ملف الصفقات يشوه مسيرة خوان لابورتا في برشلونة

مدريد - يواجه خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، عددا من الاتهامات التي تلاحقه منذ بداية ولايته الثانية مع العملاق الكتالوني في أوائل عام 2021. ويسابق لابورتا ومعاونوه الزمن لمواجهة الأزمة المالية التي تؤثر على فرص تعزيز الفريق بصفقات قوية، وكذلك قيد اللاعبين في قائمة الفريق. وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “آس” الإسبانية إحصائية تدين خوان لابورتا في ملف الصفقات. ولفتت إلى أن لابورتا تعاقد في ولايته الثانية مع 24 لاعبا لم يبق منهم سوى 8 لاعبين فقط في صفوف الفريق هذا الموسم.

ويتبقى من صفقات لابورتا كل من كوندي وكريستنسن وإنيجو مارتينيز ورافينيا وليفاندوفسكي وفيران توريس وفيتور روكي وإلكاي غوندوغان الذي يتردد بقوة أنه بصدد العودة مجددا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي. ويذكر أن البارسا دعم صفوفه بلاعبين فقط هذا الصيف هما باو فيكتور مهاجم جيرونا وداني أولمو لاعب لايبزغ الألماني.

تتزايد التكهنات حول رغبة برشلونة في التعاقد مع البرتغالي رافائيل لياو، جناح ونجم ميلان، في ظل سعي النادي الكتالوني لتدعيم مركز الجناح الأيسر. وحدد برشلونة نيكو ويليامز، جناح أتلتيك بيلباو والمنتخب الإسباني، كهدف رئيسي للتعاقد معه خلال الصيف الجاري، خاصة بعد التألق غير العادي للاعب مع اللاروخا ومساهمته الكبيرة في الفوز بلقب يورو 2024. وتمسك بيلباو ببقاء اللاعب، بينما أبدى ويليامز رغبته في البقاء أيضا من خلال تصرفاته بعدم الضغط على ناديه أو إظهار رغبة واضحة في الانتقال، ليتجه البارسا إلى خيارات أخرى.وأظهر برشلونة رغبة في التعاقد مع لياو ليقود الجبهة اليسرى، حيث يراه خوان لابورتا، رئيس النادي الكتالوني، أفضل خيار واللاعب المثالي لقيادة آمال الفريق في العهد الجديد لهانزي فليك.

ووصفت الصحافة الإسبانية هذه الرغبة بأنها خطوة من لابورتا للرد على عملية انتقال النجم كيليان مبابي إلى ريال مدريد، والتي حدثت هذا الصيف بعد نهاية عقد الفرنسي مع باريس سان جرمان. وأراد لابورتا ضم رافا في محاولة لإشعال حماس الجماهير، بعد موسم عاصف انتهى بوداع تشافي وتوقيع الغريم التقليدي مع أحد أفضل لاعبي العالم. ويعرف برشلونة جيدا الإمكانيات التي يمتلكها اللاعب البرتغالي لياو، حيث يمتاز بالعمل الفردي ومهاراته التي تمكنه من المرور من خصومه، إلى جانب سرعته داخل الملعب والعمل الجماعي مع بقية المجموعة أيضا.

ويبدو أن رئيس برشلونة يحاول دائما استثارة مشاعر جماهير البارسا من خلال إطلاق العنان في الصفقات المستحيلة. وسبق أن ارتبط لياو ببرشلونة في فترة سابقة أيضا، لكن الصفقة لم تتم، لاسيما وأن الفريق الكتالوني يواجه معاناة مادية كبيرة في السنوات الأخيرة، وبالكاد يتمكن من إبرام صفقات يواجه فيها صعوبات كبيرة من أجل تسجيلها.

وهذا الصيف عانى برشلونة من أجل تسجيل لاعبيه، فلم ينجح في تسجيل إينيجو مارتينيز في اللحظات الأخيرة قبل مواجهة فالنسيا الماضية، بينما لم يتمكن من تسجيل لاعبه الجديد داني أولمو. وسعى البارسا لتسجيل أولمو في الساعات الأخيرة، وذلك من خلال السماح لإلكاي جوندوجان، نجم وسط الفريق، بالرحيل مجانا إلى مانشستر سيتي، وذلك من أجل توفير راتبه لكي يقدر النادي على تسجيل أولمو.

ما يجعل انتقال لياو إلى برشلونة هو مجرد حلم ومستحيل تحقيقه أيضا، هو امتلاك الجناح لشرط جزائي في عقده مع الروسونيري، بقيمة 175 مليون يورو، ولن يقدر البارسا على دفعه حاليا. وبالتالي سيكون على النادي التفاوض مع ميلان على تخفيض قيمة الصفقة، وهو أمر يعد مستحيلا حاليا أيضا، حيث يتمسك النادي الإيطالي ببقاء لياو، ولن يسمح برحيل أحد أهم لاعبي الفريق.

ومن ناحية أخرى يبدو من الصعب جدا أن يفرط ميلان في لاعب مهم وعمود أساسي للفريق بعد بداية الموسم، لصعوبة تعويضه. وقالت تقارير صحفية إن ميلان يعتبر الجناح البرتغالي غير قابل للبيع، بل ولا يهتم حتى باللاعبين الذين يرغب نادي برشلونة في تضمينهم في الصفقة لتخفيض السعر مثل كريستنسن وتوريس وإينيجو وأليخاندرو بالدي.

ويبدو أن اتجاه برشلونة إلى محاولة التعاقد مع فيديريكو كييزا، جناح يوفنتوس، هو الخيار الأكثر واقعية. فمن ناحية، خرج اللاعب من مشروع يوفنتوس وتم تجميده واستبعاده من المشاركة في الفترة التحضيرية وبمباريات الموسم الجديد، من أجل إجباره على الرحيل، وهو ما يسهل مهمة البارسا لضمه.

ومن ناحية أخرى، يرغب يوفنتوس في الحصول على 15 مليون يورو فقط مقابل بيعه، بينما تشير تقارير جديدة إلى أن اليوفي منفتح على تخفيض القيمة المطلوبة لتفادي فشل رحيله، ومن ثم رحيله مجانا في نهاية الموسم. أما البارسا فيعمل على تخفيض القيمة أكثر من أجل الاستفادة بضمه مقابل أقل سعر، وسيكون ضمه خيارا واقعيا جدا، خاصة وأن النادي سيكتسب لاعبا مميزا يمتلك المهارات اللازمة للعب في مركز الجناح.

وسلطت وسائل الإعلام الإسبانية الضوء على أبرز التحديات التي يواجهها لابورتا في الفترة الحالية، وتهدّد موسم فريقه كثيرا، وفي مقدمتها مواجهة الترسانة الهجومية لنادي ريال مدريد تحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، طوال الأشهر التسعة القادمة، خاصة بعد وصول النجم الفرنسي كيليان مبابي إلى صفوف النادي الملكي في سوق الانتقالات الصيفية الجارية، في صفقة انتقال حر، عقب نهاية عقده مع فريق باريس سان جرمان في شهر يونيو الماضي.

التحدي الثاني الذي يقف عائقا أمام نادي برشلونة هو الأزمة الاقتصادية التي يعانيها البلاوغرانا منذ سنوات عدة، حيث تواصل إدارة النادي برئاسة لابورتا مناوراتها بعدما قامت بتفعيل الرافعات الاقتصادية من خلال بيع جزء من أستوديوهات الفريق قبل عامين مقابل 400 مليون يورو، ولكن بطريقة وهمية، ويأتي ذلك في ظل تساهل الرقابة المالية من قبل رابطة الليغا، على حد تعبير الصحيفة، ولكنها لم تحصل على الأموال بعد من هذه العملية، لذلك يسابق لابورتا الزمن في الوقت الحالي من أجل إيجاد بديل لدفع تلك المبالغ المالية التي كان يتوقع وصولها سابقا.