معركة بين عمالقة الإنترنت والهاكرز سلاحها الذكاء الاصطناعي

نيويورك- لأجل حماية أكبر من الهاكرز (القراصنة الرقميين)، تتجه الشركات التكنولوجية الأميركية الكبرى إلى اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، واستخدامها للحماية من تهديدات تمس الأمن السيبراني.
والتزم عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة، خصوصا غوغل وميتا ومايكروسوفت وأمازون، بأن تكون أنظمتهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي آمنة، وذلك في اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن تكون موجهة لمجالات منها الأمن السيبراني.
لكن ليس فقط عمالقة التكنولوجيا من يستطيعون استخدام الذكاء الاصطناعي، بل كذلك الهاكرز، إذ يمكن استخدام هذا البرنامج في تسهيل التصيّد الاحتيالي وفي إنشاء روابط للقرصنة واختراق المواقع.
ويقول كولين آر ووك، رئيس قسم الأمن السيبراني وخصوصية البيانات في شركة للمحاماة، إن المزيد من الأفراد “لديهم قدرات التسلل الرقمي باستخدام أمور مثل برامج الفدية (أنظمة للابتزاز الرقمي) وكذلك الذكاء الاصطناعي”.
◙ الذكاء الاصطناعي يتيح التحقق من نقاط الضعف في الأكواد والبرمجيات ما يجعلها أكثر أمانا وأصعب على الاختراق
ويتابع الخبير أنه بالنسبة لمن يعملون على الإنترنت، فإن الاعتماد الكثيف على الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغير المعادلة، وسيعطي إمكانيات كبيرة للقراصنة، إذ يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي تسهيل هجمات التصيد الاحتيالي وجعلها تظهر أكثر واقعية.
ويضيف المتحدث ذاته أنه كان من السهل نسبيا في السابق التعرف على البريد الإلكتروني الذي يتضمن روابط احتيالية، بحكم أن صياغته تكون فيها مشاكل خصوصا ما يتعلق باللغة، فحاليا أضحى الذكاء الاصطناعي يتيح الترجمة إلى عدة لغات بشكل متقن.
بيد أن أدوات الذكاء الاصطناعي ذاتها التي تسهل القرصنة متوفرة لدى عمالقة الإنترنت، ويمكنهم معرفة كيف تعمل ونوعية الهجمات التي تسهلها، ما يتيح لهم إمكانية لأعمال حماية استباقية.
وقال ستيفن بوير، مؤسس مشارك في شركة لإدارة المخاطر الإلكترونية، إن الذكاء الاصطناعي يتيح للمهندسين في المجال الرقمي التحقق من نقاط الضعف في الأكواد والبرمجيات، ما يجعلها أكثر أمانا.
لذلك هناك من يرى أن فوائد الذكاء الاصطناعي للشركات الرقمية أكبر من نظيرتها لدى القراصنة، خصوصا مع التزام عدد من مطوّري الذكاء الاصطناعي بعدم إتاحة المجال للاستخدام الضار، وهو التزام سيصعب مهمة القراصنة، لكنه لن يمنعهم من استغلال هذه الأنظمة.