ملعب "غوديسون بارك" يودع منافسات كرة القدم للرجال بعد تاريخ حافل بالنجاح والدراما

"براملي مور دوك" الملعب الجديد لفريق إيفرتون الإنجليزي لكرة القدم.
الأحد 2025/05/18
ملعب تاريخي

سينتقل فريق إيفرتون الإنجليزي لكرة القدم إلى ملعبه الجديد "براملي مور دوك" مودعا ملعبه القديم "غوديسون بارك" الذي استضاف أبرز مباريات النادي لفترة طويلة.

لندن - يستعد ملعب «غوديسون بارك» الملقب بالـ”السيدة العجوز الكبرى” لتوديع منافسات كرة القدم للرجال، ذلك عندما يرحل فريق إيفرتون الإنجليزي لكرة القدم، لملعبه الجديد في “براملي مور دوك”. ومن المقرر أن يصبح ملعب «غوديسون بارك» هو الملعب الرئيسي لفريق السيدات بداية من الموسم المقبل. واستضاف «غوديسون بارك»، الملعب الرئيسي لفريق إيفرتون لفترة طويلة، مباريات للدوري الممتاز، أكثر من أيّ ملعب آخر في إنجلترا.

وكان ذلك الملعب هو المكان الذي تعرض فيه بيليه للضرب والاصطدام قبل أن يخسر مباراة كأس العالم مع البرازيل للمرة الوحيدة في تاريخه. كما شهد فوز الفريق بثماني بطولات في الدوري الإنجليزي، وأيضا شهد العديد من اللحظات المشحونة بالتوتر والدراما التي نجح فيها الفريق في النجاة من الهبوط من الدوري الممتاز.

وسيرحل إيفرتون عن «غوديسون بارك» بنهاية الموسم الجاري للانتقال لملعبه الجديد «براملي مور دوك»، والذي يتسع لـ53 ألف مشجع. وستكون زيارة فريق ساوثهامبتون اليوم الأحد هي آخر مباراة تقام على الملعب الرئيسي لفريق إيفرتون لمدة 133 عاما، وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة من خلال ما يسميه إيفرتون بـ”حفل نهاية حقبة” بعد ذلك.

ولم يكن «غوديسون بارك» دائما هو الملعب الرئيسي لإيفرتون. وكان «غوديسون بارك»هو الملعب الرئيسي لإيفرتون في ثمانية من تسعة مواسم توج فيها بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأصبح إيفرتون ناديا محترفا ولعب أول مباراة له في أنفيلد – الملعب الحالي لجاره ليفربول – في الفترة من 1884 إلى 1892. وكان أول لقب توج به إيفرتون في موسم 1891 في أنفيلد، حيث كان يتابع مباريات إيفرتون عدد جماهير يصل إلى 20 ألفا.

ولكن خلافا مع رئيس إيفرتون آنذاك، الذي كان يمتلك الأرض، دفع مسؤولي النادي إلى شراء قطعة أرض تقع مقابل متنزه ستانلي مباشرة، وبناء ملعب جديد وهو ملعب «غوديسون بارك». وافتتح الملعب عام 1892، واستضاف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعدها بعامين، وفي 1924، واستضاف مباراة بيسبول ودية بين شيكاغو وايت سوكس ونيويورك جيانتس. ويعد ملعب «غوديسون بارك» مثالا مشهورا على تصميم أعظم مهندس معماري في السنوات الأولى لكرة القدم، وهو أرتشيبالد ليتش.

وبدأ المهندس المعماري الأسكتلندي، الذي صمم العشرات من الملاعب لكرة القدم والرغبي في أوائل القرن العشرين، عمله مع إيفرتون من خلال مدرج غوديسون رود عام 1909. وقد تمت مقارنة هذا البناء الضخم شعبيا بسفينة المحيط الشهيرة “موريتانيا”. ويبلغ عمر المدرج الرئيسي في شارع بولنز الآن 99 عاما، ولا يزال يحتفظ بميزة ليتيش المميزة، وهي العوارض المتقاطعة على شرفة الدرجة العليا.

◙ ملعب "غوديسون بارك" يعد مثالا مشهورا على تصميم أعظم مهندس معماري في السنوات الأولى لكرة القدم

ولعب بيليه 14 مباراة في أربع نسخ مختلفة بكأس العالم في الفترة من 1958 إلى 1970، وخسر مباراة واحدة فقط كانت في ملعب "غوديسون بارك". وكان المنتخب البرازيلي يخوض مبارياته في دور المجموعات بكأس العالم 1966 في ملعب "غوديسون بارك"، وكان نجم الفريق، الحامل للقب مرتين، بيليه، هدفا لمعاملة عنيفة من المنافسين.

وسجل بيليه هدفا في الفوز الافتتاحي 2 – 0 على بلغاريا، لكنه تعرض لإصابة أجبرته على عدم المشاركة في المباراة ضد المجر، التي فازت 3 – 1. وعاد بيليه للمشاركة في مباراة حاسمة أمام المنتخب البرتغالي بقيادة إيزيبيو ومرة أخرى تتم إعاقته بشكل متكرر. وفاز المنتخب البرتغالي 3 – 1، وودع المنتخب البرازيلي البطولة وسط أنظار بيليه الحزينة وهو يتفقد أرجاء ملعب «غوديسون بارك."

واستضاف "غوديسون بارك" مباراة ملحمية في دور الثمانية، حيث تقدمت كوريا الشمالية بثلاثة أهداف مبكرة قبل أن يسجل إيزيبيو أربعة أهداف، ليحقق المنتخب البرتغالي الفوز 5 – 3، ثم استضاف مباراة في الدور نصف النهائي التي، وبشكل مثير للجدل، لم تشهد مشاركة إنجلترا. قام الاتحاد الدولي لكرة القدم، بقيادة رئيسه الإنجليزي ستانلي روس، بنقل مباراة إنجلترا والبرتغال إلى ملعب ويمبلي، بينما استضاف «غوديسون بارك» مباراة فوز ألمانيا الغربية على الاتحاد السوفياتي. وقال إيزيبيو في 2009 أثناء زيارة إلى الملعب إن "غوديسون بارك" كان “أفضل ملعب لعبت فيه في حياتي.”

وبالنسبة إلى الكثيرين من جماهير إيفرتون، لا شيء يضاهي الأجواء التي حدثت في ملعب «غوديسون بارك»، الذي يلقب بـ”السيدة العجوز الكبرى”، عندما انتصر فريقهم على بايرن ميونخ ولوثار ماتيوس بنتيجة 3 – 1 في مباراة إياب الدور نصف النهائي لكأس الكؤوس الأوروبية. واهتز الملعب القديم بالفرح والارتياح عندما عاد إيفرتون من تأخره بهدفين ليفوز على ويمبلدون 3 – 2 في آخر يوم من موسم 1993 – 1994 ليستمر في الدوري الممتاز، وكرر الإنجاز مرة أخرى بعد أربع سنوات بتعادل 1 – 1 في الجولة الأخيرة مع كوفنتري، ما أبقى الفريق في الدوري بفضل فارق الأهداف.

وأعلن واين روني عن نفسه للعالم عندما شارك كبديل ليسجل هدفا في الدقيقة الأخيرة من تسديدة بعيدة المدى اصطدمت بالقائم وعانقت الشباك، لينهي سلسلة من 30 مباراة لم يخسر فيها أرسنال بالدوري في أكتوبر 2002. وكان هناك آخر مباراة ديربي ميسرسيسايد للرجال في "غوديسون بارك" في فبراير الماضي. سدد جيمس تاركوفسكي تسديدة قوية في سقف المرمى في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة ليتعادل إيفرتون مع ليفربول 2 – 2.

وسينتقل إيفرتون إلى "براملي مور دوك"، على الواجهة البحرية لليفربول ليبدأ اللعب فيه في الموسم القادم. والملعب الجديد أقيمت فيه بالفعل فعاليات اختبارية، ومن المقرر أن يستضيف مباراة بارزة في دوري الرجبي بين إنجلترا وأستراليا في الأول من نوفمبر القادم، كما سيكون أحد الملاعب المضيفة لبطولة أوروبا للرجال عام 2028.

وكانت الخطة الموضوعة لـ"براملي مور دوك" هو هدمه، ولكن ملاك إيفرتون الجدد - عائلة فريدكين من تكساس – أعلنوا هذا الأسبوع أن فريق السيدات، الذي يلعب في دوري السوبر الإنجليزي، سيلعب عليه مبارياته بداية من الموسم المقبل، وسينتقل من ملعب في والتون هال براك. ويتسع ملعب "غوديسون بارك" حاليا إلى 40 ألف متفرج تقريبا، وعلى الأرجح سيتم تقليصه.

17