منتخب الجزائر يتوج بطلا لكأس العرب

قطر ثالثة البطولة على حساب مصر.
الأحد 2021/12/19
تتويج تاريخي

توّج المنتخب الجزائري المشارك بتشكيلة رديفة بلقب كأس العرب لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه السبت، بفوزه على تونس في مباراة شهدت اللجوء إلى شوطين إضافيين على ملعب البيت المونديالي في منطقة الخور على أطراف العاصمة القطرية الدوحة.

الدوحة - توج المنتخب الجزائري بلقب بطولة كأس العرب لكرة القدم، عقب فوزه على نظيره التونسي 2 – 0 في المباراة النهائية التي جمعتهما السبت. وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، ليضطر المنتخبان للعب شوطين إضافيين لحسم الفائز باللقب.

وفي الشوط الإضافي الأول تمكن المنتخب الجزائري من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 99 عبر تصويبة قوية من أمير سعيود من خارج منطقة الجزاء. ثم أضاف ياسين براهيمي الهدف الثاني للمنتخب الجزائري في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الثاني.

وإذ شهد الشوط الأول استحواذا أكبر لتونس بنسبة 55 في المئة، لم تتغير الأمور كثيرا في الشوط الثاني الذي لم يشهد فرصاً كثيرة، أبرزها التسديدة القوية من بونجاح داخل المنطقة إلى جانب القائم الأيمن. وبعدها بدقيقتين، ردّ سليتي الذي قطع مشواراً طويلاً من منتصف الملعب، غير أنه سدد كرة خفيفة بعيدة عن مرمى مبولحي.

وبعد أخذ ورد غير مثمر بين الطرفين، كاد سيف الدين الجزيري ينهي المباراة في الدقيقة 90، عندما استلم بينية من فرجاني ساسي، لكنه أخفق في وضعها بالشباك وسددها إلى جانب القائم الأيسر. ومثله، يوسف بلايلي الذي أراد خطف المباراة بتسديدة من خارج منطقة الجزاء، وصلت بين يدي الحارس التونسي (90+6)، لينتقل الفريقان إلى شوطين إضافيين.

وكان الشوط الإضافي الأول، شوط السعد للجزائر، حينما افتتحت التسجيل في الدقيقة 99، بعدما هيأ بونجاح بكعب قدمه كرة للبديل أمير سعيود الذي سددها من خارج المنطقة في الزاوية اليمنى العليا للحارس التونسي. وفي الدقيقة 111 من الشوط الإضافي الثاني، أضاع البديل محمد بلعربي فرصة إدراك التعادل لتونس، بتسديدة على الطائر من خارج منطقة الجزاء، خرجت إلى جانب القائم الأيسر. ومثله زميله علي بن رمضان الذي سدد فوق المرمى في الدقيقة 115. وطالب لاعبو تونس بركلة جزاء في الدقيقة 119، بداعي لمسة يد، غير أن الحكم لم يحتسبها.

هذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب الجزائر بلقب البطولة، فيما توج منتخب تونس باللقب من قبل في نسخة 1963

وأجهز “محاربو الصحراء” على “نسور قرطاج” في الثواني الأخيرة من المباراة، عندما استغل إبراهيمي تقدّم الحارس التونس إلى مناطق الجزائريين بحثا عن التعادل، ليسكن الكرة في المرمى الخالي (120+5) ويضمن فوز الجزائر باللقب. وهذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها المنتخب الجزائري بلقب البطولة، فيما توج المنتخب التونسي باللقب من قبل في نسخة 1963.

وأقيمت المباراة في اليوم الوطني لقطر، وهو اليوم ذاته الذي سيشهد نهائي كأس العالم 2022 بعد عام واحد، وتحت أنظار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

وأحرز المنتخب القطري المضيف برونزية كأس العرب بفوزه على نظيره المصري بركلات الترجيح 5 – 4 بعد تعادلهما سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع على ملعب 974 في منطقة رأس أبوعبود في العاصمة الدوحة.

وحقق منتخب قطر بقيادة مدربه الإسباني فيليكس سانشيز المركز الثالث لأول مرة في تاريخه ببطولة كأس العرب واحتل منتخب مصر بقيادة مدربه البرتغالي كارلوس كيروش المركز الرابع.

ويُدين “العنابي” بفوزه لحارس مرماه مشعل برشم الذي حرم “الفراعنة” من هز الشباك، وتألق في صد ركلتين ترجيحيتين ليقود منتخب بلاده ليبلسم جراحه عقب الخروج من نصف النهائي أمام الجزائر 1 – 2 الأربعاء. في المقابل، فشل المنتخب المصري، حامل لقب نسخة 1992، في إرضاء جماهيره بالمركز الثالث خصوصا عقب خيبة أمل الخروج من المربع الذهبي أيضا أمام تونس بهدف عكسي قاتل 0 – 1 الأربعاء.

وبدأ فريق المدرب البرتغالي كارلوس كيروش المباراة على نحو مثالي من ناحيتي السيطرة والاستحواذ، فسدد أحمد سيد “زيزو” كرة قوية أبعدها الدفاع، فيما اعتمد أصحاب الأرض على المرتدات فكاد همام الأمين يُسجل عندما وصلته عرضية أكرم عفيف خلف الدفاع لكنه لم يحسن التصرف أمام المرمى (الدقيقة 16).

واستعاد “الفراعنة” زمام الأمور، فمرر حمدي فتحي عرضية وصلت إلى محمد شريف داخل المنطقة سددها فوق العارضة (الدقيقة 19)، وكاد فتحي يكسب ركلة جزاء بعدما تعرض لعرقلة من عبدالعزيز حاتم إلاّ أن الحكم استعان بتقنية الحكم المساعد “في إيه آر” لمتابعة اللعب (الدقيقة 22).

وكاد “المجتهد” فتحي يسجل قبل ثلاث دقائق من صافرة نهاية الشوط الأول عندما أطلق كرة عائدة من الحارس برشم نحو المرمى، بيد أن المدافع خوخي بوعلام تدخل في الوقت المناسب لإبعاد الخطر.

وأهدر المعز علي فرصة عندما نفذ أكرم كرة ثابتة وصلت إلى بوعلام هيأها برأسه للمعز أمام المرمى المشرع، لكن هداف كأس آسيا أرسل الكرة فوق العارضة بطريقة غريبة (الدقيقة 47).

وجاء الرد قويا من المنتخب المصري فتألق برشم في أكثر من مناسبة، مبعداً تسديدة محمد شريف القوية (الدقيقة 56)، ثم سيطر على رأسية حمدي فتحي (الدقيقة 62)، ليعود الأخير ويمرر كرة إلى محمد شريف المنفرد فسدد كرة زاحفة نحو الزاوية البعيدة أبعدها الحارس القطري (الدقيقة 85).

وواصل برشم تألقه في الوقت بدل الضائع فتصدى لتسديدة البديل مروان حمدي، لتصل مجدداً للبديل الآخر مصطفى فتحي فسدد وتدخل حارس “العنابي” بنجاح (الدقيقة 100). واحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح، فسجل لقطر كل من خوخي بوعلام، عبدالكريم حسن، أحمد علاء، أكرم عفيف، كريم بوضياف، فيما أهدر حسن الهيدوس.

وسجل لمصر كل من محمد مجدي أفشة، عمرو السولية، أحمد فتوح، أكرم توفيق، فيما أهدر أحمد حجازي ومحمد شريف.

وتعد هذه المرة الثانية التي يخسر فيها الفراعنة بركلات الترجيح، خلال منافسات كأس العرب. وكانت المرة الأولى في نصف نهائي البطولة عام 1988 أمام المنتخب السوري، الذي فاز (4 – 3) بضربات الترجيح بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.

وحقق الفراعنة فوزا وحيدا بركلات الترجيح في تاريخهم بالبطولة العربية، جاء على حساب سوريا في نصف نهائي 1992 بنتيجة (4 – 3)، عقب انتهاء اللقاء بالتعادل السلبي أيضا. وكانت مصر قد لعبت أيضا ركلات الترجيح 6 مرات في كأس أمم أفريقيا، فانهزمت مرتين وحققت الفوز في 4 مناسبات، آخرها لحساب نصف نهائي 2017 أمام بوركينا فاسو. أما آخر خسارة فكانت ضد نيجيريا (8 – 7)، في نصف نهائي بطولة أفريقيا 1984، بعد انتهاء المباراة بالتعادل (2 – 2).

Thumbnail

وأعرب عبدالعزيز حاتم لاعب المنتخب القطري عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه. وقال حاتم في تصريحات للإعلاميين عقب المباراة “أهنئ جماهيرنا الكبيرة التي حضرت وساندت العنابي، كما أتوجه بالتهنئة إلى كل المسؤولين وكل من دعّمنا من أجل الظهور بشكل جيد”.

وأضاف لاعب قطر “كان هدفنا الفوز بالمركز الأول والميدالية الذهبية، وحاولنا واجتهدنا كثيرا من أجل إسعاد الشعب القطري، لكن في النهاية الحصول على الميدالية البرونزية والمركز الثالث أفضل من لا شيء”.

وأشار عبدالعزيز حاتم إلى أن بطولة كأس العرب كانت بمثابة فرصة جيدة في طريق الإعداد لكأس العالم 2022، واختتم “الفريق استفاد كثيرا من المشاركة في هذه البطولة”.

في المقابل قال محمد مجدي أفشة لاعب المنتخب المصري إن التوفيق تخلّى عن الفراعنة في مباراة قطر. وقال أفشة في تصريحات للإعلاميين عقب المباراة “نبارك للمنتخب القطري فوزه بركلات الترجيح وحصوله على المركز الثالث”.

وأضاف “أعتقد أن التوفيق تخلّى عنا، بعدما أهدرنا عدة فرص سواء في الوقت الأصلي أو الإضافي، وكان بإمكاننا حسم المباراة قبل اللجوء لركلات الترجيح. هذه هي كرة القدم”.

وأكد أفشة أنه كان يتمنى الفوز والحصول على المركز الثالث “لكن قدر الله وما شاء فعل. كل اللاعبين أدوا ما عليهم وقدموا كل المطلوب منهم وهذا هو الأهم”. وحول الاعتراضات على حكم المباراة بعد انتهاء ركلات الترجيح، أوضح نجم الأهلي المصري “لا توجد اعتراضات بالمعنى المفهوم لكن كانت ملاحظة حول تحرك حارس مرمى قطر في الركلة الأخيرة، إذ طالبنا بالعودة إلى تقنية الفيديو”.

19