكيد، إنه القائد، وبالتالي (غيابه) سيترك أثره، لكننا نملك فريقا استثنائيا. لا يمكن التذمر نظرا إلى (نوعية) الشبان الموجودين على مقاعد البدلاء. لدينا خيارات أكثر من كافية لتعويض غياب كيليان”، أبرزها الهداف التاريخي المخضرم أوليفيه جيرو (57 هدفاً). وتابع لاعب يوفنتوس الإيطالي “لديّ الثقة الكاملة بالشبان البدلاء والقدرات التي نتمتع بها”.

أن تفتقد لاعبا بحجم مبابي الذي يحتل المركز الثالث على لائحة أفضل الهدافين في تاريخ فرنسا (47 في 80 مباراة)، فهذا ليس بالشيء السهل لاسيما إذا ما أُخذ في الاعتبار ما حصل في سبتمبر حين خسرت بلاده وديا أمام ألمانيا 1-2 في ظل جلوسه على مقاعد البدلاء، أو في المباراة الإعدادية الأخيرة ضد كندا (0-0) حين دخل بديلاً في أواخر اللقاء.

تهديد كبير

مهاجم من طراز رفيع
مهاجم من طراز رفيع

في المقابل، يأمل المنتخب الهولندي في استغلال غياب مبابي الذي يمثل تهديدا كبيرا لأي فريق يواجهه. وسيعول رونالد كومان، المدير الفني للمنتخب الهولندي على الثنائي ناثان أكي وفيرجيل فان دايك بالإضافة للاعبي خط الوسط في الحد من خطورة المنتخب الفرنسي الهجومية، وسيكون لدى تشافي سيمونز دور محوري في تحويل المنتخب الهولندي من الحالية الدفاعية للهجومية والبحث عن ثغرات في دفاع المنتخب الفرنسي.

وعلى الأرجح لن يجري كومان أي تعديل في تشكيل الفريق الذي فاز على المنتخب البولندي في الجولة الأولى، رغم أن البديل فوت فيغورست تألق أمام بولندا وسجل هدف الفوز، لكن على الأرجح سيظل على دكة البدلاء خاصة وأن كومان لا يرغب في إجراء أي تعديل على التشكيل الأساسي للفريق. وفي المباراة الثانية بذات المجموعة، يلتقي منتخبا بولندا والنمسا في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، حيث يرغب الفريقان في تحقيق الفوز من أجل الحفاظ على فرصهما في التأهل للأدوار الإقصائية، بعد الخسارة في أول جولة.

وفي آخر خمس مباريات جمعت الفريقين بمختلف البطولات فاز المنتخب البولندي بثلاث مباريات وتعادلا في مباراتين. ورغم أن التاريخ يصب في مصلحة المنتخب البولندي، لا يمكن الاستهانة بقوة المنتخب النمساوي منذ تولي رالف رانجنيك تدريب الفريق، حيث قاده لتحقيق نتائج إيجابية، وكان قريبا من الخروج بنقطة من مواجهة المنتخب الفرنسي. ويتطلع ميكال بروبييرز، المدير الفني للمنتخب البولندي لتحقيق الفوز بهذه المباراة هو الآخر من أجل الحفاظ على فرص المنتخب البولندي في التأهل للأدوار الإقصائية.

17