مكانة غريزمان لا تتغيّر في صوف منتخب فرنسا

الدوحة - مع أنّ المهاجم أنطوان غريزمان لم يحرز أي هدف أو تمريرة حاسمة ضد أستراليا (4 -1)، لكنه تألق بين لاعبي الوسط المدافعين والثلاثي الهجومي في دور غير مسبوق له. وللدلالة على الدور الذي يقوم به، نوّه به زميله وقائد المنتخب الفرنسي الحارس هوغو لوريس "لقد وجدت أنه استمتع باللعب، ولعب للفريق، في وضع غير معتاد إلى حد ما، لكنه يحب أن يلمس الكرة، وقبل كل شيء يبذل الجهد مع الكرة أو من دونها".
هذا كان رأي زميله الآخر ماتيو غندوزي "إنه يقوم أيضا بتدخلات جيدة جدا، وقد يتمكن من لعب رقم 6 لاحقا! إنه لاعب رائع، بغض النظر عن المركز الذي سيلعب فيه، فهو سيساعد الفريق". في الكثير من الأحيان، لا ينظر مهاجم برشلونة السابق إلى الأثمان التي يدفعها. إنه اللاعب الفرنسي الذي ركض أكثر من غيره، باستثناء أدريان رابيو، وكان من أكثر العائدين إلى الخلف بـ"غرينتا" خيالية وتدخلاته المعتادة، ولعلّ الدليل الأبرز على مجهوده هو صبغ سرواله الأبيض باللون الأخضر كدليل على طاقته الكبيرة.
لعب غريزمان، صاحب القميص رقم سبعة، من دون التضحية بمهمته الأساسية كنقطة انطلاق نحو جيرو وعثمان ديمبيليه وكيليان مبابي. مع مبابي على وجه الخصوص، وجد اللاعب البالغ من العمر 31 عاما مساحات شاسعة بشكل متكرر، وهو ما كان بعيدا من التحقق في الأشهر الأخيرة.
سجل حافل
في مركزه المعتاد كمهاجم، شهد غريزمان انخفاضا في تأثيره مؤخرا، لاسيما لأن أسلوبه في اللعب ونشاطه كانا في بعض الأحيان مشابهين للمجهود الذي يقدمه أيضا كريم بنزيمة، المهاجم الأساسي المفترض في كأس العالم، قبل انسحابه بسبب الإصابة.
وقال المدرب ديدييه ديشامب بعد الفوز المونديالي الأول "إنه لاعب يمكن أن يجد نفسه في الوسط، إنه يحب ذلك، إنها ليست تضحية بالنسبة إليه"، مضيفا "حجم أنطوان يعطي التوازن للاعبين الثلاثة المهاجمين". يحب المدرّب عادة هذا النوع من اللاعبين ذوي الطاقة الإيجابية.
الإحصائيات مذهلة: خاض غريزمان مباراته الـ68 على التوالي مع منتخب فرنسا، دون أن يغيب عن أي منها منذ صيف 2017، وهو رقم قياسي لمنتخب فرنسا يسعى إلى تعزيزه السبت ضد الدنمارك. وتحديدا أمام الدنمارك في سبتمبر الماضي في كوبنهاغن (هزيمة 2 - 0)، أعطى ديشامب شارة القيادة لأول مرة إلى غريزمان، في غياب لوريس والقائد الرديف رافائيل فاران. وقال غريزمان "لست قائدا يتحدّث كثيرا في غرفة تبديل الملابس، فأنا أميل أكثر لأكون قائدا على أرض الملعب. لن أخلط بين الأمرين، سألتزم بفعل ما هو أفضل".
الساقان والرأس
يعرف ديشامب قيمة غريزمان وهذا هو السبب في أنه لم يتخل عنه أبدا، حتى في ذروة عذاباته مع ناديه. اتخذ لاعب ريال سوسييداد السابق منعطفا صعبا عندما انضم إلى نادي برشلونة في صيف 2019، بعد عام من فوزه بكأس العالم وبعد إعلانه عن بقائه في أتلتيكو خلال فيلم وثائقي بعنوان "القرار". لكنه انتقال بصفقة ضخمة (120 مليون يورو) إلى النادي الكتالوني، قبل أن يعود على سبيل الإعارة إلى أتلتيكو عام 2021، إلا أنّ جزءا من الجمهور عبّر عن امتعاضه منه.
في بداية الموسم، اقتصر وقت لعبه على نصف ساعة في المباراة الواحدة بسبب الخلاف بين الناديين. تمت تسوية كل شيء في أكتوبر مع انتقال دائم إلى مدريد بعد توقيعه حتى عام 2026، ليقدّم غريزمان عروضا رائعة تمكن من خلالها من مصالحة الجماهير بشكل كامل. وقال "لديّ ساقان، ورأسي، لذا كل شيء على ما يرام". مع الديوك، يفتقد غريزمان فقط هزّ الشباك، وهو ما لم ينجح في القيام به منذ الثالث عشر من نوفمبر 2021 ضد كازاخستان (8 - 0). فهل يضع "غريزو" حدا لجفائه التهديفي السبت ضد الدنمارك؟