منتجات عاملة بالذكاء الاصطناعي تتميز بالتكامل العميق

روبوتات المرافقة تجتذب انتباه المستثمرين.
الأحد 2025/01/19
روبوتات المهام الإنسانية

تزايد اهتمام المستثمرين في الآونة الأخيرة بروبوتات المرافقة العاملة بالذكاء الاصطناعي التي تستهدف توفير الدعم والمساعدة للأفراد، خاصة في مجالات الرعاية الصحية، التعليم، والتفاعل الاجتماعي كمساعدة المسنين ورعاية الأطفال، ما يجعلها حلا مبتكرا للتعامل مع التحديات الاجتماعية في المجتمعات المعاصرة.

شنتشن (الصين) - اجتذب روبوت عامل بالذكاء الاصطناعي طورته شركة صينية مؤخرا، وهو قادر على مراقبة الأطفال بالليل وتنبيه الآباء بشأن المخاطر المحتملة على الصحة العقلية للأطفال، استثمارات بقيمة عشرات الملايين من اليوان في جولة تمويلية من “المستثمرون الملائكة”.

وأوضح مطور الروبوت، شركة شيوانيوان المحدودة للتكنولوجيا بشنتشن، أن المنتج يتميز بالتكامل العميق بين التعرف على المشاعر ومعالجة المعلومات الشخصية، الأمر الذي يوفر تجربة مرافقة ذات قيمة عاطفية عالية ويضفي حيوية جديدة على الخيارات الحالية لمنتجات المرافقة العاملة بالذكاء الاصطناعي في السوق.

وتُعتبر هذه الشركة نموذجا مصغرا للتطور السريع والاعتراف واسع النطاق بصناعة المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي في الصين خلال السنوات الأخيرة. وأظهر تقرير صدر مؤخرا عن معهد تينسنت للأبحاث أنه مقارنة بالأسواق الأوروبية والأميركية تتمتع صناعة المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي في الصين بـ”أرض أكثر خصوبة” للتطبيق واسع النطاق.

وجاء في التقرير أن 4.6 في المئة فقط من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن احتياجاتهم بشأن المرافقة قد تمت تلبيتها بالكامل حاليا، حيث يواجه غالبيتهم مآزق اجتماعية مختلفة، مشيرا إلى أن 48 في المئة من المشاركين قلقون بشأن التأثير على مزاج الشخص الآخر عند مشاركة المشاعر السلبية معه، وهو أحد أكثر التحديات الاجتماعية شيوعا التي يواجهونها.

وفي الوقت نفسه، أعرب 79 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن توقعات عالية في ما يتعلق بالمرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي، معتقدين أن مثل هذه المنتجات يمكن أن تسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم دون القلق بشأن مشاعر الشخص الآخر، وبالتالي توفير بيئة أكثر ملاءمة للتعبير عن المشاعر السلبية.

وتوفر المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي إمكانات محسنة لتلبية احتياجات الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة. فعلى سبيل المثال، لدى جيانغ شياو شيا، وهي امرأة مقيمة في مدينة شنتشن بجنوبي الصين، ابن يبلغ من العمر 8 سنوات ولديه فضول كبير بشأن العالم. وقالت جيانغ إن ابنها عادة ما يطرح كل أنواع الأسئلة الغريبة التي لا تستطيع الإجابة عليها، ولكنهم اشتروا له روبوت مرافقة للدردشة معه.

♦ المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي توفر إمكانات محسنة لتلبية احتياجات كبار السن والأطفال وذوي الاحتياجات الخصوصية

ومن وجهة نظر المطلعين على الصناعة، لا تزال روبوتات المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي الموجودة حاليا في السوق متجانسة نسبيا، إذ يعد معظمها “مكبرات صوت ذكية” تشكل حوارات باستخدام نماذج كبيرة. ومن المتوقع أن يصبح التفاعل العاطفي مسار التطوير التالي لروبوتات المرافقة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مما يبشر بموجة جديدة من التمويل وريادة الأعمال.

وفي نوفمبر 2023، أكملت شركة لوهبوه المحدودة للتكنولوجيا الذكية بشانغهاي (روبوبويت) جولة تمويلية بقيمة عشرات الملايين من اليوان. ويتم وصف منتجها الأول على أنه “لعبة ذكاء اصطناعي عصرية”، مع اكتمال الجولات الثلاث الأولى من تصميم وتطوير النموذج الأولي للمنتج بالفعل، ومن المتوقع أن يتم الإطلاق والإنتاج الضخم في عام 2025.

ومع ذلك، يحذر العديد من خبراء الصناعة من أنه لا يزال من الصعب للغاية على الذكاء الاصطناعي أن يتصرف تماما مثل الإنسان، وأنه لا يزال هناك العديد من الجوانب الفنية التي تحتاج إلى تطوير، ولكن يوفر هذا أيضا آفاقا واسعة النطاق لتطوير السوق.

من جانبه، قال يانغ جيان بوه، مؤسس شركة “كي آي” المحدودة للتكنولوجيا في بكين، إن تطور الكائنات الحية له خصائص خاصة، ويشهد الذكاء الاصطناعي حاليا صعوبة في توفير شعور حقيقي، لكن الروبوتات لديها ميزة تتمثل في أنها تستطيع فهم البشر من أبعاد أكثر والاستجابة لهم، كما أنها أكثر استقرارا. ويرى يانغ أن روبوتات الذكاء الاصطناعي ستتعايش بشكل عضوي مع الحيوانات الأليفة والبشر.

وفي هذا الصدد، سلط تقرير بحثي صادر عن منصة الوسائط 36Kr، الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تحويل جميع جوانب قطاع التصنيع تقريبا، من تصميم المنتج إلى التصنيع وإدارة العمليات. وأوضح التقرير أنه في تصميم المنتج يتمكن الذكاء الاصطناعي من تعزيز قدرات المحاكاة وتحسين كفاءة التصميم ودقته. وفي التصنيع يتيح الذكاء الاصطناعي جمع البيانات ومعالجتها وتنفيذها في الوقت الفعلي، ما يعزز جودة الإنتاج مع خفض التكاليف.

وفي ما يتعلق بالإدارة التشغيلية، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز الكفاءة في مجالات مثل إدارة سلسلة التوريد وتوقع المبيعات والتسويق وتحسين سير العمل عبر سيناريوهات مختلفة.

 

اقرأ أيضا: 

كلب روبوتي يسابق أمهر العدائين

روبوتات بشرية تدخل ماراثون بكين

13