منطقة جنوب شرق آسيا تعلن النفير وتتأهب

واشنطن - يرى خبير أميركي في مجال مكافحة الإرهاب أن مقتل أبي بكر البغدادي بمنطقة إدلب شمال غربي سوريا قضى على رأس التنظيم، لكن أيديولوجيته لا تزال قائمة.
ويقول كريس كوستا، وهو مسؤول سابق في مجال مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس ترامب “الخلاصة هي أن أيديولوجية التنظيم لم تمت بموت البغدادي”.
ويؤكد خبراء عسكريون أن مقتل البغدادي لا شك يوجه صفعة قوية للتنظيم، لكن تلك الجماعة المتشددة، التي نشأت من فلول تنظيم القاعدة في العراق، لديها طموحات لإعادة تجديد نفسها مرة أخرى. وحذروا من أن “داعش لا يزال يشكل تهديدا خطيرا في العراق وأفغانستان وخارجها”.
يرى مختصون في مكافحة الإرهاب أنه ليس هناك ما يمنع تجديد الولاء لقيادي جديد لداعش خلفا للبغدادي، طالما أن الأيديولوجيا نفسها لا تزال قائمة، فيما تتجه الأنظار إلى القارة الآسيوية التي باتت ملاذا لفلول التنظيم بعد أن خسروا معركتهم في كل من العراق وسوريا.
وعلى الرغم من أنه لا توجد في دول جنوب شرق آسيا قيادات داعشية بارزة، أي قيادات فكرية، إذ أن التنظيمات المتطرفة بحاجة إلى مرشد، إلا أن الفلبين وإندونيسيا وماليزيا، حيث يوجد البعض من أكثر المتطرفين الإسلاميين تنظيما، قالت إنها تتأهب لعمل انتقامي محتمل من جانب أتباع التنظيم بما في ذلك هجمات “الذئاب المنفردة” التي يشنها مواطنون اعتنقوا الأفكار المتطرفة من خلال آلة الدعاية القوية التي يديرها التنظيم على الإنترنت.
وقال دلفين لورينزانا، وزير الدفاع الفلبيني، إنه رغم أن موت البغدادي سيربك تنظيم الدولة الإسلامية فإن التنظيم لا يزال يمتلك قدرات ويمثل خطورة. وكان نفوذ التنظيم قد ترسخ بين الشباب المسلمين غير المتعلمين في إقليم مينداناو المضطرب.
وقال لورينزانا “هذه ضربة للتنظيم نظرا لمكانة البغدادي كزعيم”، لكنها مجرد انتكاسة لحظية نظرا لتعمق التنظيم واتساع نطاقه على المستوى العالمي مؤكدا “سيأخذ شخص ما مكانه”.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن أربعة تفجيرات انتحارية منذ يوليو من العام الماضي في الفلبين التي خاضت أطول معاركها منذ الحرب العالمية الثانية في 2017 عندما حاصر متطرفون يسعون لإقامة دولة إسلامية مدينة ماراو واحتلوها على مدى خمسة أشهر رغم الغارات الجوية والهجمات البرية.
وشارك في عملية ماراو مقاتلون من سبع دول على الأقل من بينها ماليزيا التي لا تزال في حالة تأهب عالية والتي ألقت القبض على 400 شخص للاشتباه في وجود صلات تربطهم بجماعات متشددة.
وقال أيوب خان مدين بيتشاي، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالشرطة الماليزية، إن القلق الحقيقي ليس في قيادة الدولة الإسلامية بل في أثر تعاليمها. وأضاف “هو نبأ طيب. لكن موته لن يكون له أثر يذكر هنا لأن المشكلة الرئيسية تكمن في استمرار انتشار أيديولوجيا تنظيم الدولة الإسلامية”.
من جهته أدلى رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون بتصريح مشابه وقال إن موت البغدادي ليس نهاية المطاف بأي حال من الأحوال. وقال سكوت عن التنظيم “هذا وحش برؤوس عديدة.. كلما قطعت رأسا يظهر غيره لا محالة”.
وذكرت وكالة الاستخبارات الإندونيسية أنها جاهزة لأي عمل انتقامي ورغم أن موت البغدادي سيكون ضربة نفسية فإن التنظيم سيختار من يحل محله.