مستحضرات تجميل فلسطينية من البقدونس والنعناع والجرجير

تقوم مجموعة من النساء الفلسطينيات بصناعة مستحضرات تجميل للبشرة والشعر باستخدام النباتات الطبيعية والعطرية من بينها البقدونس والنعناع والجرجير والورود والقريص وغيرها ضمن مشروع تضامني يتحسس خطاه نحو النجاح.
غزة (فلسطين) – أطلقت مجموعة من النساء في قطاع غزة مؤخرا أول مشروع لإنتاج مستحضرات تجميل للبشرة والشعر باستخدام نباتات طبيعية فقط.
وتستخدم السيدات في منتجاتهن حوالي 15 نوعا من النباتات الطبيعية والعطرية من بينها البقدونس والنعناع والجرجير والورود والقريص وغيرها التي تزرع قرب المكان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وتم تمويل المشروع الذي يضم حوالي 40 امرأة من قبل أستراليا بالشراكة مع منظمة أوكسفام الدولية ومنظمة ملتقى النجد التنموي (غير حكومية).
وتعمل نصف السيدات في المشروع على زراعة النباتات اللازمة لتصنيع منتجات التجميل، فيما تعمل الأخريات في مصنع صغير تم افتتاحه مؤخرا لإنتاج المستحضرات التجميلية.
وتقول رئيسة ملتقى النجد التنموي رفقة الحملاوي لوكالة أنباء شينخوا، إن المشروع يهدف إلى توفير منتجات تجميل طبيعية دون استخدام مواد كيميائية تسبب آثارا جانبية ضارة.
سعر العبوة يتراوح من 5 إلى 8 دولارات وهو سعر يناسب غالبية الزبائن في قطاع غزة
ويقضي مشرف المشروع حسن طموس الذي يعمل محاضرا في الكيمياء الصناعية في جامعة الأزهر بغزة ساعات طويلة يوميا في تدريب النساء ومساعدتهن على تصنيع تلك المنتجات.
ويقول طموس إن فكرة المشروع جاءت بعد أن “اتجهت جميع الدول في العصر الحديث نحو استخدام المواد الطبيعية في تصنيع جميع المنتجات للاستخدام البشري”.
وأضاف بينما يشاهد إحدى المتدربات أثناء تصنيعها شامبو للشعر من خلاصة الجرجير “للأسف، عادة ما تستخدم الكيميائيات في صناعة مستحضرات التجميل الصناعية، الأمر الذي يؤثر سلباً على مستخدميها مستقبلا”.
ويرى طموس أن “العودة إلى الطبيعة هي الحل الأمثل للتخلص من أي عواقب وخيمة للمنتجات الطبية أو التجميلية”، مشيراً إلى أن قطاع غزة يحتوي على المئات من النباتات العشبية والطبيعية التي قد تكون مناسبة لتصنيع هذه المنتجات.
وبحسب طموس تعمل النساء على صنع منتجات جديدة كل أسبوع، حيث بلغ إجمالي عدد المنتجات التي تم تصنيعها 15 منتجا، بما في ذلك الشامبو والبلسم وكريمات البشرة وزيوت الشعر وغيرها.
وعادة ما تتضمن عملية الإنتاج عدة مراحل، أولاها الحصول على النباتات، ثم فصلها عن الحشائش وغسلها من الأتربة وتوضع في آلة خاصة لاستخراج زيوت الماء ومن ثم يتم تصنيعها وفقًا للمعايير الصناعية الدولية المعتمدة.
وأعربت السيدة نيفين الخضري عن سعادتها بالانضمام إلى هذا المشروع الرائد الذي ساعدها على تعلم “مهنة” جديدة تؤهلها للحصول على فرصة عمل دائمة.

وتقول الخضري (45 عاما) التي تعيل 4 أطفال “تخرجت من الجامعة منذ أعوام، لكنني لم أتمكن من الحصول على أي وظيفة ما دفعني للانضمام إلى المشروع لتعلم كيفية صناعة مستحضرات التجميل”.
وتضيف الخضري بينما تمسك بيدها أحد المنتجات “نصنع الشامبو والبلسم وزيوت الشعر وكريمات البشرة وغسول الوجه والمعقمات للوقاية من الإصابة بفايروس كورونا”.
ولا يختلف الحال كثيرا لدى دولة معروف (53 عاما) من بلدة بيت لاهيا، التي تعمل في زراعة 12 نبتة عطرية وعشبية وطبيعية لإرسالها إلى المصنع لأغراض الإنتاج.
وتقول معروف بينما بدت عليها السعادة بالعمل في هذا المشروع “إن العمل في الماضي كان بالكاد يكسبني 5 دولارات أميركية يوميا، لكن الآن بسبب المشروع أكسب حوالي 30 دولارا في اليوم”.
وتضيف السيدة الخمسينية التي توفر المال لإعالة أسرتها أنها فخورة بالعمل داخل المصنع لإنتاج مستحضرات تجميل طبيعية لا تترك أي آثار جانبية سلبية على صحة مستخدميها.
وأعربت الشابة مريم إسحاق عن “سعادتها الكبيرة بشراء منتج من داخل المصنع واستخدامه كونه مصنوعا من مواد طبيعية ولا يحمل أي آثار جانبية”.
وتقول إسحاق (25 عاما) إن “المستحضرات صناعة محلية وجودتها عالية وأسعارها مناسبة للجميع وهذا يشجعنا على الإقبال عليها بدلا من المنتجات المستوردة مجهولة التكوين”.