منتخب قطر يعتزم تجاوز وطأة الضغوط في تصفيات المونديال

الدوحة - يعيش المنتخب القطري لكرة القدم تحت وطأة ضغوط هائلة قبل مواجهتي قيرغيزستان وإيران اليوم الخميس والثلاثاء المقبل، في الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 لكرة القدم، بعد بدايته المتواضعة.
وسقط بطل آخر نسختين من كأس آسيا أمام الإمارات 1 – 3 فيما لم يحقق أفضل من التعادل 2 – 2 أمام كوريا الشمالية على أرضها الافتراضية في لاوس.
بات في مركز خامس مفاجئ ضمن المجموعة الثالثة، بفارق خمس نقاط عن المنتخبين الأوزبكي والإيراني المتصدرين بالعلامة الكاملة، فأصبح مطالبا بتغيير الصورة وتصحيح المسار.
ويقول النجم الأسبق للمنتخب إبراهيم خلفان “أي نتيجة غير الانتصار على قيرغيزستان تعني الدخول في نفق مظلم، واللهث وراء تجسير الفوارق للوصول إلى مركز مؤهل مباشر إلى المونديال”.
شخصية قوية
ويضيف وصيف كأس العالم للشباب عام 1981 في أستراليا “لا شك أن البداية لم تكن مقنعة بالمرة، لم تسر النتائج وفق الطموح ووفق المأمول من بطل آسيا، لكن ذلك لا يعني أن يرمي اللاعبون المنديل، بل عليهم أن يثبتوا تلك الشخصية القوية التي اكتسبوها عبر إرث الهيمنة على القارة مؤخرا”.
ومضى نجم النادي العربي إبان الحقبة الذهبية لـ”فريق الشعب”، قائلا “ما أقوله لا يعني بأن المهمة ستكون سهلة في المباراة الأولى، فالمنافس لن يكون صيدا سهلا، لقد أظهر عنادا كبيرا في أول مواجهتين، لكن على المدرب (الإسباني تينتين ماركيس لوبيز) أن يجد الحلول الهجومية لتحقيق الفوز”.
واتفق النجم السابق الآخر للمنتخب القطري رائد يعقوب خلال حديثه لفرانس برس، مع خلفان على أن “ما قدمه المنتخب في أول مبارتين يجب أن يصبح طي النسيان، لأنه بصراحة لم يكن مرضيا، وبالتالي وجب تصحيح المسار عبر قيرغيزستان أولا، لتكون المصالحة مع الجماهير ثم كسب دفعة معنوية نحو المستقبل”. وأضاف “المنتخب سيكون على المحك، ويجب أن يوازي الظهور حجم ما تحقق، خصوصا وأن الحديث هنا عن بطل آسيا الذي يجب أن يظهر بهذا الثوب، لأنه يملك الإمكانيات.. فالتتويج القاري المزدوج لم يكن محض صدفة”.
منتخب قطر بات في مركز خامس مفاجئ، بفارق خمس نقاط عن المنتخبين الأوزبكي والإيراني المتصدرين بالعلامة الكاملة
وبدا واضحا أن المؤشرات التي خلفتها البداية المتواضعة للمنتخب القطري، أجبرت المدرب “تينتين” على التخلي عن بعض القناعات السابقة على مستوى القائمة الجديدة التي تمت تسميتها مؤخرا، من حيث إعادة خوخي بوعلام إلى المنتخب بعد غياب منذ كأس آسيا الأخيرة.
كما عاد الظهير عبدالكريم حسن لاعب الوكرة الحالي إلى المنتخب بعد استبعاد بقرار من الاتحاد وانفصال دراماتيكي عن ناديه الأسبق السد ليلعب للجهراء الكويتي ثم برسيبوليس الإيراني، ليسجل حضوره الأول في القائمة منذ مونديال قطر 2022. وفي هذا الصدد، يقول خلفان “عودة المدافعين صاحبي الخبرة إضافة كبيرة، لأنهما سيوفران الصلابة للدفاع الذي عانى في ظل استقبال المنتخب خمسة أهداف، ولكن لا يجب أن نغفل عن إضافة أخرى يقدمها إدميلسون جونيور في الهجوم”.
أما يعقوب فيرى في الاستدعاء “بمثابة عودة إلى المسار الصحيح في شأن الخيارات الأمثل، إلى جانب التوظيف السليم… الحاجة إليهما بدت ملحة خصوصا ونحن مقبلون على تحديات كبيرة كما في المواجهة الثانية أمام إيران”.
وضع مختلف
وحول المباراة الثانية أمام إيران، يؤكد يعقوب “العودة بنقطة كانت ستكون مكسبا في حسابات التأهل عن المجموعة، لكن أعتقد أن الوضع بات مختلفا الآن”. وأضاف “البحث الآن عن التعادل، قد يكلفنا هزيمة، أعتقد أن علينا أن نلعب المباراة أمام المنافس كالند للند، ليس غرورا، لكن الحقيقة أن المنتخب الإيراني ليس من المنتخبات التي تفتح الملعب، تعتمد على القوة الدفاعية والتحولات والكرات الثابتة… يخطف الأهداف كما فعل في أول جولتين وتهمه النتائج أكثر.. لذا يجب أن نكون حاضرين ذهنيا وواثقين من أنفسنا”.
ويشير خلفان إلى “الخصوصية الكبيرة التي تحظى بها المواجهة، حيث يسعى المنافس للثأر بعد خروجه من كأس آسيا الأخيرة على يد منتخبنا (3 – 2 في نصف النهائي)، وجب أن يكون التحضير الفني والذهني للمباراة على أعلى مستوى، لأن المنتخب الإيراني شرس وقوي”.
وكسبت الكرة القطرية دفعة معنوية أخيرا في دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد فوز السد على الاستقلال الإيراني والغرافة على العين الإماراتي وظهور الريان بصورة جيدة رغم الخسارة أمام النصر السعودي، إلى جانب عودة الوكرة من فوز على رافشات الطاجيكي في دوري أبطال آسيا 2.