ملفات تعريف الارتباط تفهم رغبات رواد الإنترنت أكثر من الرواد أنفسهم

دراسة تؤكد أن 89 بالمئة من المواقع الحكومية الرسمية تحتوي على تقنية تتبع الإعلانات التابعة لجهات خارجية.
الاثنين 2019/05/27
البيانات الشخصية هي الهدف

لندن - يتلقى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عروضا إعلانية أو مقترحات لإضافة أشخاص أو الانضمام لصفحات معينة وقد يبدو الأمر في البداية طبيعيا لكن مع الوقت يصبح الأمر مريبا بالنسبة للبعض خاصة مع تكرر نوع معين من الإعلانات التي يلاحظ المستخدم أنها تتطابق مع اهتماماته أو رغباته أو مشاريعه كرغبته في شراء أثاث لغرفة النوم أو تغيير أثاث غرفة الجلوس أو إدخال تعديلات على ديكور المنزل أو شراء ملابس أو إكسسوارات أو حتى التخطيط لتلقي دروس في لغة معينة أو ممارسة رياضة معينة أو نشاط ثقافي ما.

يطرح هذا الأمر مسألة التطفّل على حياة رواد السوشيال ميديا وانتهاك حرمة بياناتهم الشخصية، فالبعض يشعر بالفعل أن البعض من المواقع الإلكترونية أو برامج الإنترنت تتجسس عليه ما يزيد من هواجسه بشأن استعمال المنصات الاجتماعية بمختلف أنواعها أو غيرها من المواقع الإلكترونية.

وتعد معرفة رغبات الأشخاص وميولاتهم من الميزات التي توفرها ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) على الإنترنت، ويرى كثيرون أن هذه الخاصية تمكن الشركات والوسطاء والمواقع الإلكترونية من معرفة الزبائن المحتملين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أكثر مما يعرفون أنفسهم مما يوفر لهم أفضلية في طرح خدماتهم.

وبفضل ملفات تعريف الارتباط أصبح بإمكان موفري البيانات تلقي المعلومات من كل جزء من حياة المستخدم كنشاطه على الإنترنت والأماكن التي يزورها والمتاجر التي يتصفحها والأشياء التي يشتريها أو التي تعجبه، وحتى من نشاط أصدقائه ورغباتهم.

ويقول ستيوارت أ. طومسون، مدير الجرافيك في قسم الآراء بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه “لا يقتصر الأمر على ما يعرفه المعلنون عن سلوكك السابق”. وأوضح أن مقدمي البيانات يزعمون أنهم يستطيعون التنبؤ بالأشياء التي لا يكشف عنها المستخدم بشكل مباشر، بما في ذلك ما سيفعله في المستقبل.

وتستعمل البعض من الشركات المتخصصة هذه المعطيات والتفاصيل في الحملات الانتخابية والدعاية السياسية إلى جانب الشركات التجارية، كما توظفها في دعم مرشح ما أو التأثير على التصويت وتغيير النوايا.

مقدمو البيانات يزعمون أنهم يستطيعون التنبؤ بالأشياء التي لا يكشف عنها المستخدم بشكل مباشر، بما في ذلك ما سيفعله في المستقبل

وتؤكد شوشانا زوبوف، الأستاذة بكلية التجارة بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب “عصر رأسمالية المراقبة”، أن “شركات المراقبة تتعلم دفع السلوك البشري وإقناعه وتوليفه وقطعه في الاتجاه الذي ترغب في الذهاب إليه من أجل النتائج التجارية لعملائها من الشركات”.

وكشفت دراسة حديثة أن مواقع حكومات دول الاتحاد الأوروبي تحتوي على كمّ هائل من ملفات تعريف الارتباط التجارية من غوغل وشركات أخرى، باستثناء مواقع تابعة لإسبانيا وألمانيا وهولندا.

وبينت الدراسة، التي قامت بها شركة تعمل في مجال الخصوصية الإلكترونية، أن 89 بالمئة من المواقع الحكومية الرسمية تحتوي على تقنية تتبع الإعلانات التابعة لجهات خارجية.

ووفق الدراسة فإن ملفات تعريف الارتباط كانت منتشرة على نطاق واسع في مواقع خدمات الصحة العامة حيث وجد أن 52 بالمئة من المواقع التي تم اختبارها تحتوي على متتبعات تجارية.

وطرح ذلك أمر مسؤولية الحكومات في ضمان الامتثال التام لقواعد حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي.

وأخضع الجدل حول استغلال ملفات تعريف الارتباط للبيانات الشخصية للمستخدمين وفضائح انتهاك الخصوصية شركات التكنولوجيا التي توجد مقراتها في وادي السيليكون إلى زيادة التدقيق العام ما جعلها مجبرة على اتباع المزيد من الشفافية في الخدمات التي توفرها.

وأعلنت شركة غوغل، في وقت سابق من الشهر الحالي، أنها تعتزم قريبا إطلاق أدوات جديدة تمنح المستخدمين مزيدا من التحكم في التخلص من ملفات تعريف الارتباط على مختلف الخدمات التي توفرها.

Thumbnail

 وسوف يظهر الملف الشخصي للمستخدمين في الزاوية العليا اليمنى من خدمات غوغل  كالتخزين السحابي والدفع الإلكتروني وغيرها.  كما ستطلق غوغل  ميزة معاينة وحذف سجل البحث إلى خدمات أخرى، غير محرك البحث، كخرائط غوغل ومساعد غوغل وموقع يوتيوب.

واتبعت شركة آبل خطوات غوغل في سياق المزيد من ضمان خصوصية المستخدمين. وأعلنت آبل أن المحرك “ويب كيت” الخاص بمتصفح الويب التابع لها سفاري سيطلق تقنية جديدة لتتبع نقرات الإعلانات تضمن عدم تحديد هوية المستخدمين على نحو دقيق من أجل الحفاظ على خصوصية المستخدمين حيث ستسمح التقنية الجديدة لتلك المواقع فقط بالمشاركة في قياس النقرات وليس أي جهات خارجية “غير شفافة”.

وذكر تقرير نشره موقع “البوابة العربية للأخبار التقنية” المتخصص في أخبار التكنولوجيا أنه من خلال ملفات تعريف الارتباط يمكن للمواقع إنشاء ملفات داخل جهاز المستخدم بهدف تخزين معلومات معينة لتحديد سلوكه على الإنترنت.

12