مطعم فرنسي يقدم وجبات لذيذة تطبخ على الطاقة الشمسية

مؤسس مطعم "لو بريزاج" وطاقمه يقومون بإعداد أطباق على لوح تسخين تصل حرارته إلى 300 درجة مئوية وتعمل أفرانه بالطاقة الشمسية.
الاثنين 2021/08/23
الأطباق تتغير بتغيّر المواسم

مرسيليا (فرنسا)- عند الأولى بعد الظهر، ينطلق العمل في مطعم “لو بريزاج” الواقع على مرتفعات مرسيليا الفرنسية بلا غاز وبقليل من الكهرباء في المطبخ الذي يعتمد على الطاقة الشمسية وهو الأوّل من نوعه في أوروبا.

ولتشغيل الأفران، يبسط الطاقم صحنا هوائيا قطره متران مكسوّا بمرايا “شيفر” الألمانية الصنع. صحيح أن هذا النوع من المرايا استُحدث قبل أكثر من 50 عاما، غير أن “لو بريزاج”

"لو بريزاج" هو أوّل مطعم يعمل بالطاقة الشمسية في أوروبا

هو أوّل مطعم يعمل بالطاقة الشمسية في أوروبا، على ما يقول ريشار لويان، المندوب العام لجمعية “إنربلان” الجامعة للمتخصصين بالطاقة في فرنسا.

ويعكس هذا الصحن الهوائي الذي يُدار باتّجاه الشمس الأشعّة نحو بؤرة تقع خلف المطبخ ثمّ إلى لوح تسخين قد تصل حرارته إلى 300 درجة مئوية في عشرين دقيقة. وعلى هذه اللوحة وفي أفران تعمل كلّها بالطاقة الشمسية، يحضرّ بيار-أندريه أوبير مؤسس المطعم وطاقمه الأطباق.

ويشير أوبير إلى أنه إلى جانب كلّ الأطباق المعروضة في المطعم ترد كمّية الطاقة التي تستهلكها، فلا مجال مثلا لطهو المعكرونة “التي تستهلك كمّية كبيرة من الطاقة إذ لا بدّ من غلي طنجرة كبيرة من المياه لمئة غرام”.

ولا تقضي الفكرة بـ”العودة إلى الشمعة”، كما يؤكّد أوبير المهندس المتخصّص في الملاحة الجوية والبالغ 39 عاما والذي يعدّ أطروحة عن “تصميم المطعم المعزّز للمطبخ العامل بالطاقة الشمسية”.

وتشكّل الطاقة حوالي 10 في المئة من الحصيلة الكربونية للمطعم، بحسب ما يكشف ريشار لويان الشريك في تجربة “لو بريزاج”، مشيرا إلى أن “الأطباق النباتية والإمدادات المحلية” تساهم بدورها في خفض هذه البصمة.

ووفق أوبير، تتغيّر الأطباق بتغيّر المواسم “لكنّها كلّها معدّة من منتجات محلية مطبوخة بواسطة أشعّة الشمس”.

وتؤكّد ماري-كريستين أنريو المديرة المساعدة في كلّية الهندسة بباريس التي كانت في زيارة لفرع مرسيليا أن “الطعام لذيذ جدّا وذا نكهة طيّبة وطازج”. وخلافا لغيرها، أكثر ما أدهشها هو “الابتكارات في فنّ الطهو” وليس المطبخ العامل بالطاقة الشمسية.

وهذه الابتكارات هي مصدر فخر أيضا لفيليب بانييه المدير المفوّض للمعهد التقني في مرسيليا، الذي يعمل طلابه على تحسين نماذج الأفران المستخدمة في “لو بريزاج”.

وتؤوي حاوية مطبخ بيار-أندريه، في حين يجلس الزبائن تحت دفيئة معدنية أو على العشب. وعندما تكون الشمس متوارية خلف الغيوم، يقول صاحب المطعم “نشغّل ألواحا كهربائية”.

ويخوض المهندس التجربة تلو الأخرى، فهو يسعى مثلا إلى تطوير نظام لاستعادة الميثان المتأتّي من مخلّفات المطعم أو إعادة استخدام مياه المطبخ لريّ الأرض بعد تنقيتها. وهو يحلم بفتح “مقاصف” عدة من هذا النوع ومطعم “فعلي” بحلول نهاية 2022.

24