مقتل صهر حسن نصرالله في غارة إسرائيلية على دمشق

استهداف حسن جعفر قصير وثلاثة آخرين بعد يوم من مقتل شقيقه قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان.
الخميس 2024/10/03
ضربة إسرائيلية دقيقة

بيروت - قُتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم صهر الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية استهدفت الأربعاء منطقة المزة في دمشق، حيث مقار أمنية وبعثات دبلوماسية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان "استشهدت شابة نتيجة القصف الإسرائيلي الأربعاء لمبنى في حيّ المزة فيلات الغربية في دمشق، ليرتفع بذلك، عدد القتلى إلى أربعة".

وأضاف أنّ القتلى هم "شابة، وصهر نصرالله، وعنصر من الحزب، وآخر مجهول الهوية، إضافة لإصابة ثلاثة أشخاص كانوا في المبنى وهوياتهم مجهولة".

وأوضح أنّ "ضربة إسرائيلية استهدفت الطابق الأول في مبنى مؤلف من 3 طوابق، يتردّد إليه قيادات في حزب الله والحرس الثوري الإيراني".

وكان المرصد أورد في بيان سابق أنّه في عداد القتلى "لبنانيان، أحدهما حسن جعفر قصير وهو صهر حسن نصرالله" الذي اغتالته إسرائيل الجمعة الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكّد هذه المعلومة لفرانس برس مصدر مقرب من حزب الله، مشيرا إلى أن صهر نصرالله هو شقيق لقيادي بالحزب قتل الثلاثاء في غارة إسرائيلية قرب الضاحية الجنوبية.

والاثنان هما "شقيقا أحمد قصير، الذي يعد منفذ أول عملية استشهادية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان عام 1982"، وفق المصدر عينه.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء "القضاء" على القيادي في حزب الله محمد جعفر قصير في غارة جوية في بيروت.

وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي افيخاي ادرعي في بيان عبر منصة إكس إن "جيش الدفاع قضى (الثلاثاء) في غارة جوية في بيروت على المدعو محمد جعفر قصير قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى حزب الله في لبنان".

وأضاف أن قصير "كان من أبرز قادة حزب الله ومن الجهات النشطة في محور الإرهاب إيران-حزب الله-سوريا، وكان مقربا من النظام الإيراني".

وقاد قصير ووجه مئات العمليات لنقل الوسائل القتالية الاستراتيجية إلى حزب الله في لبنان حيث أشرف على تطوير مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله وتطوير قدرات النيران للتنظيم والتي كانت مخصصة لاستهداف الجبهة الداخلية وأهداف أخرى في إسرائيل، وفق البيان.

وشغل قصير منصب قائد الوحدة 4400 لأكثر من 15 عاما حيث كان في الأعوام الأخيرة مسؤولا عن مجال التمويل في حزب الله وقاد مبادرات اقتصادية بهدف الحصول على تمويل لأنشطة "إرهابية " للتنظيم مثل مشاريع اقتصادية في لبنان وسوريا وشبكات اقتصادية ورجال أعمال في أنحاء العالم. كما كان مسؤولا عن نقل أموال من إيران وسوريا إلى حزب الله في لبنان بقيمة مئات ملايين الدولارات سنويا.

وقال مصدر عسكري سوري، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إنّ "العدو الإسرائيلي شنّ عدوانا جويا.. مستهدفا أحد الأبنية السكنية في حي المزة في دمشق".

وأفاد عن مقتل "ثلاثة مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات الخاصة المحيطة بالمكان".

من جهتها، ندّدت وزارة الخارجية السورية في بيان بالاعتداءات "الإجرامية المتكررة للكيان الإرهابي" على "المدنيين فيها وعلى دول الجوار".

وذكرت أنّه "استمراراً لنهجه الإجرامي بحق سوريا ودول المنطقة، ارتكب الكيان الصهيوني جريمة جديدة باعتدائه على بناء سكني في منطقة مكتظة بالمدنيين".

وتضم منطقة المزة مقار أمنية وعسكرية سورية، وأخرى لسفارات ومنظمات أممية.

ويقع المبنى المستهدف على بعد حوالي نصف كيلومتر من موقع غارة استهدفت فجر الثلاثاء حافلتين صغيرتين لنقل الركاب، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، هم ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية، وثلاثة مقاتلين في فصائل موالية لطهران، أحدهم من حزب الله.

وكان مصدران عسكريان سوريان قالا الثلاثاء إن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن ثلاث محطات رادار مضادة للطائرات في جنوب سوريا، إحداها في قاعدة جوية عسكرية، وأصابت غارات بطائرات مسيّرة وحدتي رادار غرب مدينة السويداء إحداهما في قاعدة جوية بالمنطقة.

وأصابت غارة ثالثة وحدة رادار في محافظة درعا المجاورة.

وذكر أحد المصدرين أن هذه الوحدات جزء من الدفاعات الجوية للجيش السوري في المنطقة الجنوبية.

ومنذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

وكثّفت اسرائيل في الأيام الاخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي عبرها خلال الاسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.

ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.