مسار استثنائي لكرواتيا في نهائيات المونديال

داليتش لا يخشى مواجهة العملاق البرازيلي.
الأربعاء 2022/12/07
شكرا على مجهودكم

أكد مدرب المنتخب الكرواتي زلاتكو داليتش أن البرازيل الأوفر حظا لحجز بطاقتها إلى ربع نهائي مونديال قطر على حساب فريقه، لكنه شدد على أن وصيف بطل 2018 لا يخشى العملاق الأميركي الجنوبي.

الدوحة - بلغت كرواتيا ربع نهائي مونديال قطر بفوزها على اليابان بركلات الترجيح، فيما حسمت البرازيل بطاقتها بفوز كبير على المنتخب الآسيوي الآخر كوريا الجنوبية 4 – 1.

وغداة التأهل، قال داليتش “لنكن واضحين، البرازيل هي الأوفر حظا. إنها أفضل فريق حتى الآن” في النسخة الثانية والعشرين من النهائيات، مضيفا “نرى أجواء رائعة داخل الفريق، لاعبون ممتازون ونيمار قد عاد” من إصابة تعرض لها في الكاحل خلال المباراة الأولى من دور المجموعات ضد صربيا وحرمته من المشاركة في المباراتين التاليتين.

لكن داليتش حذر “نؤمن بقدرتنا على مجاراة البرازيل. يجب أن نتحلى بذكاء كبير في مقاربتنا. لا يمكننا أن نفتح اللعب كثيرا، لكن في الوقت ذاته لا يجب أن نتراجع كثيرا”.

وشدد “لا يوجد خوف من جهتنا، نؤمن بأنفسنا ونشعر بالثقة بعد المستويات التي قدمناها”، في إشارة إلى دور المجموعات الذي أنهاه فريقه ثانيا خلف المغرب بعد فوزين وتعادل.

ورأى أنه “يجب الاستفادة من اللعب ضد البرازيل في كأس العالم، لا يوجد شيء أفضل من ذلك حتى وإن كنا نفضل حصول ذلك في النهائي وليس في ربع النهائي. لكن في كافة الأحوال، سنقدم كل ما لدينا ولن ندخل إلى المباراة مستسلمين”.

وفي المواجهتين اللتين جمعتا المنتخبين في كأس العالم بعد استقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا، خرج المنتخب البرازيلي فائزا 1 – 0 و3 – 1 عامي 2006 و2014 لكن ذلك كان في دور المجموعات والأمور تختلف تماما في الأدوار الإقصائية.

لا للمقارنة

اا

تحدث داليتش عن الفارق بين بلاده والبرازيل الباحثة عن لقبها العالمي الأول منذ 2002 والسادس في تاريخها، قائلا “يبلغ عدد سكان البرازيل أكثر من 200 مليون نسمة، ونحن لا نتجاوز الأربعة ملايين. بالتالي نحن بمثابة ضاحية إحدى المدن في البرازيل”، مضيفا “ستكون مباراة مختلفة عن أي فريق لعبنا ضده حتى الآن، لأن البرازيل تحب لعب كرة القدم”.

وأدخلت كرواتيا دماء جديدة إلى الفريق منذ وصولها إلى النهائي قبل أربعة أعوام ولم يبقَ من تشكيلة روسيا 2018 سوى عدد قليل من المخضرمين مثل القائد لوكا مودريتش والجناح إيفان بيريتشيتش. ورأى داليتش أنه لا يجب مقارنة هذا الجيل بالفريق الذي هزمته فرنسا في نهائي روسيا لأن التشكيلة كانت تضم حينها لاعبين منتشرين في أندية النخبة في أوروبا.

وأوضح “لن أقوم بإجراء مقارنات مع فريق 2018. عندما تنظر إلى لاعبينا في حينها، فقد كانوا يلعبون لأندية مثل برشلونة وإنتر ويوفنتوس وليفربول وريال مدريد بالطبع”. وتابع “عندما تقارنوها (التشكيلة) باليوم، ترون أنه لدينا ستة لاعبين من الدرجة الأولى الكرواتية، إنه فريق مختلف. لكني أرفع قبعتي لهذا الجيل لأنهم يلعبون بشكل رائع”.

كرواتيا أدخلت دماء جديدة إلى الفريق منذ وصولها إلى النهائي قبل أربعة أعوام ولم يبق من تشكيلة 2018 سوى عدد قليل

ولن تكون مواجهة المنتخب البرازيلي أمام كرواتيا الجمعة في دور الثمانية ببطولة كأس العالم عادية بالنسبة إلى النجم لوكا مودريتش. ويخوض مودريتش قائد كرواتيا مواجهة مصيرية في طريق تحقيق حلمه الغائب وهو حصد لقب كأس العالم والذي تبخر في النسخة الماضية بعد الخسارة على يد فرنسا في النهائي. لكن مهمة مودريتش تصطدم بطموح زملائه في ناديه ريال مدريد وتحديدا الثلاثي البرازيلي فينيسيوس جونيور ورودريغو وإيدير ميليتاو لاعبي السيليساو الذين يحلمون أيضا باستعادة لقب المونديال الغائب منذ 2002.

ويتطلع مودريتش لقيادة أحلام كرواتيا للتحول إلى واقع وعبور أحد أقوى المنافسين وهو المنتخب البرازيلي، خاصة وأن خبرات مودريتش صاحب الـ37 عاما مهمة من أجل تنظيم إيقاع المنتخب الكرواتي.

وقال زلاتكو داليتش المدير الفني لمنتخب كرواتيا في تصريحات للصحافيين عقب الفوز على اليابان بركلات الترجيح، إن مودريتش أحد أهم أفراد جيل 2018 الذي وصل للنهائي، وينقل خبراته للاعبين صغار السن الذين يبذلون جهودا بالغة من أجل التطور ويقاتلون لإثبات الذات.

ورغم أن مودريتش لم يسجل أو يصنع أي هدف حتى الآن، إلا أن دور قائد كرواتيا يعد بارزا في توزيع الكرة داخل المستطيل الأخضر، والتحكم في إيقاع اللعب بجوار ثنائي خط الوسط مارسيلو بروزفيتش وماتيو كوفاسيتش.

لكن زملاء مودريتش في ريال مدريد يتطلعون لإجهاض حلم النجم الكرواتي في المونديال، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور الذي يعيش حالة من التألق في المونديال وشارك في 3 مباريات وسجل هدفا وصنع هدفين لزملائه. ويعد فينيسيوس أحد أبرز نجوم ريال مدريد، والذي استفاد من تمريرة حاسمة قدمها مودريتش هذا الموسم في مباراة سيلتا فيغو بالليغا، كما أن مودريتش صنع هدفا آخر للبرازيلي ميليتاو في لقاء خيتافي. وصنع رودريغو هدفا للبرازيل في كأس العالم بعدما شارك في اللقاءات الأربعة التي خاضها راقصو السامبا، ولعب خلالها مباراة وحيدة بصفة أساسية، بينما لعب ميليتاو 3 مباريات مع البرازيل، ويعد أحد الحلول المهمة لخطة المدرب تيتي على المستوى الدفاعي.

قدرات خارقة

موندياتل

أكد تيتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي أن نيمار لاعب لا يمكن تعويضه لأن قدراته الفنية هي التي تعطي القوة للفريق. وعاد نيمار للمشاركة مع المنتخب البرازيلي بعد تعرضه للإصابة خلال المباراة الأولى للسامبا في مونديال قطر أمام صربيا، وسجل هدفا من ضربة جزاء ليساهم في فوز بلاده على كوريا الجنوبية وبلوغ دور الثمانية للمونديال.

وأصبح نيمار على بعد هدف واحد من الرقم القياسي المسجل باسم الأسطورة بيليه، الذي سجل 77 هدفا للمنتخب البرازيلي. وقال تيتي بشأن نيمار نجم باريس سان جرمان الفرنسي “إنه المرجع الفني، إنه قائد فني، عندما ينظر الفريق إلى اللاعب، فإنه يدرك أن لديه سلاحا هنا، شخص بإمكانه أن يصنع الفارق”. وأضاف “لكل فرد خصائصه المدهشة، ولكن نيمار هو المحور، الشخص الذي يطور الآخرين”.

وبات نيمار ثالث لاعب برازيلي ينجح في هز الشباك في ثلاث نسخ مختلفة لكأس العالم، بعد بيليه ورونالدو، إذ نجح نجم باريس سان جرمان في التسجيل خلال نسخ 2014 و2018 و2022. ويرى سيزار سامبايو مساعد تيتي أن عودة نيمار منحت دفعة ذهنية لزملائه، مضيفا “نيمار بالتأكيد يعطي أفضلية تنافسية، إنه يصنع الفارق داخل الملعب”.

 وتابع “إنه قوة قيادية، أود أن أهنئ أعضاء جهازنا الطبي على عملهم”. وأشار “نيمار بجانب قدراته الفنية، يعمل على تحفيز الآخرين، وسعداء بعودته، لقد قدم أداء رائعا، لقد تعافى وبات جاهزا للتحديات الجديدة”. وختم سامبايو بالقول “لقد حقق خطوات مهمة، وفي وجوده بمقدورنا الوصول إلى إمكاناتنا الكاملة”. ويلتقي المنتخب البرازيلي مع نظيره الكرواتي الجمعة المقبل في دور الثمانية للمونديال.

19