مشاركة قياسية في مونديال 2026 تشد الأنظار

التوزيع الجديد لعدد المشاركين يثير شهية الاتحادين الأفريقي والآسيوي.
الثلاثاء 2022/12/20
جاهزية تامة

الدوحة - بعد ختام مونديال قطر 2022 في كرة القدم، الأوّل في منتصف موسم البطولات الأوروبية والمدمج من حيث المسافات القريبة بين الملاعب، سيشهد مونديال 2026 توسيع رقعة الاستضافة إلى ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة قياسية لثمانية وأربعين منتخبا.

وبعد اختتام النسخة 22 بتتويج الأرجنتين أمام فرنسا في نهائي دراماتيكي، تستقبل القارة الأميركية النسخة الثالثة والعشرين بعد ثلاث سنوات ونصف، بمشاركة نحو ربع الدول الـ211 المنضوية في الاتحاد الدولي (فيفا)، وذلك بعد نحو ثلاثة عقود من مشاركة 32 منتخبا في البطولة المقامة مرة كل أربع سنوات.

تضخم جديد

بعد نسخة أولى عام 1930 بمشاركة 13 منتخبا، ثم 16 بين 1954 و1978 و24 بين 1982 و1994، جسّد هذا التضخم الجديد الإصلاح الرئيسي الأول لرئيس فيفا جياني إنفانتينو، المعتمد عام 2017 بعد تبوئه لمنصبه. وقد يطرح هذا النظام الجديد مشكلات عدة من حيث شكل البطولة واللوجستيات، مع احتمال إقامة أكثر من 100 مباراة مقارنة مع 64 في النسخ الأخيرة.

مونديال 2026 سيوسع رقعة الاستضافة إلى ثلاث دول في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة قياسية لثمانية وأربعين منتخبا

ولعشاق الرحلات السياحية بعيدة المسافة، تتوزع البطولة الأولى في التاريخ المقامة على امتداد ثلاث دول، بين فانكوفر وتورونتو في كندا، مكسيكو وغوادالاخارا في المكسيك وميامي، لوس أنجلس، نيويورك، دالاس وكنساس في الولايات المتحدة.

وفي أعين الدول المغمورة، ستكون فرصة حالمة بالمشاركة في الحدث العالمي الكبير. وقال النجم النيجيري السابق صنداي أوليسيه “بالنسبة إلينا نحن الأفارقة، هذه هدية من السماء. اعتقدت دوما بأهمية زيادة تمثيلنا. كلما زادت مشاركتنا، زادت فرصنا”.

والتوزيع الجديد لعدد المشاركين يثير شهية الاتحادين الأفريقي والآسيوي: 9 بطاقات لأفريقيا (5 حاليا)، ثماني لآسيا (4.5 راهنا)، وواحدة لأوقيانوسيا المجبرة سابقا على خوض الملحق للتأهل.

ونظرا للمستوى المتقدم للمنتخبات الأفريقية التي أقصيت في الملحق الأخير، على غرار مصر والجزائر ونيجيريا، تشكل نسخة 2026 فرصة جيدة للقارة السمراء بالمنافسة أكثر على المراكز المتقدمة، خصوصا بعد الإنجاز التاريخي للمغرب في قطر وحلوله رابعا.

نسخة 2026 تشكل فرصة جيدة للقارة السمراء بالمنافسة أكثر على المراكز المتقدمة، خصوصا بعد الإنجاز التاريخي للمغرب

أما أوروبا، فسيرتفع عدد مشاركيها من 13 إلى 16، أميركا الجنوبية من 4.5 إلى 6، وأميركا الشمالية التي تستضيف ثلاث دول منها البطولة إلى ستة بالمجمل مقابل 3.5 حاليا. وستمنح بطاقتان إضافيتان من خلال الملحق. ويبقى تحديد مسألة النظام.

وتطرّق فيفا في بداية المطاف إلى 16 مجموعة من ثلاثة منتخبات، يتأهل منها اثنان إلى دور الـ32. وهذا الأمر يبقي نفس عدد المباريات للمنتخبات (7 للمتأهلين إلى النهائي)، بمجموع 80 مباراة، لكنه قد يؤدي إلى اتفاقات ضمنية وترتيبات مريبة بين منتخبين يخوضان المباراة الثالثة الأخيرة في دور المجموعات.

إعادة النظر

وأكّد رئيس فيفا إنفانتينو أنه يريد إعادة النظر في هذا النظام خلال “الأسابيع القليلة المقبلة”. وقال “هنا (في قطر)، كان دور المجموعات (من أربعة منتخبات) رائعا حتى الدقيقة الأخيرة من كل مباراة. علينا إعادة النظر في ذلك، على الأقل إعادة مناقشة الشكل، إذا كانت 16 مجموعة من ثلاثة أو 12 مجموعة من أربعة..”. وفي حال اعتماد خيار 12 مجموعة من أربعة فرق، قد يتخطى عدد المباريات المئة، كما سيتضاعف عدد المدن المضيفة، مع 16 ملعبا مقابل ثمانية في قطر، بموازاة الجدليات الاقتصادية والبيئية حيال المسافات الطويلة التي يجب قطعها.

19