مواجهات نارية بالدور ثمن النهائي لمونديال روسيا

سان بطرسبورغ– أسدل الستار الخميس عن منافسات الدور الأول من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 المقامة في روسيا، بنهاية مباريات المجموعتين السابعة والثامنة أمس الخميس، على أن يبدأ الدور ثمن النهائي عصر يوم السبت القادم بلقاء قمة بين منتخبي فرنسا والأرجنتين.
وقد شهد دور المجموعات منافسات قوية بين المنتخبات التي تتميز بسجل حافل في هذه البطولة كالبرازيل وفرنسا وأسبانيا والأرجنتين، فيما شكل خروج المنتخب الألماني من دور المجموعات المفاجأة الكبرى لهذه الدورة بخسارته أمام الفريق الكوري.
ورغم مشاركة أربعة منتخبات عربية لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، إلا أنها خرجت من الباب الصغير ولم يتأهل أي منها لدور الـ16، وكانت مشاركة مخيبة للآمال لم ترق إلى مستوى تطلعات الجمهور العربي الذي دعم بقوة منتخباته المشاركة.
فالآمال كانت معلقة على تأهل منتخب واحد على الأقل من هذه المنتخبات إلى دور الـ16. وفيما يخص الأداء، هناك إجماع كبير بين المعلقين بأن المنتخب المغربي كان الأفضل مقارنة بنظرائه المصري والتونسي والسعودي.
وفي ما يأتي نظرة للمنتخبات الـ 16 التي تأهلت إلى الدور ثمن النهائي:
كرواتيا
ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، وفوز عريض بثلاثية نظيفة على الأرجنتين، حجزت بفضله بطاقة التأهل للدور ثمن النهائي في مجموعة أقل ما يقال فيها أنها من الأصعب، ألقى القلق بظلاله على المنتخب قبل النهائيات بسب فضائح فساد كان من الممكن أن تؤثر على اللاعبين، وتم التعامل سريعا مع قضية المهاجم نيكولاي كالينيتش الذي أبعد من التشكيلة لسبب معلن هو الإصابة، وسبب مضمر يعتقد أنه التمرد على المدرب زلاتكو داليتش. صانع ألعابها لوكا مودريتش أبهر في الدور الأول، وينظر إليه على نطاق واسع كأفضل لاعب في البطولة حتى الآن.
بلجيكا
فوزان على بنما وتونس أُتبعا بفوز على إنكلترا على رغم خوض المنتخبين اللقاء الأخير في المجموعة السابعة بتشكيلتين رديفتين. بالكاد ارتكب منتخب المدرب الأسباني روبرتو مارتينيز أخطاء في الدور الأول. روميلو لوكاكو وإدين هازار في أفضل مستوى، وبعد إراحتهما أمام إنكلترا، سيعودان بحالة بدنية جيدة. يتوقع أن يذهب "الشياطين الحمر" بعيدا في البطولة.
الأوروغواي
على رغم تأهلها إلى الدور ثمن النهائي بالعلامة الكاملة، تقدمت الأوروغواي بثبات في المجموعة الأولى. بقيادة المدافع دييغو غودين، لم تهتز شباك المنتخب في روسيا حتى الآن، وفي خط الهجوم يشكل لويس سواريز وادينسون كافاني ثنائيا ناجحا تمكن حتى الآن من تسجيل ثلاثة أهداف (اثنان لسواريز وواحد لكافاني).
البرازيل
بالغ أغلى لاعب في العالم نيمار بالتمثيل على أرض الملعب لدى تعرضه للخشونة، إلا أن نجم باريس سان جرمان الفرنسي العائد من غياب ثلاثة أشهر بسبب الإصابة، يستعيد تدريجا مستواه، وبات أكثر خطورة مع توالي المباريات، إلى أن يسترد مستواه بشكل كامل، سد فيليبي كوتينيو وباولينيو الفراغ بشكل ممتاز. القلق الوحيد يعود إلى إصابة تعرض لها مارسيلو في المباراة الأخيرة ضد كوستاريكا.
إنكلترا
وصلت بتشكيلة شابة إلى روسيا، ولكن إنكلترا أتبعت فوزها المتأخر على تونس (2-1) بفوز ساحق على بنما (6-1). الخسارة أمام بلجيكا (صفر-1) يمكن أن تصب ضمن خانة مداورة اللاعبين، ومع المهاجم هاري كاين الذي يتصدر سباق "الحذاء الذهبي"، يكتسب منتخب "الأسود الثلاثة" المزيد من الثقة مع مرور الوقت.
السويد
لم يتوقع كثيرون تأهل السويد إلى الدور ثمن النهائي، ولكن هذا المنتخب تصدر مجموعته السادسة. وحده الألماني طوني كروس أسقطه بتسديدة قاتلة في الدقيقة (90+5). رد المنتخب الاسكندينافي بفوز بثلاثية على المكسيك. ما خسرته السويد بعدم استدعاء نجمها زلاتان إبراهيموفيتش، فازت به من ناحية التنظيم والروحية داخل المستطيل الأخضر.
أسبانيا
لم تتأثر بإقالة مدربها جولن لوبيتيغي قبل يومين من مباراتها الأولى، وحققت مبتغاها بالتأهل إلى ثمن النهائي كمتصدرة للمجموعة الثانية. تأرجح أداء المنتخب في الدور الأول: أداء قوي في معظم مراحل المباراة الأولى ضد البرتغال، ولكن الأخطاء الدفاعية وتذبذب مستوى الحارس دافيد دي خيا يطرحون علامات استفهام كبيرة. لكن لا يزال لديها هامش للتحسن.
كولومبيا
لو لم يطرد الكولومبي كارلوس سانشيز في الدقيقة الثالثة من المباراة الأولى التي خسرها منتخب بلاده أمام اليابان (1-2)، لكانت كولومبيا من المنتخبات التي يطلق عليها لقب "الحصان الأسود” في الأدوار الإقصائية. خاميس رودريغيز أبدع ضد بولندا في المباراة الثانية، إلا أن إصابته في الثالثة ضد السنغال تثير الشكوك حول غيابه الذي قد يشكل ضربة قاصمة.
البرتغال
من ناحية، سجل كريستيانو رونالدو أربعة أهداف، وكما اثبتت البرتغال قبل عامين عندما فازت ببطولة أوروبا، بإمكان هذا اللاعب أن يقود منتخب بلاده إلى أبعد الحدود، خصوصاً مع دفاع صلب خلفه.
ولكن عندما أهدر رونالدو ركلة جزاء أمام إيران إنتهى اللقاء بالتعادل (1-1). في حال لم يكن رونالدو في أفضل حالاته، ما هي الحلول لدى البرتغال؟
المكسيك
الخسارة المفاجئة أمام السويد قلصت من التوقعات قليلا، لكن المكسيك أظهرت الكثير في مباراتيها الأوليين ما يشير إلى أن هذا المنتخب يشكل تهديدا حقيقيا لمنافسيه. فاز على ألمانيا بطلة العالم (1-صفر)، وكان في إمكانه أن يخرج بغلبة أوفر من أربعة أو خمسة أهداف. يعتبر لاعب الجناح الأيسر هيرفينغ لوسانو من اكتشافات مونديال روسيا.
فرنسا
لم يتعرض المنتخب الفرنسي للهزيمة، ولكن باستثناء ألمانيا، لم يخيب منتخب الآمال في الدور الأول بقدر "الديوك". يؤشر التبدل التكتيكي والعروض الباهتة إلى أن المدرب ديدييه ديشان لم يجد الحل السحري لاستخراج الأفضل من تشكيلة تزخر بالمواهب. هل يكون نبيل فقير المفتاح؟ على الجناح أو في المقدمة؟ فرنسا تواجه أسئلة أكثر من الأجوبة.
الأرجنتين
كان تأهل منتخب الأرجنتين للدور ثمن النهائي على المحك أكثر من أي وقت مضى، وظهر ذلك جليا في الدقائق الأربع التي فصلته عن الخروج من الباب الضيق للمونديال، في مباراته أمام نيجيريا.
غابت الأفكار أمام إيسلندا، وانهار المنتخب أمام كرواتيا، ونجا أمام نيجيريا بهدف متأخر لماركوس روخو. على رغم كل ذلك، ما زال لدى "البيسيليستي" ليونيل ميسي.
روسيا
بداية قوية، وخط وسط قوي ولكن نهاية محبطة. بعد انتصارين على السعودية ومصر، عادت روسيا إلى أرض الواقع أمام الأوروغواي.
أثبت البلد المضيف خطأ المشككين بقدراته وأظهر أنه لن يكون لقمة سائغة، خصوصا في موسكو، حيث سيواجه اسبانيا في الدور ثمن النهائي.
سويسرا
كان من الممكن أن يتشتت تركيز منتخب سويسرا بسبب الجدل والتهديد بالإيقاف، ولكن شيردان شاكيري وغرانيت تشاكا أفلتا من العقاب على خلفية احتفالهما "السياسي" أمام صربيا، ومنحا بلادهما بطاقة التأهل لثمن النهائي. قام المنتخب بما يكفي للتأهل، إلا أنه لم يقدم أكثر بعد.
الدنمارك
أجبرت الدنمارك منتخب فرنسا على الخروج بتعادل سلبي، وتابع كريستيان إريكسن عروضه كأحد أفضل صانعي الألعاب في العالم. هذه هي الايجابيات. ولكن كان هناك أيضا تعادل مخيب مع استراليا وفوز على البيرو في مباراة كانت نتيجتها لتختلف لو سجل البيروفيون ركلة الجزاء.
اليابان
حصد منتخب اليابان أربع نقاط مع فوزه اليتيم على كولومبيا، التي لعبت بعشرة لاعبين لمدة 87 دقيقة. انتقل منتخب “الساموراي الأزرق” للدور ثمن النهائي بفضل نقاط اللعب النظيف التي أهلته على حساب السنغال. حالفها الحظ ربما في الدور الأول، إلا أن دفاعها لم يظهر بصورة القادر على الصمود أمام خصوم أقوى.