مواجهة سعودية - كورية جنوبية حاسمة في سباق أمم آسيا

ستكون أنظار متابعي كرة القدم العربية والآسيوية شاخصة نحو نهائي مبكر بين السعودية وكوريا الجنوبية. والذي يتصدر مجموعة اختبارات ثقيلة للعرب في الأدوار الإقصائية لكأس آسيا، وذلك بعدما أسدل الستار على منافسات دور المجموعات للنسخة الـ18 من البطولة التي تستضيفها قطر.
الدوحة - ستكون المواجهة بين السعودية حاملة اللقب ثلاث مرات وكوريا الجنوبية المتوّجة مرتين، هي الأبرز في ثمن نهائي بطولة كأس آسيا لكرة القدم المقامة في قطر، في حين تجمع مبارزتان عربيتان قطر بفلسطين والعراق بالأردن.
ونجحت ثلاثة منتخبات في تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات وهي قطر المضيفة وحاملة اللقب التي رفعت انتصاراتها المتتالية إلى 10 بعد إحرازها اللقب في نسخة 2019، بالإضافة إلى إيران والعراق.
في المقابل حققت كل من فلسطين وسوريا سابقة بتأهلهما إلى ثمن النهائي، الأولى في مشاركتها الثالثة والثانية في مشاركتها السابعة. وعموما تأهلت ثمانية منتخبات عربية في حين خرج لبنان وعمان.
وأظهر دور المجموعات، خلافا للترشيحات التي سبقت البطولة والتي رجحت منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية، هشاشة المنتخبين لاسيما من الناحية الدفاعية، كما أنهما قدّما عروضا لا ترقى إلى وضعهما في خانة أعلى من بعض المنتخبات الأخرى.
فقد مر المنتخب الياباني، حامل اللقب أربع مرات (رقم قياسي)، بمرحلة فقدان التوازن خلال مباراته الأولى ضد فيتنام التي تقدمت عليه 2 – 1 قبل أن يقلب الأمور لصالحه 4 – 2. ثم جاءته الصدمة الكبرى عندما سقط أمام العراق 1 – 2، وانتظر حتى الجولة الأخيرة كي يضمن تأهله بالفوز على إندونيسيا المتواضعة 3 – 1.
في ظل هذه المعطيات زادت حظوظ المنتخبات العربية، المتواجدة بقوة ضمن الدور ثمن النهائي، في التتويج باللقب
دخل مرمى الساموراي الأزرق 5 أهداف، وقد يكون حارس مرماه الشاب زيون سوزوكي (21 عاما) إحدى نقاط ضعفه لأنه يفتقد إلى الخبرة الدولية.
وتحاشت اليابان ملاقاة كوريا الجنوبية وستلاقي البحرين في ثمن النهائي. الأمر ذاته ينطبق على المنتخب الكوري الباحث عن اللقب الأول له بعد صيام 64 عاما، فهو بدوره لم يقدم عروضا مقنعة. بعد فوزه افتتاحا على البحرين 3 – 1 ذاق الأمرّين أمام الأردن واحتاج إلى هدف في الرمق الأخير من عمر المباراة ليخرج متعادلا 2-2، ثم سقط في فخ التعادل أمام ماليزيا الضعيفة 3-3، أي أن مرماه مني بستة أهداف.
اعتبر نجم كوريا وتوتنهام الإنجليزي هيونغ – مين سون النتيجة الأخيرة لفريقه “بمثابة الإنذار الكبير الذي سيجعلنا أكثر قوة في الأدوار الإقصائية”.
وأضاف “عندما تدخل أي بطولة فلا وجود لمرشحين، ثمة منتخبات هي حصان أسود جاهزة للانقضاض عليك”. ولن تكون مهمة كوريا أمام السعودية سهلة، لكن سون قال “إذا أردت أن تحرز أي لقب يتعين عليك أن تكون جاهزا لمواجهة أقوى المنتخبات”.
وعموما برز عامل هام أيضا تمثل في الدور الكبير الذي يقوم به الجمهور من خلال دعمه المكثف للمنتخبات العربية أثناء المباريات. ظهر الأمر جليا عندما كان يطلق صفارات الاستهجان في وجه منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية على وجه التحديد حين واجها العراق والأردن تواليا، ما دفع مدرب اليابان هاجيمي مورياسو إلى القول “كنا نتوقع أن تمنح المؤازرة الجماهيرية دافعا قوية للعراق للضغط علينا وكان هدفنا وقف ذلك، لكنهم ضغطوا علينا بشكل لم نتمكن من لجمه”.
وكان لسان حال مدرب كوريا الألماني يورغن كلينسمان مماثلا بعد التعادل مع الأردن بقوله “كانت المباراة ضد الأردن درسا جيدا لنا. أنا متأكد من أننا سنواجه منتخبات عربية خلال هذه البطولة في الأدوار الإقصائية ويتعيّن علينا أن نتعلم من هذا الدرس”.
في ظل هذه المعطيات زادت حظوظ المنتخبات العربية، المتواجدة بقوة ضمن الدور ثمن النهائي، في التتويج باللقب لاسيما أن النسخ الست التي استضافتها المنطقة شهدت تتويج منتخبات عربية باللقب 4 مرات.
وحدث الأمر في الكويت عندما توجت الدولة المضيفة بطلة عام 1980، ثم السعودية في نسخة قطر عام 1988، والسعودية مجددا عام 1996 في الإمارات، وصولا إلى قطر التي أحرزت باكورة ألقابها في النسخة الماضية في الإمارات عام 2019.
أسود الرافدين يأملون في تكرار إنجاز عام 2007 عندما خالفوا جميع التوقعات ليحرزوا باكورة ألقابهم القارية
في المقابل أحرزت اليابان اللقب في نسختي لبنان عام 2000 وقطر سنة 2011. وقد قدم المنتخب القطري عروضا رائعة في دور المجموعات، لكنه واجه منتخبات من الصف الثاني كان القاسم المشترك لديها عدم الفاعلية في خط المقدمة.
ويعتمد المنتخب القطري على نواة ساهمت في تتويجه عام 2019 وأبرزها أكرم عفيف صاحب 3 أهداف والمهاجم المعز علي هداف النسخة السابقة بتسعة أهداف وأفضل لاعب، بالإضافة إلى القائد المحنك حسن الهيدوس الذي سجل أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن في مرمى الصين.
وأكد العراق أنه يملك تشكيلة صلبة بالإضافة إلى امتلاكه مهاجما رائعا هو أيمن حسين الذي سجل 5 أهداف تصدر بها ترتيب الهدافين. ويأمل أسود الرافدين في تكرار إنجاز عام 2007 عندما خالفوا جميع التوقعات ليحرزوا باكورة ألقابهم القارية.
بدورها لم تقدم السعودية الشيء الكثير، باستثناء الشوط الثاني ضد عمان في مباراتها الأولى، فقد اكتفت بفوز باهت 2 – 0 على قيرغيزيستان المتواضعة التي أنهت المباراة ضدها بتسعة لاعبين، واكتفت بالتعادل السلبي مع تايلاند في ختام دور المجموعات.
ورأى مدرب السعودية الإيطالي روبرتو مانشيني أن المباراة ضد كوريا الجنوبية “ستكون مباراة صعبة للغاية، ليس بالنسبة إلينا فحسب، بل بالنسبة إليهم أيضا”. وتسير إيران بخطى ثابتة أيضا نحو وضع حد لصيام دام منذ عام 1976، وهي تملك منتخبا قويا في جميع الخطوط.