ملف كأس العالم كل سنتين على طاولة النقاش مجددا

فيفا يسعى للإبقاء على آمال اقتراحه في القمة الدولية.
الاثنين 2021/12/20
قرار صعب

يعقد الاتحاد الدولي لكرة القدم قمة افتراضية الاثنين لمناقشة اقتراح إقامة كأس العالم مرّة كل سنتين، بدلا من النظام الحالي القائم على مرة كل أربع سنوات. وقد قوبل هذا الاقتراح بمعارضة واسعة من دوريات ولاعبين ومشجعين، لكنه تلقى دعما ملحوظا من الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 اتحادا من أصل 211 عضوا في الفيفا.

لوزان (سويسرا) - يعود الاقتراح الجدلي المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والمتعلق بإقامة كأس العالم مرة كل سنتين بدلا من النظام الحالي القائم على مرة كل أربع سنوات، إلى الطاولة اليوم، إذ تعقد الهيئة الدولية قمة عالمية افتراضية مع الاتحادات الأعضاء البالغ عددها 211.

ولن يكون هناك تصويت، لكن رئيس “فيفا” السويسري جاني إنفانتينو قال إن الهدف هو التوصل إلى إجماع. ولكن هل تريد الاتحادات الوطنية حقا المزيد من بطولات كأس العالم، أم أن الفكرة التي روّج لها الفرنسي أرسين فينغر محكوم عليها بالفشل؟ اقترح مدرب أرسنال الإنجليزي السابق الذي يشغل منصب مدير تطوير كرة القدم العالمية في فيفا، إقامة بطولة دولية كبرى كل عام، بالتناوب بين كأس العالم والبطولات القارية مثل كأس أوروبا وكوبا أميركا.

قال في حديث مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية في سبتمبر الماضي “لن تكون هناك مباريات أكثر من قبل. الفكرة متعلقة بتحسين وتطوير مستوى كرة القدم والبطولات، لا بالمال”.

وستشكل الفكرة تغييرا جذريا على الحدث العالمي، نظرا لأن مونديال الرجال يقام كل أربع سنوات منذ النسخة الأولى في عام 1930، تماما مثل السيدات منذ 1991.

لكن هذا التغيير المقترح لا يحظى بموافقة الكثيرين. إذ قاد الاتحادان الأوروبي (ويفا) وأميركا الجنوبية (كونميبول) المعارضة.

وقال قائد منتخب كرواتيا ولاعب وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش “لا أرى غاية من ذلك”، فيما عارضت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز بالإجماع هذا الاقتراح كما اعتبر أمين عام نقابة اللاعبين المحترفين (فيفبرو) التي تضم اتحادات أعضاء من 64 بلدا، الهولندي يوناس باير-هوفمان، أن حظوظ نجاح هذا الاقتراح ضئيلة جدا “هو ربما وُلد ميتا”.

في المقابل، دعم الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 عضوا، هذا الاقتراح بعد أن أعلن الشهر الماضي دعمه “قرار كونغرس الفيفا بإجراء دراسة جدوى”.

فرصة للظهور

الاتحادات الوطنية هل تريد حقا المزيد من بطولات كأس العالم، أم أن الفكرة التي روّج لها أرسين فينغر محكوم عليها بالفشل
الاتحادات الوطنية هل تريد حقا المزيد من بطولات كأس العالم، أم أن الفكرة التي روّج لها أرسين فينغر محكوم عليها بالفشل

لم يتم تحديد جدول زمني لتنفيذ اقتراح فيفا، لكنّ هناك إجماعا واسعا على أن جدول المباريات الدولية الذي يستمر على هذا النحو حتى العام 2024، بحاجة إلى الإصلاح.

وسيكون لتنظيم كأس العالم مرة كل سنتين عواقب على صحة اللاعبين، إذ حذرت “فيفبرو” مرارا من المخاوف نظرا للجهود التي سيبذلها اللاعبون في روزنامة مزدحمة.

وستكون هناك عواقب اقتصادية أيضا، وقد تنشأ مشكلات محتملة إذا لم تكن الأندية مستعدة لتحرير لاعبيها لبطولة دولية كل عام. إلا أن فكرة فينغر تكمن في إقامة التصفيات على فترة نافذتين دوليتين فقط في العام، في أكتوبر ومارس، الأمر الذي سيساعد الأندية على الإفادة من لاعبيها بدلا من تحريرهم لأربع أو خمس مرات في السنة. وقال في نوفمبر الماضي “العديد من اللاعبين لا يحظون بفرص كافية للتطور”.

وقال الفرنسي إن كأس العالم هي بمثابة “نافذة فريدة” للاعبين لتقديم أوراق اعتمادهم لكنه أشار إلى أن “133 دولة لم تشارك قط” في العرس الكروي. قد يرد المعارضون أنه سيكون هناك المزيد من الفرص في المستقبل على أي حال، إذ سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 48 بدلا من 32 اعتبارا من نسخة العام 2026.

كما يدعي فيفا أن هذا الاقتراح يلقى ترحيبا من المشجعين، إذ نشر الجمعة نتائج استطلاع شمل أكثر من 30 ألف شخص “قالوا إن كرة القدم هي رياضتهم المفضلة”.

وأظهر الاستطلاع أن نسبة 63.7 في المئة ترغب في إقامة مونديال الرجال كل سنتين، و52.4 في المئة أيدت الفكرة لدى السيدات.

ونظرا إلى أن أصوات الاتحادات الأعضاء متساوية، فمن المحتمل أن يكون هناك دعم كاف للمشروع لطرح التصويت عليه في كونغرس الفيفا المقبل في الحادي والثلاثين من مارس في الدوحة.

وفي غضون ذلك، أصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مؤخرا تقريرا قدّر أن المزيد من بطولات كأس العالم سيؤدي إلى عجز إجمالي على مدى أربع سنوات يتراوح بين 2.5 و3 مليارات يورو (2.8 إلى 3.4 مليار دولار).

يرى الاتحاد الدولي أن إقامة كأس العالم مرّة كل سنتين ستحقق المزيد من الأرباح التي يمكن توزيعها على الاتحادات في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية التي تعتمد على الدعم المالي من فيفا أكثر من البطولات الأوروبية الثرية.

ويرغب السويسري إنفانتينو رئيس فيفا في أن يجعل “كرة القدم عالمية بالفعل” وإتاحة البطولة أمام مشاركة الدول الصغيرة، الأمر الذي سيبدأ فعليا اعتبارا من مونديال 2026 مع رفع عدد المنتخبات المشاركة من 32 إلى 48.

وقال هذا الأسبوع في الدوحة على هامش بطولة كأس العرب في العاصمة القطرية إنه “عندما ننظر عن كثب، نرى أن كرة القدم ذات المستوى العالي محصورة إلى حد كبير في مجموعة صغيرة من البلدان…من واجبنا أن نقلص هذه الفجوة”.

لم يصل أي منتخب غير أوروبي أو من خارج أميركا الجنوبية إلى المباراة النهائية في كأس العالم. ستكون النسخة المقبلة في قطر عام 2022 الأولى التي تقام في الشرق الأوسط وفي بلد عربي، في حين استضافت بلدان منضوية تحت الاتحادين الأوروبي للعبة (ويفا) والأميركي الجنوبي (كونميبول) 16 من أصل 22 نسخة منذ العام 1930.

ولا يريد إنفانتينو فقط نسخا أكبر من البطولة الدولية، بل أيضا بلدان مضيفة بالشراكة أكثر، ويقول في هذا الصدد “راهنا، تمرّ 24 سنة من دون أن تستضيف قارة نهائيات كأس العالم، هذه فترة تتخطى جيلا كاملا”.

تطوير العلاقات

Thumbnail

للإطاحة بقرار فيفا، يعمل على تطوير العلاقات مع كونميبول. أعلن هذا الأسبوع أن لندن ستستضيف النسخة الأولى من المواجهة بين المنتخبين الإيطالي، الفائز بالنسخة الأخيرة من كأس أوروبا، والأرجنتين، المتوج بلقب كوبا أميركا، في الأوّل من يونيو 2022.

كما أكد الجمعة أنه يعمل على فكرة تقضي بانضمام منتخبات أميركا الجنوبية، البالغ عددها 10، إلى دوري الأمم الأوروبية اعتبارا من العام 2024، أو بمعنى آخر مونديال مصغّر، علما أن أي منتخب من خارج أوروبا أو أميركا الجنوبية فاز بكأس العالم منذ تأسيسيها عام 1930.

19