مصورة فوتوغرافية تساعد المغتربين على توديع دبي

حوّلت مصورة فوتوغرافية برازيلية مقيمة في دبي نشاطها من تصوير حفلات الزفاف والمناسبات إلى تقديم جلسات تصوير مجانية لعشرات الآلاف من المغتربين المغادرين لتوثيق صور تذكارية لهم.
دبي – فقدت المصورة الفوتوغرافية البرازيلية بولا هايني المقيمة في دبي العروض التي كانت عادة تنهال عليها سواء لتصوير حفلات الزفاف والمناسبات أو الرضع لتوثيق أجمل لحظات الأمومة، فبسبب تفشي فايروس كورونا تم تقييد الكثير من النشاطات.
ولم تكن هايني الوحيدة التي سبب لها الوباء أزمة في عملها، إذ أنها تعرفت على الكثير من العاطلين، فعندما أغلقت الحدود وأوقفت الرحلات الجوية انهارت الشركات في مدينة دبي التي كانت ذات يوم من أكثر مراكز السفر الجوي الدولي ازدحاما في العالم.
وأجبرت سلسلة عمليات التسريح عشرات الآلاف من المغتربين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة بتأشيرات عمل مؤقتة على حزم أمتعتهم وشراء تذاكر العودة إلى الوطن.
وخطرت ببال هايني فكرة لملء ساعات فراغها الجديدة، حيث قدمت في مجموعات تضم الوافدين على فيسبوك، عروضا تتمثل في جلسات تصوير مجانية لعائلات عشرات الآلاف من المغتربين المضطرين إلى المغادرة والتخلي عن الحياة التي بنوها في الإمارات بسبب الوباء.
وقالت هايني أثناء تصويرها لإحدى العائلات على شاطئ دبي “في السابق كانت تأتيني عروض مماثلة حيث يحرص الكثيرون على التقاط صور تذكارية، ووجدت الفكرة مناسبة الآن، حيث صار معي وقت بسبب كورونا”.
وأضافت “مع إطلالة رائعة لأطول ناطحة سحاب في العالم وضباب صباحي خفيف.. لا يمكن المضي دون توثيق هذه المشاهد الرائعة.. إذا كنت تعيش هنا لمدة 15 عاما، فأنت تريد شيئا لتتذكر به هذا البلد”.
وأكدت أنها تلقت الكثير من الطلبات من أشخاص يحملون جنسيات مختلفة على المنصات الاجتماعية، متابعة “عندما رفع الإغلاق الشامل صرت أمضي معظم الفترات الصباحية على شاطئ القصر ذي الرمال البيضاء، حيث قمت بتصوير أكثر من مئة عائلة عند شروق الشمس”.
وأغلب من تقدموا لجلسات التصوير الخاصة التي تقدمها هايني هم من العاملين في قطاع الطيران الذي تضرر كثيرا في جميع أنحاء العالم بسبب الجائحة.
وأشارت المصورة الفوتوغرافية إلى أن “معظم العائلات التي قمت بتصويرها هي عائلات كبار الموظفين الذين سرحوا من العمل. لقد عاشوا في دبي لمدد تتراوح بين 15 و20 سنة.. والآن يعودون إلى أوطانهم”.
وتحت رداء من أشعة الشمس البيضاء، سجلت عدسة هايني اللحظة التي ألقى فيها دارين تشابمان، وهو طيار أميركي، طفلته الصغيرة في الهواء، وكانت زوجته التي تعرف عليها قبل سنوات في أستراليا بجانبه لتوثق لحظة عائلية جميلة على الشاطئ في دبي.
وقال تشابمان الذي يبلغ من العمر 49 عاما وأصله من ولاية كونيتيكت (شمال شرق الولايات المتحدة)، “الصورة تحكي الكثير، وأردنا بعض الذكريات، لنتركها لابنتنا هاربر البالغة من العمر عاما واحدا حتى تكبر.. كان حلمنا أن نربيها هنا.. لسنا متحمسين جدا لتربيتها في الولايات المتحدة، لا حيلة لنا إزاء ذلك”. فبعد أن نجا من الجولات الثلاث الأولى من تسريح العمال في طيران الإمارات المملوكة للدولة، تلقى الرسالة المخيفة التي توقع قدومها منذ فترة طويلة.
لقد وجه الوباء ضربة مدمرة بشكل خاص لأولئك مثل تشابمان الذين يقودون أسطول طيران الإمارات الذي يشمل طائرات إيرباص أي 380 ذات الطابقين، وهي طائرة متوقفة عن العمل في غياب السفر الجماعي.
وأكد تشابمان “نحن حزينون للغاية، إنه موطننا.. فبعد 11 عاما في دبي”، ستنتقل عائلته إلى كاليفورنيا.
ووسط المصاعب، وعدم اليقين بشأن مستقبلها، تجد البرازيلية هايني التي عاشت في المدينة لمدة سبع سنوات، وسيلة للتخفيف عن نفسها بمساعدة الراحلين في توديع دبي. وقالت “الجميع يحاول المساعدة أثناء كورونا، المطاعم تقدم الطعام والمتطوعون يدعمون الطاقم الطبي.. هذه طريقتي في المساعدة”.
وقدمت المصورة، التي تباطأ نشاطها بعد إلغاء حفلات الزفاف وتطبيق إرشادات التباعد الاجتماعي، حوالي مئة جلسة تصوير مجانية وتخطط لتقديم المزيد من الجلسات.