منصات التمريض الإلكترونية تتيح ممرضات تحت الطلب

توسع حجم سوق العمل الخارجي في مجال الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، حيث حجزت عدة تطبيقات مكانا لها في هذا القطاع، وتعمل على توفير تطابق بين العمال والوظائف من خلال منصات تديرها الخوارزميات وأنظمة التصنيف، ما فتح بابا لتشغيل عدة ممرضات من الباحثات عن خيارات أكثر مرونة وأجور أفضل مما لو كن يعملن بعقود تقليدية، إلا أن الوضع لا يخلو من المخاطر.
واشنطن - عملت سادي ممرضة لست سنوات في دور الرعاية بجميع أنحاء ولاية أوهايو، وكانت تجني ما بين 500 و600 دولار في الأسبوع، لكنها شعرت خلال الربيع الماضي بالحاجة إلى تجربة شيء جديد.
وقررت سادي تحميل “كليببورد هيلث”، بناء على نصيحة تلقتها من أحد زملائها، وهو تطبيق يشبه أوبر، وذلك لمساعدتها على حجز فترات قصيرة الأجل في مرافق رعاية المسنين، مقابل ما يصل إلى ضعف أجر بعض الوظائف السابقة التي شغلتها.
وقالت الممرضة، التي طلبت إخفاء اسمها الحقيقي في مقابلة عبر الهاتف مع مؤسسة تومسون رويترز، “كنت بحاجة إلى المزيد من المال، إذ كنت أعيش على انتظار راتبي” الشهري.
ويعد “كليببورد هيلث” جزءا من مجموعة متنامية من تطبيقات تحاول تقديم نموذج على غرار أوبر، حتى تمنح فرص التعاقد المستقل في مجال الرعاية الصحية لمنتسبيها، حيث تواجه دور الرعاية نقصا متزايدا في الموظفين.
مستشفيات أميركية تحاول إيجاد أساليب عمل جديدة لتعويض النقص الحاصل في موظفيها
وقال متحدث باسم كليببورد هيلث في تعليقات عبر البريد الإلكتروني إن المنصة تساعد العاملين في مجال الرعاية الصحية “في العثور على عمل يناسب جدولهم الزمني ولا يتعارض مع التزاماتهم الأخرى، بما في ذلك الالتزامات الشخصية والعائلية”.
وأوضحت الشركة أن المتخصصين في الرعاية الصحية ليسوا موظفيها أو موظفي المنشأة”، مضيفة أن “مرافق الرعاية الصحية تستطيع تنظيم نوبات العمل بمتخصصي الرعاية الصحية المؤهلين، مما يمكّن المرافق من تقديم رعاية أفضل للمرضى”.
وأفادت بأنها تشجع العمال على الإبلاغ عن أي حوادث تتعلق بالسلامة، وتسمح للممرضين بوضع علامة على المرافق إذا قرروا عدم استئناف المناوبات.
ويعتبر هذا القطاع “واحدا من القطاعات العديدة التي اجتاحتها التكنولوجيا”، بحسب ما أفاد به فاليريو دي ستيفانو، وهو أستاذ في جامعة يورك يدرُس إدارة الخوارزميات والعمل القائم على التطبيقات.
ففي ظل النقص الذي تشهده الولايات المتحدة في أعداد الممرضات، تلجأ مستشفيات أميركية إلى تطبيقات تتيح لها الاستعانة بخدمات صحية محددة توفرها هؤلاء المتخصصات في المجال الصحي، اللواتي يتلقّين لقاء ذلك أجورا أفضل مما لو كنّ يعملن بعقود تقليدية، فضلا عن مرونة أكبر في أوقاتهنّ.
عمل مرن وأجور جذابة
يتزايد اعتماد المستشفيات الأميركية على صيغة العمل هذه التي تُعد مربحة أكثر للممرضات وتتسم بمرونة أكبر لناحية أوقاتهن، في خطوة تحاول هذه المؤسسات من خلالها إيجاد أساليب عمل جديدة لتعويض النقص الحاصل في موظفيها.
ويستفيد كثيرون على غرار شانتال تشامبرز من المرونة الموفرة لهم عندما يختارون بأنفسهم دواماتهم، فخلال إقامتها في سان دييغو تسجّلت في منصة “أيا هيلث كير”، مستفيدة من الخيارات المتاحة لها لكي توفّق بين انشغالاتها العائلية وعملها، وبالتالي قضاء المزيد من الوقت مع ابنيها.
وتقول رئيسة الممرضات في “كير ريف” سوزان باسلي “لدينا نسبة عالية من الشيخوخة بين السكان، مما يتطلب المزيد من الرعاية الصحية، ونحن على شفير أزمة”، ما يدفع المستشفيات إلى “النظر في خيارات أكثر مرونة” من صيغة العمل التقليدية.
وتتضاعف شعبية منصات التمريض، بينما تعاني الولايات المتحدة من نقص حاد في العمالة في دور رعاية المسنين.
واختارت الممرضة جيسيكا مارتينيز البالغة 38 عاما، على غرار عدد متزايد من زملائها، صيغة العمل الذي يستند إلى مهمة محددة والمعروفة بتسمية “غيغ وورك” ففضّلت تاليا أن تختار المهام التي ستنجزها من خلال تطبيقات، بدل اللجوء إلى عقود العمل التقليدية في المستشفيات.
وتقول مارتينيز لوكالة فرانس برس “عملت في إحدى المرات يوما واحدا فقط خلال الأسبوع، بينما عملت في مرات أخرى لسبعة أيام ضمن دوامات امتدت على ثماني ساعات. إنّ الأمر يعتمد على وتيرة حياتي”.
وترى مارتينيز أنّ هذا النموذج من العمل يحقق لها “مردودا أعلى” أقلّه بـ30 في المئة مما تجنيه من العقود التقليدية مع المستشفيات.
وتؤكد ديبورا فيسكوني، الرئيسة التنفيذية لمركز بيرغن نيو بريدج الطبي، أنّ ثمة “أزمة توظيف في النظام الصحي”، مشيرة إلى أن “عددا كبيرا من العاملين في هذا المجال قرروا التقاعد مبكرا أو ترك المهنة”.
ويعد مساعدو التمريض المعتمدون من بين أقل العاملين أجرا في مجال الرعاية الصحية، حيث ساهم الإرهاق مع انخفاض الأجور في تراجع التوظيف إلى أدنى مستوياته منذ 15 عاما، وفقا لجمعية الرعاية الصحية الأميركية التي حددت أن أكثر من 80 في المئة من المرافق أبلغت عن نقص “متوسط إلى حاد” في الموظفين.
وأكدت ديب إيمرسون، المستشارة في مؤسسة كلينتون لارسون ألن التي تعمل مع أصحاب دور رعاية المسنين، أن هذا يدفع دور الرعاية إلى الاعتماد على المزيد من الموظفين المؤقتين.
وقالت “يرغب معظم عملائنا في توظيف المزيد من مقدمي الخدمات، ولكن القوى العاملة ليست موجودة. ويصبحون مجبرين على اعتماد موظفي الوكالة أو تقليل نسبة الاستقبال في منشآتهم”.
وبحسب تقرير حديث صدر عن المجلس الوطني لمجالس التمريض الحكومية، فإن جائحة كورونا دفعت نحو 100 ألف ممرضة إلى ترك وظائفهن بسبب الضغوط الناجمة عن هذه الأزمة الصحية.
وتعتزم أكثر من 610 آلاف ممرضة ترك هذه المهنة بحلول عام 2027 إما بسبب التعب الكبير المرتبط بها أو لأنّهنّ سيتقاعدن.
ويُعدّ هذا الرقم مرتفعا مقارنة بـ5.2 مليون ممرضة وممرض كانوا يمارسون المهنة في عام 2022.
قطاع للحجز
توسّع حجم سوق العمل الخارجي في مجال الرعاية الصحية (وهو يشمل تطبيقات مثل كليببورد هيلث) بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال السنوات الأربع الماضية، حيث ارتفع من 18.8 مليار دولار في 2019 إلى 64.4 مليار دولار في 2023، وفقا لنشرة ستافينغ إندستري أناليستس التجارية.
وعلى الرغم من وجود العشرات من الوكالات المتعاقدة مع موظفي دور رعاية المسنين، إلا أن كليببورد هيلث و”شيفت كي” توسعتا بسرعة خلال السنوات الأخيرة وحققتا ما يزيد عن مليار دولار.
وتطلق كليببورد هيلث على نفسها اسم “الحل التحويلي لمشاكل التوظيف”. وقالت “شيفت كي” إنها “تعالج نقص العمالة الذي يشل النظام الطبي”.
وقدمت منصات أخرى، مثل كير ريف وبابا، مطالبات مماثلة لوظائف الرعاية الصحية الأخرى مثل التمريض في المستشفيات أو المساعدات الصحية في المنزل.
وتشبه المنصات الجديدة نماذج اقتصاد الأعمال المؤقتة مثل أوبر، حيث تطابق العمال مع الوظائف من خلال تطبيق أو منصة عبر الإنترنت، ثم تديرها الخوارزميات وأنظمة التصنيف.
ويوفر النموذج خيارا جذابا للمرافق التي تشهد تدفقا مفاجئا للمرضى الجدد، أو التي خرج موظفوها في إجازة مرضية مفاجئة.
وقال نيكولاس كاسل، وهو أستاذ بجامعة بيتسبرغ يدرُس التوظيف في دور رعاية المسنين، “تسهل الإشارة إلى المرفق والنقر عليه”، ذاكرا أن غالبا ما تحصل الممرضات على أجور أعلى في الساعة للعمل في هذه الوظائف المؤقتة، مقابل استعدادهن للقدوم عند الطلب.
وكانت سادي مثل ممرضات أخريات “يعجبن بالمرونة”، قائلة “تعدّ القدرة على اختيار الأيام التي أعمل فيها والأيام التي أنال فيها قسطا من الراحة أمرا مهما بالنسبة لي”.
وأكدت إحدى الممرضات في بروكلين أن حجز الدوامات من خلال التطبيق أصبح الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها كسب المال مع التوفيق بين رعاية الأطفال والدراسة.
تجميد الحسابات
المنصات الجديدة تشبه نماذج اقتصاد الأعمال المؤقتة مثل أوبر، حيث تطابق العمال مع الوظائف من خلال تطبيق أو منصة عبر الإنترنت
غالبا ما يكون الأجر بالساعة أعلى من العمل بدوام كامل، لكن العمل في تطبيقات التمريض يشمل مخاطر، مثل تعليق الحساب إلى المراقبة المشددة. وكان هذا أمرا أكدته ست ممرضات تحدثن إلى مؤسسة تومسون رويترز.
وقالت سادي إنها كانت الممرضة الوحيدة التي عملت في منشأة تضم 20 شخصا خلال إحدى نوباتها الأولى التي حجزتها عبر كليببورد هيلث. وكان بعضهم مصابا بفايروس كورونا. وكانت تخشى أن تنقل المرض منهم إلى المسنين غير المصابين، ثم تقرر خفض درجة حضورها حين رفضت العودة إلى المنشأة، ثم أقنعت كليببورد هيلث بإلغاء العقوبة.
وبعد أشهر، تقرر تجميد حسابها لمدة أسبوع عندما ألغت نوبة عملها لأنها كانت تعاني من التهاب في المسالك البولية ولم تتمكن من قيادة السيارة لمدة ساعة إلى المنشأة.
وتوضح كليببورد هيلث أنها تجمد الحسابات لمدة أسبوع عندما ينخفض رصيد حضور الممرضة إلى أقل من 0، أي إذا لم تحضر ثلاث مرات خلال فترة ستة أشهر، وهو ما يعني تجميد الحساب لمدة عام كامل.
وينطلق المستخدمون الجدد برصيد 100، ويخصم التطبيق عددا معينا من النقاط من الحساب بناءً على مرات إلغاء الحضور.
وأرشدت كليببورد هيلث مؤسسة تومسون رويترز إلى سياسة الحضور التي يتبعها التطبيق، وهي تنص على أن “إلغاء الحضور يعني خصم النقاط”، مشيرة إلى أن “النقاط تُجمع مقابل نوبات العمل، وتسجيل الحضور في الوقت المحدد”.
وتقرر حظر أحد ممرضي “شيفت كي” في ولاية كنتاكي من استخدام التطبيق لمدة سنة بعد انخفاض درجة موثوقيته إلى أقل من 85 في المئة، حيث حضر أكثر من 450 نوبة عمل، واضطر إلى إلغاء حوالي 50 دواما على مدار عامين، بسبب المرض أو الالتزامات العائلية.
وأشارت “شيفت كي” عبر موقعها على الإنترنت إلى أن عمليات الإلغاء خلال 24 ساعة من الموعد تؤثر على التقييم.
وقال داين ستيفنسون، المحامي السابق في وزارة العمل الذي يعمل الآن في مكتبه الخاص، “تختفي حياتهم العملية بأكملها من النظام في لمح البصر. ليست هذه الطريقة التي من المفترض أن يعمل بها مقاول مستقل يدير أعماله الخاصة”.
جائحة كورونا دفعت نحو 100 ألف ممرضة إلى ترك وظائفهن بسبب الضغوط الناجمة عن هذه الأزمة الصحية
وأكد الممرضون عدم السماح لهم بالحصول على عدد من البيانات عند وصولهم إلى المرافق المحجوزة من خلال التطبيقات. ويصعّب هذا استمرارية الرعاية للمرضى.
وبحسب ممرضة في بروكلين عملت في ستة مرافق في جميع أنحاء نيويورك، فإنه “عندما تُعيّن في منشأة ما، لا تخبرك كليببورد هيلث عن المرضى الذين يعانون من صعوبة في المشي، ومن الذي يعاني من نوبات محددة. لا يحيطك أحد”.
وقال أكثر من ستة من الذين يعتمدون تطبيقات مثل كليببورد هيلث و”شيفت كي” لمؤسسة تومسون رويترز إنهم شعروا بأنهم مقيّدون بقواعد المنصات ومعاييرها، دون أن يجدوا مجالا كبيرا للنقاش.
وشددوا على أنهم لم يتلقوا معلومات عن المرافق التي سيتوجهون إليها، ويدركون حين يصلونها أن جل زملائهم هم من الممرضين المؤقتين. ولا تكفي أعدادهم لرعاية المرضى كما يجب.
ونشر موقع الأخبار الاستقصائية “ذا ماركاب” في أكتوبر تقارير تفتيش فيدرالي من منشأة في تكساس، حيث أشار المحققون إلى أن ممرضة تم التعاقد معها من خلال “شيفت كي” ربما تلقت تدريبا غير كاف وتسببت في دخول المريض إلى المستشفى.
ولفت فاليريو دي ستيفانو إلى أن التمريض القائم على التطبيقات لا يوفر “استقلالية حقيقية” للعمال، وهو ما يتكرر في قطاعات أخرى من اقتصاد الأعمال المؤقتة مثل القيادة وتوصيل الطعام.
وتراقب الخوارزميات مواقع العمال ومقاييس أدائهم، وتعاقب السلوك الذي يؤثر على النتيجة النهائية التي يعد بها التطبيق، وفق دي ستيفانو.
وقالت إحدى الممرضات التي عملت ضمن كليببورد هيلث في أوهايو “يستخدم التطبيق نظام تحديد المواقع العالمي لمعرفة متى تكون في المنشأة. ولا يمكنك تسجيل الدخول إلا بوجودك هناك. إنهم يراقبوننا”.
وتكشف كليببورد هيلث أنها تتتبع موقع الممرضات لتتمكن من معرفة إن كن سيصلن في الوقت المحدد، وتحديد وقت وصولهن ومغادرتهن للمرافق.
موظفون أم مقاولون؟

يرى نيكولاس كاسل أن العاملين المعتمدين يبقون في وضع محفوف بالمخاطر، حيث يحتاجون إلى هذا المبلغ الإضافي من المال في الساعة، لكن حجزهم يكون بشكل عشوائي في منشأة غير محددة، مما يهدد بنتائج ضارة لكل من المرضى والممرضات.
ويتوقع المحامي ستيفنسون أن تسيء التطبيقات التي تعامل الممرضات كمقاولين مستقلين تصنيف عمالها بشكل غير قانوني، ويرى وجوب إجبارها على توظيفهم مباشرة، موضحا أنها تستطيع دفع المزيد، وتسجيل رسوم أقل من المرافق، لأنها لا تدفع الضرائب والتكاليف الأخرى المفروضة إذا سجّلت العمال في قائمة موظفيها.
وحصلت مؤسسة تومسون رويترز على سجلات تحقيقات وزارة العمل في كليببورد هيلث و”شيفت كي”. ولم يسفر أي من التحقيقين عن أي عقوبة، لكن كليببورد هيلث قالت إنها أجرت تغييرات على “الممارسات والإجراءات” للتأكيد على وضع “المقاول المستقل” لعمالها رغم حجب تفاصيل تلك التغييرات من السجلات.
وفي 2021، دفعت كليببورد هيلث 2.2 مليون دولار من التسويات مع العمال السابقين، وفقا للإيداعات القانونية.
وأكد المتضررون أنهم لم يحصلوا على أجور العمل الإضافي أو فترات الراحة، وأنهم صنفوا بشكل خاطئ على أنهم متعاقدون مستقلون.
ولم تعترف الشركة بارتكاب أي مخالفات. ورُفعت قضية مماثلة ضدها الآن في كاليفورنيا.
ويتواصل رفع دعاوى قضائية عمالية ضد تطبيقات التمريض الأخرى مثل “شيفت كي” و”كير ريف” في ولايات متعددة.
أكثر من 610 آلاف ممرضة يعتزمن ترك مهنة التمريض بحلول عام 2027 إما بسبب التعب الكبير المرتبط بها أو لأنّهنّ سيتقاعدن
وقال المحامون المشاركون في الدعاوى إن اتفاقيات التحكيم الملزمة التي تجبر العمال على تسوية المطالبات خارج المحكمة أحبطت الدعاوى القضائية.
لقد قدمت سادي شكوى ضد المنصة بعد تجميد حسابها وأموالها، وقالت إنها لا تزال معلقة.
ولم تجب كليببورد هيلث على الأسئلة حول الخطوات التي يمكن للعمال اتخاذها للاستعلام عن الإجراءات التأديبية غير العادلة. ولكن موقع التطبيق على الويب نشر نموذجا حيث يمكن للعمال عبره التشكي من أي مظالم.
وقالت سادي إنها تعمل الآن ضمن تطبيق “شيفت كي”، مشيرة إلى أنها تقبل أكبر عدد ممكن من العروض حتى تتمكن من دفع الإيجار.
لكن البعض يبدي قلقا من أي نتائج قد تنعكس سلبا على رعاية المرضى، حيث تشير ميشيل ماهون، من نقابة الممرضات، إلى أن “الخطر يكمن في رؤية مستشفيات غير مُعدَّة بشكل جيد، مع عدم وجود عدد كاف من الموظفين للتعامل مع حالات الطوارئ أو العدد الكبير من المرضى”.
وتلفت إلى خطر آخر يتمثل في عدم المعرفة بالأمور اللوجستية المرتبطة بالعمل، كمعرفة مكان تخزين معدات الطوارئ مثلا.
وتؤكد سارة ديوايلد أن هذه مشكلة تحمل أهمية كبيرة. وتتولى الممرضة المتحدرة من ولاية ميسوري (شمال) تدريب الممرضات على صيغة “غيغ وورك” في المستشفى الذي تعمل فيه، مع عجزها عن تقييم مهاراتهن كما يجب.
وتقول “لم يعد لدي الوقت الكافي لتوفير رعاية لمرضاي لأنني أساعد الممرضات ليتعلّمن كيفية تقديم رعاية لمرضاهنّ”، مضيفة “بدأت أشعر بالإرهاق”.
وبما أنّ الممرضات العاملات بنموذج “غيغ وورك” يتقاضين مبالغ قد تتخطى ضعف ما يتقاضاه آخرون، “قد يحدث هذا الأمر توترات”.
أما ديبورا فيسكوني، فتعتبر أنّ استخدام المنصات سيزداد، في وقت ينظر الموظفون إلى عملهم بشكل مختلف ويسعون إما للحصول على المزيد من وقت الفراغ أو العمل بصورة أكبر، استنادا إلى احتياجات كلّ منهم.