منحوتة "السوانح" تشدو بالحرية والسلام في مهرجان أصيلة

تعيش مدينة أصيلة المطلة على المحيط الأطلسي بشمال المغرب على إيقاع الدورة الثامنة والثلاثين لمهرجان أصيلة الثقافي، أحد أعرق المهرجانات في المملكة، وذلك بمشاركة نحو 400 مثقف ومفكر وفنان من عدة دول ينخرطون في ندوات وأمسيات، على عادة المهرجان الذي انطلق لأول مرة عام 1978.
الثلاثاء 2016/07/19
أصيلة تجمع المفكرين والفنانين

الرباط – دشن سكان وزوار مدينة أصيلة الساحلية الواقعة شمال المغرب، الأحد 17 يوليو الجاري، منحوتة “السوانح” للفنانة المغربية إكرام القباج، بساحة محمد الخامس وبحضور عدد كبير من الفنانين والمثقفين من داخل المغرب وخارجه، بإشراف رئيس بلدية أصيلة والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى.

وجاء ذلك ضمن فعاليات منتدى أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثامنة والثلاثين الذي تستمر فعالياته حتى 28 يوليو الجاري.

وفي حديث عن هذه المنحوتة الضخمة، قالت إكرام القباج في تصريح لـ”العرب” إن هذا العمل جاء بعد الكثير من الأعمال الفنية العديدة التي نصبت في العديد من الساحات العمومية والتي كان لها صيت عالمي، موضحة، أن فكرة “السوانح” التي استغرق العمل عليها ستة أشهر والتي يبلغ طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترين ونصفا، والمصنوعة من مادة “الإينوكس” ، “جاءت لمحاكاة شكل سرب الطيور، وما يعبر عنه من معان للحرية وبشائر الخير، وهذا ما أسعى إلى تجسيده دائما في أعمالي الفنية”.

وأضافت الفنانة والنحاتة المغربية أنها تشتغل في أعمالها بروح من الإبداع والدقة والتفاني، بهدف إمتاع الآخر بعمل تمتزج فيه الواقعية بالشاعرية الخيالية، التي تجسد مشاعر وأحاسيس الإنسان، وخاصة المرأة، وذلك بشكل سلس وفريد من نوعه وهو مطمح تسعى دائما إلى تحقيقه في أعمالها.

وأوضحت أنها تسعى إلى إيصال رسائلها الفنية ذات طابع إنساني لنيل الرضا عن أعمالها، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنها عادة ما تسخر في إعمالها مجموعة من المواد كالرخام والخشب و”الإينوكس” والحجر.

ولدت النحاتة المغربية بمدينة الدار البيضاء سنة 1960 بالدار البيضاء، وتلقت دراستها الأكاديمية التأهيلية بمدرسة الفنون الجميلة، ثم التحقت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، حيث تخصصت في النحت.

وارتبط مسار القباج الإبداعي بنضالها في إدماج الفن بالفضاءات العمومية في المغرب، حيث لم تتوان في إشاعة أرائها وقناعاتها بين أصحاب القرار في مجال الفنون والبيئة وإعداد التراب الوطني وسياسات تطوير مدن وأقاليم المملكة.

وقد حققت أعمال القباج، التي تخصصت في مجال النحت بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بباريس، نجاحا كبيرا في محافل الدولية داخل المغرب وخارجه.

وتحفل الدورة الحالية من منتدى أصيلة الثقافي الدولي بالكثير من التظاهرات الفكرية والفنية والإبداعية، حيث تشهد مدينة أصيلة حاليا تنظيم ورشات ومعارض فنية، أضيف إليها هذه السنة معرض خاص للوحات، تشجيعا للمواهب الصاعدة، كما ستعرض رسومات مرسم الأطفال، تشجيعا لإبداعاتهم.

وانطلقت منذ الثلاثاء الماضي ورشة الصباغة على جداريات أزقة مدينة أصيلة العتيقة تحت إشراف الفنانين محمد عنزاوي وسناء السرغيني و13 من الفنانين التشكيليين المغاربة الشبان.

كما ينظم الفنان التشكيلي المغربي محمد عنزاوي ورشة للفن التشكيلي بمشاركة فنانين من الأردن والبحرين وأسبانيا وفرنسا والسنغال وكوريا الجنوبية إضافة إلى المغرب. وفي برنامج العروض الموسيقية أحيت فرقة “العازفون المنفردون لأوركسترا الغرفة الفرنسية” حفلا موسيقيا السبت الماضي بقصر الثقافة كما تنظم فرقة “الحضرة الشفشاونية” الجمعة 22 يوليو حفلا بمكتبة الأمير بندر بن سلطان التي ستحتضن في الـ26 من نفس الشهر حفلا للموسيقى الأندلسية المغربية تحييه فرقة محمد العربي التمسماني من تطوان.

24