منتخبا إنجلترا وإسبانيا متحمسان لنهائي مونديال السيدات

سيدني (أستراليا) - ينطلق نهائي النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم للسيدات 2023، الأحد، بين منتخبي إنجلترا وإسبانيا. وفازت سيدات إسبانيا في الجولة الأولى للبطولة على كوستاريكا بنتيجة 3 – 0، وفازت في الجولة الثانية على زامبيا بنتيجة 5- 0، بينما خسرت في الجولة الأخيرة من اليابان بنتيجة 4 – 0.

وحقق منتخب إسبانيا للسيدات الفوز على سويسرا في دور الـ16 من البطولة بنتيجة 5 – 1، كما تمكن من الفوز على هولندا في ربع نهائي البطولة بنتيجة 2 – 1، وحققت إسبانيا الفوز في نصف النهائي على السويد بنتيجة 2 – 1.

فيما فازت سيدات إنجلترا في الجولة الأولى ببطولة كأس العالم للسيدات على هايتي بنتيجة 1 – 0، وفازت في الجولة الثانية على الدنمارك بنتيجة 1 – 0، وفازت في الجولة الأخيرة على الصين بنتيجة 6 – 1.

كما حقق منتخب إنجلترا للسيدات الفوز على نيجيريا في دور الـ16 من البطولة بضربات الترجيح 4 – 2، كما تمكن من الفوز على كولومبيا في ربع نهائي البطولة بنتيجة 2 – 1، وحققت إنجلترا الفوز في نصف النهائي على أستراليا بنتيجة 3 – 1.

وأكدت أليسيا روسو مهاجمة المنتخب الإنجليزي أنها تتوق إلى انطلاق مباراة نهائي بطولة كأس العالم وذلك بعد أعوام من التحضير لهدف الفوز في حديقة منزلها أيام الطفولة. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي.أي ميديا) أن فريق المدربة سارينا ويغمان لم يحقق أي مركز أعلى من الثالث في تاريخ بطولة كأس العالم، وذلك حتى نجح في الفوز على البلد المضيف أستراليا 3 – 1 في الدور قبل النهائي.

وفي حال فوزه الأحد على إسبانيا في سيدني، سيكون منتخب السيدات أول فريق إنجليزي ينجح في تحقيق لقب عالمي منذ فوز منتخب الرجال بلقب بطولة كأس العالم عام 1966 مع مدربه السير ألف رامسي. وقالت روسو “من الواضح أنها المباراة الكبرى، وهي المباراة التي تحلم بها وتعني الكثير”.

وأضافت “أعتقد أن الأمور ستكون أكثر حماسا حينما نكون في النفق المؤدي إلى لملعب ونستعد للدخول، إنها مناسبة رائعة، لقد كانت بطولة لا تصدق ونحن الآن في اللحظة التي أردنا دائما الوصول إليها، إننا نتوق إليها”.

واعترفت روسو بأنها لم تشعر بالصدمة من حدوث ذلك بعد مرور 13 شهرا فقط على فوز إنجلترا بلقب أمم أوروبا، وهن الآن على بعد فوز واحد من صنع التاريخ مجددا. وقالت “لقد كان عاما رائعا بالنسبة إلينا لكننا دائما نركز على ما هو قادم، لن تستمتع أبدا باللحظة أنا متأكدة بأنني حينما أكبر في السن سأشعر بذلك، لكن في الوقت الحالي الأمر يتعلق بما نريد تحقيقه”.

وتعهدت كيرا والش لاعبة منتخب إنجلترا بالعمل مع زميلاتها من أجل تحقيق لقب كأس العالم للسيدات، تكريما لزميلاتها المصابات. والوصول إلى النهائي هو أكبر إنجاز للكرة الإنجليزية في الحدث العالمي الكبير، ليضمن منتخب الأسود الثلاثة ميدالية أعلى من البرونزية التي حصل عليها في نسخة كندا 2015.

ووصل المنتخب الإنجليزي إلى تلك المرحلة بدون قائدة الفريق الفائزة ببطولة كأس أمم أوروبا 2022 ليا ويليامسون، وهدافة البطولة ذاتها بيث ميد، بالإضافة إلى فران كيربي، وهي واحدة من أفضل المهاجمات، حيث تعرضن جميعا للإصابة.

وقالت والش التي بدأت كل المباريات أساسية إلى جانب الثلاثي المذكور في أمم أوروبا “أعتقد أن ذلك صعب بالنسبة إليهن”. وأضافت “من الواضح حينما تفكر بذلك، فإنهن لن يرغبن بأي شيء آخر أكثر من التواجد هنا، فهن يرغبن في فوزنا ونحن سنرغب في وجودهن هنا كذلك، ليا وبيث وفران، كنّ دائما مشجعات لنا”.

رغبة البقاء

وتابعت “لقد راسلننا بعد كل مباراة، بالنسبة إلينا نأمل في إنهاء المهمة الأحد، وأن نجعلهن فخورات بنا، من الواضح أن هناك توترا، لكن هذا نهائي بطولة كأس العالم، أعتقد أنه يجب علينا الاستمتاع باللحظة”. وأوضحت والش “راسلتني ليا وكذلك فعلت معي جورجيا ستانواي وقالت لنا فقط استمتعن بذلك، حيث لا تخضن قبل نهائي بطولة كأس العالم كل يوم، سيكون الأمر ذاته يوم الأحد”.

تعتزم سارينا ويغمان مدربة المنتخب الإنجليزي للسيدات البقاء في منصبها وسط الشائعات التي انتشرت مؤخرا حول ارتباط اسمها بتدريب المنتخب الأميركي. وأعلن الاتحاد الأميركي لكرة القدم أن فلاتكو أندونوفسكي سيرحل عن منصبه بعد فسخ التعاقد معه بالتراضي عقب خروج المنتخب الأميركي، حامل اللقب في آخر نسختين، من دور الـ16 بمونديال السيدات عقب الخسارة أمام المنتخب السويدي. ويعد خروج المنتخب الأميركي من دور الـ16 أسوأ نتيجة له في تاريخ مشاركاته في بطولة كأس العالم للسيدات.

وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن ويغمان وإيما هاس، مدربة تشيلسي، مرشحتان لتدريب المنتخب الأميركي. ولكن ويغمان حرصت على تقديم تحديث مطمئن قبل ليلتين من قيادة المنتخب الإنجليزي في المباراة النهائية للمونديال، التي صعدت إليها للمرة الأولى في تاريخها.

وقالت عن شائعات رحيلها لتدريب المنتخب الأميركي “سأبقى بعيدة عن هذا. سمعت بهذا الكلام. أنا مع المنتخب الإنجليزي، وأنا سعيدة للغاية مع إنجلترا، ولدي عقد حتى 2025”. وأضافت “أستمتع للغاية بعملي، ولدي انطباع بأن المشجعين ما زالوا معجبين بما أقوم به من عمل. لا توجد لدي خطط للرحيل”.

وأعلن الاتحاد الأميركي لكرة القدم مع تعيين تويلا كيلغور في منصب المدير الفني المؤقت لمنتخب السيدات الوطني. وجاء تعيين كيلغور في المنصب بعد أقل من 24 ساعة من استقالة فلاتكو أندونوفسكي من منصب المدير الفني للمنتخب الأميركي للسيدات، بعد أقل من أسبوعين من الخروج المفاجئ للفريق من دور الستة عشر للمونديال، في أسوأ مسيرة للفريق في البطولات الكبرى.

وعملت كيلغور في منصب المدرب المساعد للمنتخب الأميركي في آخر عام ونصف العام، بعدما أصبحت عام 2021 أول سيدة مولودة في الولايات المتحدة تحصل على رخصة التدريب الاحترافية لكرة القدم بالولايات المتحدة. وقال مات كروكر المدير الرياضي للمنتخب الأميركي “نحن جميعا في المنتخب الأميركي نشكر فلاتكو على إخلاصه للمنتخب الوطني للسيدات في أخر أربعة أعوام”.

وأضاف “فلاتكو عمل دون كلل من أجل هذا الفريق وكان قائدا قويا وإيجابيا لبرنامج الكرة النسائية الخاص بنا، نحن ممتنون لكل شيء ساهم به للكرة الأميركية، وندرك أن أمامه مستقبلا مشرقا في الرياضة”.

وتوج أندونوفسكي بلقب الدوري الأميركي للسيدات مع فريق كانساس سيتي في 2019 بعد أشهر من تتويج المنتخب الأميركي بلقبه الثاني على التوالي في بطولة كأس العالم تحت قيادة جيل إيليس.

وقال مارك بولينغهام الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي إن مؤسسته سترفض أي محاولة أميركية للتعاقد مع ويغمان. وأصبحت ويغمان (53 عاما) أول مدربة في التاريخ تقود منتخبين مختلفتين للفوز بأمم أوروبا، حيث توجت مع المنتخب الهولندي باللقب في 2017 ومع إنجلترا في الصيف الماضي.

وأعرب إيدي هاو المدير الفني لفريق نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم عن أمله في أن يكمل المنتخب الإنجليزي للسيدات التتويج بالثنائية من خلال الفوز ببطولة كأس العالم. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية أن المنتخب الإنجليزي للسيدات بقيادة مدربته ويغمان سيواجه المنتخب الإسباني ويأمل الفريق في إضافة لقب كأس العالم إلى لقب بطولة أمم أوروبا التي حققها العام الماضي.

وبسؤاله عما إذا كان نجاح المنتخب الإنجليزي للسيدات سيفيد كرة القدم بشكل عام في البلاد، قال هاو “بكل تأكيد، لا يوجد لدي شك في هذا الشأن”. وأضاف “عندما تنظر إلى الأشخاص الذين أتعامل معهم بشكل يومي في ملعب التدريب أو حول نيوكاسل، الكثير منهم فتيات من مشجعات نيوكاسل، من الرائع رؤية هذا”.

وأردف “الكثير من هذا يرجع إلى نجاح فريق السيدات مؤخرا، وربما يستمر ذلك لفترة طويلة لأننا نريد أن تصبح رياضة كرة القدم للجميع”.

تحقيق التوازن

وأكد “كنت في نهائي أمم أوروبا للسيدات وأحببت التجربة. الأجواء كانت مذهلة. اصطحبت لاعبي فريقي للمباراة وأحبوها. إنها واحدة من أفضل ذكرياتهم”. وأكمل “بالتأكيد أتمنى أن يفزن بالكأس. الفوز بكأس العالم بعد اليورو سيكون إنجازا مذهلا لنفس المجموعة من اللاعبات والمدربة، لذلك أتمنى للمنتخب الإنجليزي للسيدات الأفضل”.

وأعرب الهولندي إيريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد عن فخره بمواطنته ويغمان حيث قدم دعمه لها ولفريقها. وقال “إنه أمر رائع، مدربة هولندية تقوم بعمل رائع لإنجلترا. لذلك، أنا فخور بها وأنا مشجع للمنتخب الإنجليزي للسيدات وأتمنى أن يتوج الفريق باللقب”.

قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن بطولة كأس العالم للسيدات حققت أكثر من 570 مليون دولار إيرادات ومكنت فيفا من تحقيق التوازن بين النفقات والإيرادات رغم زيادة الجوائز المالية عشرة أضعاف مقارنة بنسخة 2015.

وقال المسؤول السويسري في خطاب نموذجي، إن النسخة التاسعة من البطولة كانت “الأفضل والأعظم والأكبر”، وأيد قرار زيادة قيمة الجوائز المالية وتوسعة البطولة من 24 إلى 32 منتخبا.

وقال إنفانتينو أمام مؤتمر كرة القدم للسيدات “تعالت بعض الأصوات، فهل سيكلف ذلك الكثير؟ نحن لا نحقق عائدات كافية، وعلينا أن ندعمها. وكان رأينا، حسنا إذا اضطررنا إلى الدعم فسنقدم الدعم، لأنه يتعين علينا القيام بذلك، لكن في الواقع، حققت هذه البطولة إيرادات تزيد عن 570 مليون دولار أميركي وهكذا حققنا التوازن بين الإنفاق والإيرادات. لم نخسر أي أموال وحققنا ثاني أعلى دخل لأي رياضة إلى جانب بطولة كأس العالم للرجال بالطبع”.

وكانت تلك واحدة من المقارنات القليلة مع كرة القدم للرجال في خطاب إنفانتينو. ولا تزال جوائز بطولة كأس العالم للرجال في قطر التي تبلغ قيمتها 440 مليون دولار أكثر بكثير من 152 مليون دولار التي تتقاسمها منتخبات النساء في أستراليا ونيوزيلندا.

وقال إنفانتينو “أقول لجميع السيدات إن لديكن القدرة على التغيير، اخترن المعارك المناسبة، اخترن المعارك المناسبة فقط وواصلن في الدفع وحافظن على الزخم والحلم ودعنا نذهب حقا لتحقيق المساواة الكاملة.

ليس فقط الأجر في بطولة كأس العالم، وهو شعار يظهر بين الحين والآخر”. وأضاف “الأجر المتساوي في بطولة كأس العالم، نحن نسير في هذا الاتجاه بالفعل. لكن هذا لن يحل أي شيء (…) لأنه شهر واحد كل أربع سنوات ويشارك فيه عدد قليل من اللاعبات بين آلاف وآلاف من اللاعبات”.

وستلعب إنجلترا مع إسبانيا في نهائي بطولة كأس العالم للسيدات في سيدني الأحد.