"مسبار الأمل" أمل العرب في استكشاف مدار المريخ

مهمة المسبار تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ علوم الفضاء.
الثلاثاء 2021/02/09
المهمة صعبة لكنها ممكنة

هل يعود العرب إلى منصة العلم؟ حلم قد يتحقق إذا ما نجح “مسبار الأمل” الإماراتي في الوصول إلى مداره حول الكوكب الأحمر وإكمال مهمته في تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ علوم الفضاء.

دبي - تترقب الإمارات الثلاثاء وتحديدا على الساعة 7:42 مساء بالتوقيت المحلي وصول “مسبار الأمل” الذي أطلقته في شهر يوليو الماضي إلى مداره حول كوكب المريخ.

وبنجاح وصول المسبار إلى مداره تصبح الإمارات الدولة الخامسة التي تنجح في إطلاق مهمات مريخية وثالث دولة تصل إلى مدار الكوكب الأحمر بنجاح من المحاولة الأولى وأول دولة عربية تصل إلى الكوكب.

ويبدي فريق عمل المسبار قلقه من عدم الوصول إلى المدار المخطط حول المريخ، موضحين أن المسبار أمامه فرصة واحدة فقط لدخوله إلى المدار مساء الثلاثاء، وتستغرق هذه العملية 27 دقيقة وخلالها يدخل المسبار إلى المدار، ما يحقق هدف المشروع الإماراتي أو يتعرض للفقدان في الفضاء أو التحطم.

وتكمن صعوبة هذه المرحلة في أن اتصال فريق المشروع بالمسبار يكون منقطعا مؤقتا، حيث يعمل في هذا الوقت بشكل ذاتي اعتمادا على عمليات البرمجة التي تم تزويدها به عند بناء وتصميم المسبار.

وانطلق مسبار الأمل الإماراتي من اليابان واستغرقت رحلته نحو المريخ منذ إطلاقه سبعة أشهر قطع خلالها 493 مليون كيلومتر.

وتتضمن أهداف المسبار عند وصوله إلى مداره حول الكوكب الأحمر تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ علوم الفضاء.

ويقول المهندس زكريا الشامسي نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، إن المسبار سيتيح تكوين فهم أعمق بشأن التغيرات المناخية على سطح الكوكب الأحمر ورصد الظروف المناخية للكوكب على مدار اليوم ومراقبة الظواهر الجوية كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأوكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي.

وأضاف أن المعلومات التي سيوفرها المسبار تتيح كشف أسباب تآكل سطح المريخ والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب.

وتابع “من شأن تحليل مناخ المريخ مساعدتنا على معرفة ما إذا كانت هناك إمكانية للحياة على سطحه واستشراف مستقبل كوكب الأرض وسبل الحفاظ على الحياة فيه”.

وسوف يجمع مسبار الأمل أكثر من ألف جيجابايت من البيانات الجديدة عن المريخ وسيقوم الفريق العلمي للمشروع بتحليل هذه البيانات.

ويقول المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، إن الهدف من وراء إطلاق المسبار هو تكوين فهم أفضل عن الكوكب حيث يقدم لأول مرة صورة شاملة عن الفصول الجوية المختلفة.

وأضاف أن من شأن فهم الغلاف الجوي للمريخ أن يساعد البشر على فهم كوكب الأرض بشكل أفضل، وبالتالي استقصاء فرص العيش في الفضاء الخارجي.

وتابع أن المعلومات التي سيقدمها المسبار حول الكوكب الأحمر ستتم مشاركتها مع مختلف مراكز الفضاء والجامعات والمؤسسات العلمية بالعالم.

Thumbnail

وانطلق المسبار في الفضاء من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان على متن الصاروخ “إتش 2 إيه”، وجرى توجيهه في الفضاء ليكون في المسار الأكثر دقة للوصول إلى المريخ.

وتم تأسيس وكالة الإمارات للفضاء لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي إلى كوكب المريخ أُطلق عليه اسم “مسبار الأمل”.

وتشكلت فرق العمل من كوادر إماراتية شابة من مهندسين وباحثين وعلماء وتقنيين حرصوا على إنجاز المهمة خلال 6 سنوات، حتى يتزامن وصول المسبار مع احتفالات الإمارات بيومها الوطني الخمسين.

وتم تدريب مهندسين إماراتيين لتطوير أنظمة الفضاء وتجهيز البنية التحتية اللازمة لبرنامج مستدام في دولة الإمارات لاستكشاف الفضاء.

وقد عمل فريق المشروع بدبي على تصميم المسبار وبنائه وإجراء الاختبارات لأجهزته.

وواجه الفريق تحديا كبيرا تمثل في كيفية نقل المسبار إلى محطة الإطلاق في اليابان في ظل تفشي وباء فايروس كورونا المستجد عالميا، وهو ما ترتب عليه إغلاق المطارات والموانئ حول العالم ما تطلب وضع خطط بديلة لنقل المسبار. وقد نجح الفريق في نقله إلى محطة تانيغاشيما اليابانية في رحلة استغرقت أكثر من 83 ساعة برا وجوا وبحرا.

وجاءت اللحظة الهامة التي ظل فريق العمل يترقبها بفارغ الصبر طوال 6 سنوات من العمل، وهي لحظة إطلاق الصاروخ الحامل لـ”مسبار الأمل” يوم العشرين من يوليو عند الساعة 01:58 صباحا بتوقيت الإمارات.

ولأول مرة في تاريخ المهام الفضائية يتردد العد التنازلي باللغة العربية إيذانا بإطلاق الصاروخ ونجحت عملية الإطلاق ثم انفصل المسبار عن الصاروخ وأرسل أول إشارة إلى دبي.

وفي الثامن من نوفمبر الماضي نجح فريق عمل المسبار في توجيه مسار المسبار ليتحدد على إثرها بدقة موعد وصوله إلى مدار المريخ يوم 9 فبراير الحالي.

ومع نهاية هذه المرحلة اقترب “مسبار الأمل” من المريخ لتبدأ أهم مراحل مهمته وأكثرها خطورة، وهي مرحلة الدخول إلى مداره المخطط الثلاثاء.

وعبر قادة إماراتيون عن فخرهم بهذا الإنجاز العلمي والوصول إلى أبعد نقطة كونية بأياد عربية لأول مرة عبر التاريخ.

وتزينت معالم الإمارات باللون الأحمر احتفاء بقرب وصول المسبار إلى المريخ، حيث اكتسى متحف دبي وقبة الوصل العملاقة إكسبو 2020 دبي والقرية العالمية وبرواز دبي بالإضاءة الحمراء.

وشاركت دول عربية الإمارات احتفاءها بهذه المناسبة بإضاءة واجهات معالمها باللون الأحمر، منها “ذا زون” في الرياض ومركز البحرين التجاري العالمي وأبراج الكويت وبرج القاهرة والمسرح الروماني عمان والمتحف العراقي دعما لأول مهمة فضائية عربية لاستكشاف المريخ.

------------

 

24