منتخب العراق يواصل رحلة البحث عن استعادة أمجاده

واصل المنتخب العراقي رحلة البحث عن استعادة أمجاده الغائبة في كأس الخليج، حيث تتبقى له مباراة واحدة من أجل تحقيق اللقب الذي غاب لسنوات طويلة منذ آخر لقب ناله في النسخة التاسعة التي جرت في السعودية عام 1988.
البصرة (العراق) - تأهل منتخب العراق إلى نهائي كأس الخليج العربي بعد تغلبه على المنتخب القطري بنتيجة (2 – 1)، في مباراة مثيرة، بحضور نحو 70 ألف متفرج. ويدين أسود الرافدين بهذا الانتصار لمهاجميه إبراهيم بايش وأيمن حسين، صاحبي هدفي الفوز.
ودخل العراق المباراة بإجراء تعديلات كثيرة في منطقة الوسط، بعد تأكد غياب لاعب الارتكاز ريوان أمين، بسبب إصابته بفايروس كورونا، ليحل محله محمد علي عبود الذي تواجد رفقة المحورين أمجد عطوان وأمير العماري.
وقدم الثلاثي ضغطا كبيرا واستحوذ على وسط الميدان، كما ساهم في التقدم عن طريق إبراهيم بايش، بعد أن قدم العماري كرة ثابتة له على طبق من ذهب. ونجح أمجد عطوان في منح أيمن حسين الهدف الثاني، بعد تشكيله ضغطا على دفاعات المنتخب القطري، ليستغلها حسين ويضاعف النتيجة.
وشهدت بداية الشوط الثاني ردة فعل قطرية بعد محاولات عديدة لإدراك التعادل، وأخطرها تسديدة عمرو سراج التي ردتها العارضة، ثم تلتها محاولة أخرى للمهاجم أحمد علاء الدين ردها ببراعة جلال حسن.
منتخب العراق يملك سمعة كبيرة على مستوى كرة القدم الآسيوية والعربية ولطالما أنجب العراق العديد من المواهب
وتدخل المدرب خيسوس كاساس بإشراك المدافع مناف يونس بدلا من حسين علي ليغير الطريقة إلى 5 مدافعين في أغلب دقائق المباراة، ويغلق المنافذ والمساحات على مهاجمي المنتخب القطري، والمحافظة على التقدم حتى نهاية اللقاء. كما أصر المدرب على الزج بالمهاجم أيمن حسين منذ البداية، رغم تفاوت المستويات التي قدمها في المواجهات السابقة بدور المجموعات، والتي جعلت اللاعب يظهر بصورة مختلفة، وهدد مرمى مشعل برسم بأكثر من محاولة، ونجح في تسجيل الهدف الثاني، ليعتلي صدارة الهدافين (3)، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة.
ظهرت أفضلية الإسباني كاساس مدرب العراق من خلال إدارته الجيدة للقاء، حيث حاول أن يسجل هدفا مبكرا، مع عدم إعطاء أيّ فرصة للعنابي لاستلام زمام الأمور، وتحقق له ما أراد بهدف في الدقيقة 19 عبر إبراهيم بايش. في المقابل، فضل البرتغالي برونو بينيرو مدرب قطر أن يبدأ اللقاء دون تميم منصور مفتاح نجم ختام دور المجموعات، وصاحب هدف تأهل العنابي لنصف النهائي، حيث بدأ باللاعب خالد منير. وبالغ بينيرو في تغيير مراكز اللاعبين، حيث أدخل تميم منصور في مركز الجناح الأيسر، رغم أنه أظهر جودة كرأس حربة، فيما اعتمد على أحمد علاء في هذا المركز. وخلقت تحركات إبراهيم بايش خطورة كبيرة على الدفاع القطري، بفضل السرعة والمهارة الفردية التي يتميز بها، وتوج مجهوده بهدف التقدم في الدقيقة 19. وشكل بايش ثنائية رائعة مع أيمن حسين، صاحب هدف الفوز، وأفضل لاعب في المباراة.
في سياق متصل اعترف يونس محمود، النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي، أن منتخب بلاده لم يظهر بمستواه المعروف رغم تجاوز قطر في نصف نهائي كأس الخليج. وقال محمود في تصريحاته صحافية “الفوز مهم وتحقق أمام منتخب قوي، والأهم أن نكمل المشوار نحو نيل لقب خليجي 25”. وأضاف “لم يظهر فريقنا بمستواه المعروف، كانت لدينا بعض الأخطاء أمام العنابي القطري”. وشدد “طالبت لاعبي العراق بالتركيز وتصحيح الأخطاء في النهائي أمام عمان”.
وأوضح “نهدي الفوز إلى أرواح ضحايا المشجعين الذين لقوا مصرعهم إثر حادث مؤسف في الطريق الرابط بين الناصرية والبصرة”. ونوه “نثمن الدعم الجماهيري الكبير من قبل الجمهور العراقي الذي تواجد في الملعب بوقت مبكر”. ولفت “الجهاز الفني للعراق تحت قيادة كاساس، يعمل بشكل مميز مع اللاعبين، أتمنى لهم النجاح في التتويج باللقب”.
ويمتلك منتخب العراق سمعة كبيرة على مستوى كرة القدم الآسيوية والعربية، ولطالما أنجب العراق العديد من المواهب التي لا ينساها التاريخ الكروي العربي. “أسود الرافدين” حققوا العديد من الألقاب الهامة وبصموا نجومهم على بطولات عديدة كان لها أثر بالغ في عشق العراقيين لكرة القدم.
وحقق المنتخب العراقي كأس آسيا للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه بعام 2007 في خضم جيل تاريخي أسسه المدرب عدنان حمد وقاد أسود الرافدين إلى اللقب الغالي. هذا اللقب تحقق في إندونيسيا على حساب المنتخب السعودي برأسية شهيرة صوبها أسطورة العراق “السفاح” يونس محمود ليقود العراق إلى أغلى تتويج في تاريخه. ويحمل المنتخب العراقي الرقم القياسي لعدد مرات التتويج ببطولة كأس العرب أو التي كان يطلق عليها سابقًا البطولة العربية. وسبق للمنتخب العراقي أن حقق هذا اللقب في 4 مناسبات أعوام 1964 و1966 و1985 و1988.
تُلعب مباراة نهائي كأس خليجي 25 في البصرة بين العراق وسلطنة عمان يوم غد الخميس. وأعلنت لجنة الحكام ببطولة كأس الخليج العربي هوية طاقم التحكيم الذي سيدير نهائي المسابقة بين العراق وعمان. وأسندت لجنة الحكام إدارة المباراة النهائية التي ستقام في السابعة مساء بتوقيت العراق، إلى الحكم الروماني كوفاكس ستيفان ويساعده في إدارة اللقاء الثنائي ماريتيمو فاسيلي وآراتين ميهاي، إلى جانب الحكم الرابع سلمان الفلاحي، والحكم الخامس زاهر الشمري.
ويتولى الحكم الفرنسي جيريمي بينارد، تقنية الفيديو في نهائي بطولة كأس الخليج، ويساعده في هذه المهمة المغربي رضوان جيد والسعودي عبدالله الشهري، وسيكون البحريني خليفة الدوسري مقيما للحكام.
اقرأ أيضاً: