مسابقة الكأس ترسم خيبة الكبار في إسبانيا

مدريد - ودّع العملاقان ريال مدريد وبرشلونة كأس ملك إسبانيا من الدور ربع النهائي ليلحقا بأتلتيكو مدريد الذي كان قد ودع المنافسات مبكرا من دور الـ32، لتتواصل المفاجآت المدوّية في البطولة الإسبانية.
وسقط ريال مدريد على أرضه (3-4) أمام ريال سوسييداد، فيما انقاد برشلونة إلى هزيمة خارج قواعده أمام أتلتيك بلباو بهدف نظيف، ليودع هو الآخر بطولته المفضلة.
ويتنافس حاليا كل من سوسييداد وبلباو وغرناطة وميرانديس فريق دوري الدرجة الثانية، على اللقب، في سابقة لم تحدث منذ سنوات.
عقدة الريال
كان الريال متأخرا في النتيجة 1-4 بفضل تألق لاعبه المعار لسوسييداد مارتن أوديجارد، وكذلك السويدي ألكسندر إيساك الذي سجل ثنائية، قبل أن يستفيق الفريق الملكي في الدقائق الأخيرة ويقلص الفارق، لكن الوقت لم يسمح له بالعودة في النتيجة.
ولم يحقق الريال الفوز في آخر 9 مباريات له بالكأس على أرضه سوى في 3 مناسبات، وخسر في 4 وتعادل في اثنتين، كما لم ينجح في الفوز بملعبه مع المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان في آخر 5 مواجهات بذات البطولة.
وعاندت بطولة الكأس زيدان مجددا، ليودعها ويواصل الفشل في التتويج بها سواء كمدرب أو كلاعب طوال مسيرته مع مختلف الأندية التي ارتدى قميصها. وقال زيدان “يجب أن نكون صريحين، الخسارة مؤلمة. ارتكبنا أخطاء عديدة ولم نكن جيّدين في الشوط الأول لاسيما من ناحية الضغط على الفريق المنافس. واجهنا صعوبات لكن سوسييداد لعب بطريقة جيدة”.

وأضاف “حتى عندما تخلفنا في الشوط الثاني 1-4 لم نستسلم وقمنا برد فعل لكن ذلك لم يكن كافيا. هذه هي كرة القدم. الموسم لا يزال طويلا وشاقا. لدينا مباراة الأحد ويتعين علينا التفكير فيها”. ومرة أخرى يفشل النادي الملكي في حلمه بالتتويج بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس ودوري الأبطال)، والتي لم يحققها من قبل، ليركز في مشواره بالليغا، التي يتصدرها بفارق 3 نقاط عن غريمه وحامل اللقب برشلونة.
ويوجه ريال اهتمامه أيضا صوب دوري أبطال أوروبا، حيث يستعد لمواجهة قوية في دور الـ16 أمام مانشستر سيتي الإنجليزي ومدربه الكتالوني بيب غوارديولا.
وتعد هذه المرة الأولى أيضا التي تمنى فيها شباك زيدان مع ريال مدريد بـ4 أهداف في مباراة واحدة.
أما برشلونة، وصيف البطل وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بها (30 مرة)، فودع البطولة رغم الأداء القوي في ملعب سان ماميس، لكن هدف إينياكي ويليامس في الوقت المحتسب بدلا من الضائع أطاح به من كأس الملك، مثل البطولة التي بلغ دورها النهائي في آخر 6 نسخ على التوالي، في رقم قياسي. ولم ينجح الفريق الكتالوني في ترجمة الفرص العديدة التي أتيحت له إلى أهداف، ليعاقب في النهاية بهدف قاتل في حضور نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.
أزمة داخلية

خاض برشلونة المباراة وسط مشاكل داخلية بعد انتقاد المدير الرياضي في النادي الفرنسي إريك أبيدال اللاعبين وأشار إلى أن بعضهم “لم يكن راضيا عن المدرب السابق إرنستو فالفيردي ولا يعملون بما فيه الكفاية” قبل أن يقال من منصبه ويحل سيتيين بدلا منه منتصف الشهر الماضي.
ورد عليه قائد الفريق ميسي بالقول “يتعين على المسؤولين في الإدارة الرياضية أن يتحملوا مسؤولياتهم أيضا والقرارات التي يتخذونها”.
كما يعاني الفريق الكتالوني من إصابات لاسيما في خط الهجوم بغياب الأوروغوياني لويس سواريز الذي خضع لعملية جراحية في ركبته الشهر الماضي وسيغيب حتى منتصف مايو المقبل، والفرنسي عثمان ديمبيلي الذي سيخضع بدوره لعملية جراحية في 11 الحالي لإصابة بتمزق عضلي حاد في الفخذ سيبعده على الأرجح حتى نهاية الموسم الحالي.
وخسر برشلونة للمرة الأولى في دور إقصائي بالبطولة المفضلة لديه منذ عام 2013 حينما سقط في نصف النهائي أمام ريال مدريد.
وتعد هذه المرة الأولى التي يغيب عنها الثلاثي الكبير (ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو) عن الدور نصف النهائي للكأس منذ 17 عاما، حيث نافس على اللقب حينها كل من (ديبورتيفو، ريكرياتيفو، مايوركا وأوساسونا).
كما تعد هذه المرة الأولى التي يتأهل فيها أتلتيك بلباو وريال سوسييداد سويا إلى نصف النهائي منذ عام 1987، وفقا لإحصائيات الخبير الرياضي الإسباني أليكسيس مارتين تامايو، والتي نشرتها الصحافة المحلية.