معرض "إيفا" ببرلين منتجات أكثر ذكاء وصديقة للبيئة

صار الاهتمام بالمنتجات الصديقة للبيئة ديدن شركات التكنولوجيا بالإضافة إلى سباقها في ابتكار أجهزة أكثر ذكاء، وفي معرض برلين للتجهيزات المنزلية الذي غابت عنه شركتا أبل وسوني، يتابع الزائرون ما تقدمه أكثر من ألف شركة تعمل على كسب ثقة الزبائن بإلكترونيات استهلاكية تراهن على الاستدامة وكفاءة الطاقة.
برلين - افتتحت الجمعة فعاليات معرض برلين “إيفا” للإلكترونيات الاستهلاكية والذي يقام في العاصمة الألمانية، لتقدم خلاله 1538 شركة عالمية من أكثر من 30 دولة منتجاتها لتجار التجزئة والمشترين وخبراء الصناعة، بما في ذلك سامسونغ وأل.جي وهواوي ونوكيا ووتشويبا وإنتل وغيرها من الشركات.
ويعد “إيفا” أحد المعارض التجارية الرائدة في العالم للإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية، ويُعقد سنويًا في برلين، ويقام هذا العام في الفترة من الثاني إلى السادس من سبتمبر، وهو أول حدث تكنولوجي كامل النطاق منذ ثلاث سنوات بسبب الاضطراب الناجم عن جائحة كورونا في عامي 2020 و2021.
والغائب الأبرز في المعرض هو شركة أبل التي لا تحضر “إيفا” لأنها تريد الكشف عن منتجاتها بشروطها الخاصة.
ومن المقرر أن تكشف شركة التكنولوجيا الأميركية عن هاتفها الجديد آيفون في سبتمبر.
كما اتخذت شركة سوني اليابانية العملاقة قرارا بعدم المشاركة في معرض “إيفا” 2022، وقالت في بيان لها “مع تحول العالم بشكل كبير نحو الفرص الرقمية وعبر الإنترنت، ستتواصل سوني بطرق يمكن أن تنقل أخبار منتجاتنا المثيرة إلى جمهور أوسع”.
سامسونغ بجناح ضخم
تشارك شركة سامسونغ بجناح ضخم لتعرض أحدث منتجاتها وحلولها المصممة للترويج لحياة أكثر ذكاء وصديقة للبيئة في معرض عالمي للإلكترونيات الاستهلاكية في برلين.
وكشف جاي سونغ لي رئيس الأجهزة الرقمية في سامسونغ إلكترونيكس أن الشركة الكورية الجنوبية تراهن على الاستدامة وكفاءة الطاقة في منتجاتها المستقبلية.
وتعمل سامسونغ على زيادة التآزر بين الأجهزة المنزلية لتجعل الحياة في المنزل أكثر راحة وذكاء.
وفي معرض “إيفا” هذا العام، تكشف سامسونغ عن منصة “سمارت ثينغز” البرمجية المطورة التي ستمكن المستخدمين من الاتصال والتحكم في الأجهزة المنزلية من 13 علامة تجارية مختلفة بما فيها سامسونغ.
يشار إلى أن سامسونغ هي عضو مؤسس في اتحاد الاتصال المنزلي جنبا إلى جنب مع إل.جي إلكترونيكس ومجموعة إلكترولكس، حيث تم تأسيس اتحاد الاتصال المنزلي في عام 2021 بهدف تزويد المستهلكين بمزيد من الخيارات ضمن نظام بيئي منزلي متصل آمن ومضمون وقابل للتشغيل المتبادل.

وقالت إن مثل هذا الترابط سيساعد المستخدمين على عيش حياة أكثر استدامة من الناحية البيئية.
وعلى سبيل المثال، تراقب خدمة “سمارت ثينغز إينرجي” استهلاك الطاقة للأجهزة المتصلة وتتحول تلقائيا إلى وضع توفير الطاقة إذا لزم الأمر.
وقالت سامسونغ إن تطوير المزيد من الأجهزة المنزلية الصديقة للبيئة هو من أهدافها طويلة المدى، وأضافت أن جميع أجهزتها المنزلية ستكون مزودة بتقنية “واي فاي” بحلول نهاية العام القادم وسيتم تزويدها في النهاية بميزات مدمجة لتوفير الطاقة.
وتقدم سامسونغ “نت زيرو هاوم” وهي حملة لتطوير تقنيات لمساعدة المنازل على الإنتاج الذاتي وتخزين الطاقة بالتعاون مع “هانهوا كيو سلز” التي تتخذ من سول مقرا لها، وهي شركة تقدم حلول الطاقة الشمسية كجزء من الجهود المبذولة لجعل الحياة المنزلية أكثر استدامة من الناحية البيئية.
وتعرض الشركة أيضا التقنية الجديدة للغسيل “بسوك” التي تقلل تسريب المواد البلاستيكية الدقيقة من الملابس وطورتها بالتعاون مع العلامة التجارية الأميركية للملابس الخارجية “باتاغونيا”.
وقالت الشركة إن تشكيلة الغسيل الجديدة تقوم بتصفية المواد البلاستيكية الدقيقة التي تتسبب في تلويث المحيطات وتعريض الحياة البحرية والموائل الطبيعية للخطر بنسبة تصل إلى 54 في المئة.
وفي محاولة للحد من انبعاثات الكربون، طورت سامسونغ منذ أوائل هذا العام تقنية تعيد استخدام أحد المصادر الرئيسية للنفايات البلاستيكية في العالم وهي شبكات الصيد المهملة. وتم استخدام المواد المصنوعة من هذه المواد البلاستيكية لأول مرة في سلسلة الهاتف الذكي “غالاكسي إس 22”.
وأضافت سامسونغ أنها تخطط لإصدار تحديثات البرامج الشهر القادم حتى يتمكن المستخدمون من تثبيت أحدث ميزات الهاتف الذكي في غالاكسي إس 22 أو غالاكسي زي فولد 4 دون شراء هواتف جديدة في خطوة ستساعد أيضا في تقليل النفايات.
ومن بين المنتجات التي طرحتها مرحاض ذكي، ويتميز بتقنيات المعالجة الحرارية، والمعالجة الحيوية التي تقتل مسببات الأمراض في النفايات البشرية، مما يجعل النفايات آمنة بعد ذلك لإطلاقها في البيئة.
أل.جي
كشفت شركة “أل.جي” عن أكبر جهاز تلفزيون يعمل بتكنولوجيا الصمام الضوئي الثنائي العضوي أوليد.
وتعتزم الشركة الكورية الجنوبية طرح الجهاز للبيع في الأسواق خلال الربع الأخير من العام الحالي الذي يمثل موسم ذروة تسوق الأجهزة الإلكترونية بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في العالم.
وكشفت أيضا عن ثلاجتها الذكية “مود آب” والتي تتيح للمستخدمين إمكانية الاختيار من بين مجموعة من الألوان لإضاءة لوحات ليد في مقدمة الثلاجة، ويمكن للمستخدمين الاختيار من بين 22 خيارًا للأبواب العلوية و19 لونًا للألواح السفلية، كما تتضمن أيضًا مكبر صوت يعمل بتنقية البلوتوث يمكن إقرانه بهاتف ذكي لتشغيل الموسيقى.
ومن بين المنتجات التي طرحتها الشركة في المعرض، طاولات “آيرو” التي صممت لتنقية الهواء بزاوية 360 درجة مع سهولة الاستخدام، بفضل فلتر “أل.جي ألترا فاين”، وفلتر مجمع للغبار، وفلتر إزالة الروائح، ما
يضمن توصيل الهواء النظيف إلى الغرفة.
وتأتي الطاولة بثلاثة ألوان مختلفة وبأشكال مستطيلة أو مستديرة، ومصابيح مدمجة، وشاحن هاتف وسماعات، باستخدام منطقة شحن لاسلكية متكاملة على شكل قرص على سطحها.
نوكيا والبيئة
نوكيا تساهم في الكميات الكبيرة من المنتجات الاستهلاكية، لذلك تختار أن تترك منتجاتها أقلّ تأثير ممكن في البيئة
وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في عالم التكنولوجيات الحديثة وللاتصالات اللاسلكية أطلقت شركة نوكيا الفنلندية هاتفا ذكيا صديقا للبيئة. وهاتف نوكيا الجديد “إكس 30/ 5 جي” مصمم بإطار من الألمنيوم المعاد تدويره بنسبة 100 في المئة وظهر بلاستيكي معاد تدويره بنسبة 65 في المئة.
واستمر تركيز نوكيا على الاستدامة والحفاظ على البيئة ليطال علبة الهاتف المصنوعة من ورق معاد تدويره بنسبة 70 في المئة، وحجم أصغر لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن النقل. ومثلها مثل العملاقين أبل وسامسونغ، توجهت نوكيا نحو إزالة الشاحن لتقليل النفايات الإلكترونية المحتملة.
ويقول فلوريان سيش الرئيس التنفيذي لشركة إتش.أم.دي غلوبال نوكيا “تعد الاستدامة موضوعا رئيسيا عالميا يجب أن يهم الجميع”.
ويتابع “نحن في صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية بالتأكيد نساهم في الكميات الكبيرة من المنتجات الاستهلاكية التي يشتريها الناس لأنها تحظى بشعبية كبيرة. لذلك علينا أن نتحمل المسؤولية ونحاول إيجاد الحلول، للتأكد من أن الناس يمكنهم الاستمتاع بالهواتف، لكنها يجب أن تترك أيضًا أقلّ تأثير ممكن في البيئة”.
ويأتي طرح هاتف نوكيا “إكس 30/ 5 جي” الجديد مع إطلاق الشركة خدمة اشتراك جديدة تسمى “سيركولار” التي تهدف إلى مساعدة الناس على الاحتفاظ بهواتفهم لفترة أطول وإبقائها خارج مكب النفايات.
وتقول نوكيا إن الاشتراك يقوم على إخضاع أجهزة نوكيا لإعادة التدوير والتجديد وإعادة الاشتراك. ويقول سيش “لا يمكن استبدال جميع المواد بسهولة ولكن بالتحديد هنا يكمن التزامنا كجزء من ‘سيركولار’، فنحن نقول إن خدمة الاشتراك الدائري لدينا دائرية حقًا لأنها ليست مجرد برنامج لإعادة الشراء، حيث يمكنك إعادة شراء هاتف شخص ما ثم بيعه في سوق المواد المستعملة”.
هواوي
ومن المنتجات التي قدمتها هواوي في هذا المعرض، ساعة ذكية جديدة تعتمد فكرتها في المقام الأول على استخدامها لقياس ضغط الدم.
والساعة الجديدة “هواوي ووتش دي” تعتمد فكرتها على احتواء تصميم السوار على جزء قابل للتمدد بالهواء ليحيط بيد المستخدم ومن ثم تبدأ الساعة بقياس الضغط بدقة تضاهي دقة الأجهزة الطبية المخصصة لذلك.
وبحسب ما أوضحته الشركة الصينية، فإن قياس الضغط لدى الأطباء يغلب عليه ما يسمى بتأثير الرداء الأبيض، وهو حالة نفسية تسيطر على المريض عند قياس ضغطه في عيادة طبية أو مستشفى وتؤدي إلى ارتفاع طفيف في الضغط نتيجة حالة القلق من التواجد داخل منشأة صحية.
وأعلنت هواوي أن ساعاتها الجديدة ستصل إلى السوق الأوروبية كجهاز طبي معتمد يمكن للمستخدمين الوثوق به كطريقة دقيقة وآمنة لقياس الضغط في المنزل.
والجهاز يحتوي على حزام شد ووسادة هوائية مقوسة هندسيًا وقفل محكم، وكلها مصممة لتظل الساعة مستقرة
أثناء التضخم من أجل تعزيز دقة قراءات ضغط الدم. ويجب على المستخدمين فقط ارتداء الساعة لمدة دقيقة واحدة والحفاظ على ذراعهم ثابتة حيث ينتفخ الشريط تدريجياً ويصبح أكثر إحكامًا حول المعصم.
وبعد الدقيقة، تعرض شاشة الساعة قراءات لكل من الضغوط الانقباضية والانبساطية في الفئات ذات الترميز اللوني، وتلك الفئات القياسية هي المنخفض الطبيعي لارتفاع ضغط الدم المسبق، وارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى والارتفاع في المرحلة الثانية.
شركة سوني تغيب عن المعرض وتقول إنها ستتواصل بطرق يمكن أن تنقل أخبار منتجاتها المثيرة إلى جمهور أوسع
وتمثل القراءة الانقباضية الحد الأقصى لضغط الدم، والقراءة الانبساطية هي الحد الأدنى.
ويمكن أن تؤدي القراءة العالية للانقباض حتى في ذراع واحدة فقط إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب وأمراض الكلى المزمنة.
وأيضًا تقدم الساعة ميزة إجراء اختبار تخطيط القلب الذي يمكن استخدامه للتحقق من إيقاع القلب والنشاط الكهربائي.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هواوي تنصح أي شخص لديه أجهزة تنظيم ضربات القلب أو غيرها من الأجهزة الطبية القابلة للزراعة بعدم استخدام هذه الميزة في ساعتها الجديدة.
ولإجراء الاختبار يحتاج المستخدم فقط إلى تثبيت إصبعه على وحدة استشعار على جانب الساعة الذكية لمدة 30 ثانية.
وتدعم “هواوي ووتش دي” أيضًا مراقبة النوم ومراقبة تشبع الأكسجين في الدم والكشف عن درجة حرارة الجلد ومراقبة الإجهاد، وهي مجهزة بأكثر من 70 وضعًا للتمرين.
يذكر أن بداية المعرض كانت عام 1924 وكان مختصاً بتقنيات الراديو وعرف آنذاك باسم معرض راديو برلين وينظم سنويا.
وانطلقت العديد من التقنيات والابتكارات العالمية لأول مرة من خلال المعرض على مدى تاريخه، منها الأقراص المدمجة والتلفزيون الملون وأول جهاز راديو مخصص للسيارات.