من ينقذ هوليوود من مذبحة الذكاء الاصطناعي

100 ألف من وظائف السينما مهددة بالاختفاء بحلول 2026.
الجمعة 2024/04/19
من يحمينا من الذكاء الاصطناعي؟

صناعة السينما والرسوم المتحركة في الولايات المتحدة توظف نحو 550 ألف شخص يواجهون كما يقول أفي آشر شابيرو في هذا التقرير منافسة حادة من أدوات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى فقدانهم وظائفهم.

لوس أنجلس - إنتاج فيلم الكارتون الذي كان يتطلب جهد 500 شخص لمدة خمس سنوات. وفق جيفري كاتزنبرغ، المؤسس المشارك لشركة دريم ووركس والرئيس التنفيذي السابق لشركة ديزني، لن يتطلب أكثر من 10 في المئة من هذه الجهود بعد ثلاث سنوات من الآن.

اليوم انطلقت هوليوود بالفعل في استبدال الموظفين بأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. لكن الذين يعملون في الصناعة يرغبون في رؤية قواعد تحكم التكنولوجيا الجديدة لضمان عدم اعتمادها صورهم دون دفع تعويضات لهم.

وأكد آدم فاولر، الخبير الاقتصادي في شركة “سي في إل إيكونوميكس” الاستشارية أن العاملين في صناعة الترفيه معرضون لمخاطر الذكاء الاصطناعي. ويُذكر أن الشركة نظمت استجوابا لقياس الآراء المتعلقة بهذه التكنولوجيا في هوليوود.

ونشر فاولر دراسة بتكليف من مجموعات عمالية تمثل رسامي الكارتون والكاريكاتير وغيرهم من فناني هوليوود. وجدت الدراسة أن 75 في المئة من المدراء في القطاع ألغوا أو خفضوا أو دمجوا الوظائف بعد إدخال الذكاء الاصطناعي إلى أماكن عملهم.

آدم فاولر: العاملون في صناعة الترفيه معرضون لفقدان وظائفهم
آدم فاولر: العاملون في صناعة الترفيه معرضون لفقدان وظائفهم

ويتوقع فاولر أن تحال إلى التقاعد أكثر من 100 ألف من وظائف السينما والتلفزيون البالغ عددها 550 ألفا في البلاد بحلول 2026. ويُرجع ذلك إلى ازدياد اعتماد برامج الذكاء الاصطناعي التوليدية التي نجح تطويرها مؤخرا، بما في ذلك الأدوات التي يمكنها إنشاء صور من النصوص، أو تحريك المشاهد تلقائيا، أو إنشاء نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد.

وكشفت شركة أوبن إيه آي للذكاء الاصطناعي، المنتجة لبرنامج الدردشة شات جي بي تي، عن أداة أسمتها “سورا”، تنشئ مقاطع فيديو واقعية بناء على إدخال نصية بسيطة. وهي تروج للأداة حاليا على استوديوهات هوليوود.

الفنان سام تونغ، وهو عضو لجنة إستراتيجية الذكاء الاصطناعي، قال إن نقابته ستضغط من أجل وضع قواعد للذكاء الاصطناعي في مفاوضات العقود قبل انقضاء السنة الحالية.

وتقول النقابات من جهتها إنها لا تعارض الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تجعل أجزاء العمل المتكررة أكثر كفاءة.

لكنها تخشى أن تستبدل الاستوديوهات، العاملين بتقنيات الذكاء الاصطناعي الأرخص، والأقل كفاءة، والمدربة على الصور دون أن تعود بالنفع على أصحابها.

ومُنحت النقابات التي تمثل الكتاب والممثلين بعض الحماية من الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي بعد إضراب استمر شهورا. ووُضعت قواعد تمنع الاستوديوهات من إجبار الكتاب على استخدام الذكاء الاصطناعي أثناء صياغة نصوص الأفلام.

وقالت سارة مايرز ويست، العضو المنتدب لمركز أبحاث “الذكاء الاصطناعي الآن”، إن اتفاقيات العمل كانت ساحات معارك رئيسية حيث يتشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي في المجتمع”.

وليس الفنانون البصريون الذين يدعمون أفلام هوليوود بمنأى عن التغيرات التكنولوجية.

وشهد العديد من رسامي الكارتون التقليديين الذين رسموا كل جزء من حركة الشخصيات، تقلص فرص عملهم بسبب الأدوات التي انتشرت بعد أن أضفى فيلم “حكاية لعبة” (توي ستوري) سنة 1995 شعبية على إنتاج الكارتون بالكمبيوتر.

لكن العمال يقولون إن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية تخلق تحديات جديدة. ويستطيع المدراء التنفيذيون في الأستوديو الآن تلقي الصور ومقاطع الفيديو بعد إدخال نص بسيط. ويُذكر أن كثيرا من النماذج التي تدعم هذه الأدوات تدربت من خلال الصور التي أنشأها العمال المحالون جانبا.

وحمت العقود السابقة، بفضل النقابات، فناني الكارتون من التغييرات التكنولوجية. ووُضعت القواعد التي تفرض على الاستوديوهات إعادة تدريب العمال على الأدوات الجديدة، والقيود على استبدال فرق بأكملها بتقنيات جديدة.

فنانون يدعمون أفلام هوليوود ليسوا بمنأى عن التغيرات التكنولوجية
فنانون يدعمون أفلام هوليوود ليسوا بمنأى عن التغيرات التكنولوجية

وخلصت دراسة فاولر إلى أن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية كان يحفز المديرين التنفيذيين في الاستوديوهات على التفكير في مثل هذه التحركات.

وتوقع حوالي ثلث المديرين التنفيذيين في الصناعة أن يعوّض الذكاء الاصطناعي مصممي النماذج ثلاثية الأبعاد بحلول 2026.

وتوقع الربع أن يتأثر مصممو الغرافيك أيضا، في حين اعتبر حوالي 15 في المئة أن الفنانين ككل مهددون بالذكاء الاصطناعي على المدى القريب.

من جانبه قال نيم بيريز، وهو صانع أفلام مستقل في لوس أنجلس، أن صانعي الأفلام الطموحين أو الذين يعتمدون ميزانيات صغيرة يرون أن أدوات الذكاء الاصطناعي تفتح فرصا جديدة لتصور المشاريع أثناء محاولة جذب الاستوديوهات أو الممولين.

وأنشأ بيريز تطبيق ستوري بلوكر الذي يسمح لصانعي الأفلام بمحاكاة أفكارهم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية.

وجمع بيريز فريقا من فناني الذكاء الاصطناعي وأنشأوا محاكاة ساخرة طويلة لفيلم “ذا ترمنيتور 2” باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية فقط.

وكانت محاكاة الفيلم ساخرة، مما جعل الملكية الفكرية محمية من مطالبات حقوق النشر الأميركية. لكن شرعية استخدام هذه الأدوات للأفلام تجاريا لا تزال غامضة.

وتمر عبر المحاكم الأميركية العديد من التحديات القانونية التي تعتبر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي ينتهك قانون حقوق الطبع والنشر الأميركي من خلال تدريبه باعتماد الملكية الفكرية لأشخاص آخرين.

12