مرسى علم في مصر.. وجهة الهاربين إلى سحر البحر وجمال الصحراء

مرسى علم (مصر) – تُعد مدينة مرسى علم المطلة على البحر الأحمر والثرية بطبيعتها الخلابة وتنوعها البيئي اللافت إحد الوجهات السياحية المصرية الرئيسية، وهي مقصد مفضل للسياح الهاربين من صخب وزحام الحياة والباحثين عن الهدوء وعشاق البحر ومحبي المحميات الطبيعية والحياة البحرية بكل مكوناتها.
وتختزل مرسى علم سحر البحر وجمال الصحراء، كما أن محمياتها مصدر بهجة للسائحين القادمين من بقاع شتى من العالم وخاصة من أوروبا.
وقد عادت الحياة لتدب من جديد في المدينة التي تقع جنوبي محافظة البحر الأحمر، وفي منتجعاتها السياحية التي عانت كثيرا من تراجع السياحة بسبب تداعيات جائحة كورونا، وسط ترقب لعودة أسواق السياحة العالمية إلى تسيير رحلاتها مجددا إلى المدينة التي يحتل السياح الألمان المرتبة الأولى بين زوارها، وذلك حسب تصريحات للخبير السياحي المصري أشرف الشريف.
وقال الشريف إن نسبة الإشغال الفندقي ببعض المنتجعات السياحية في مرسى علم مثل منتجع “ستايا” تجاوزت 50 في المئة، لافتا إلى أن نسبة الإشغال المسموح بها من قبل وزارة السياحة والآثار المصرية هي 70 في المئة في ظل الإجراءات الاحترازية المقررة للوقاية من فايروس كورونا.
وأكد الشريف أن منتجعات كثيرة لا تزال مغلقة في انتظار عودة السياح الألمان، وهي العودة المرتقبة في شهر نوفمبر المقبل.
وتنتشر في المدينة العشرات من المنتجعات السياحية التي تطل مباشرة على شواطئ البحر الأحمر وما تتميز به من سحر وبيئة بحرية فريدة.
ويشير الخبير السياحي المصري محمد قناوي إلى أنه رغم أن مرسى علم هي مدينة حديثة نسبيا يعود تاريخ تحولها إلى مقصد سياحي إلى عام 1995، إلا أنها سرعان ما صارت مقصداً سياحياً عالمياً يستقبل زواره من شتى بقاع العالم، وخاصة الباحثين عن الهدوء، والذين يحبون الاستمتاع بممارسة رياضة الغوص، وكذلك عشاق البيئة الصحراوية.

وأوضح قناوي أن مرسى علم تجمع بين البيئة البحرية الغنية بالمشاهد الرائعة، والبيئة الصحراوية والجبلية، وما بها من وديان ومناطق صالحة لسياحة السفاري.
وقال رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية أيمن أبوزيد لوكالة الأنباء الألمانية إن مرسى علم تتمتع بسمعة طيبة في الأسواق السياحية العالمية، ولدى الوكلاء السياحيين المعنيين بتنظيم رحلات لعشاق السياحة الترفيهية والشاطئية.
وتحدث أبوزيد عن اختيار موقع “تريب أدفايزر”، وهو من أكبر منصات السفر في العالم، مدينة مرسى علم كإحدى أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم لسنة 2021، وذلك بحسب القوائم التي نشرها الموقع لأفضل الوجهات السياحية والأكثر رواجًا بين المسافرين، والتي يتم اختيارها طبقا للتعليقات والتقييمات التي يدونها المسافرون عن الأماكن التي يمكن زيارتها والأنشطة التي يمكن ممارستها بها.
ويشرح أبوزيد أنه بالإضافة إلى الحياة البحرية الغنية التي تتميز بها شواطئ مرسى علم، تتمتع المدينة بخلفية صحراوية فريدة في تضاريسها التي تجذب السياح من عشاق الصحراء وسحرها، والجبال وما تتمتع به من تكوينات صخرية متعددة الأشكال والألوان.
ويضيف بأن مرسى علم تضم واحدة من أجمل المحميات الطبيعية التي تجمع بين الصحراء وشاطئ البحر وهي محمية وادي الجمال، والتي يقع الجزء الأكبر منها في صحراء مصر الشرقية، بينما يمتد جزء على ساحل البحر الأحمر.

ويستمتع زائر “وادي الجمال” برؤية أحد أغنى الأودية بالكائنات الحية في الصحراء الشرقية، إلى جانب الشعاب المرجانية والجزر الغنية بالسلاحف البحرية والطيور.
ويقول أبوزيد إن المكاتب السياحية تنشط في تنظيم رحلات السفاري إلى محمية “وادي الجمال”، وأيضا رحلات الغوص في مياه المناطق الثرية بالحياة البحرية.
وفي كتابها “أقاليم مصر السياحية.. دراسة في جغرافية السياحة”، تقول الدكتورة محبات إمام أحمد الشرابي عن مرسى علم ومناطقها الساحلية، إنه لا توجد منطقة في صحراء مصر الشرقية تعتبر ذات جذب سياحي سوى ساحل البحر الأحمر، وإن درجات حرارة الماء والهواء فيها ملائمة للنشاط السياحي على مدار السنة.
كما تتميز المنطقة بـ”الحياة الحيوانية والنباتية التي يتمتع بها قاع البحر وقرب الشاطئ وذلك لما توفر بمنطقة مرسى علم ومختلف مناطقها من ظروف بيئية ملائمة لتكون الشعاب المرجانية التي تنشط في مثل تلك البيئة من مياه صافية ودافئة ومرتفعة الملوحة، وهي بيئة تساعد على أن ينشط المرجان في تكوين شعابه في قاع البحر وأن تكون عملية التكوين مستمرة، فتتكون مستعمرات ضخمة ترتفع من قاع البحر إلى سطح الماء (…) ولا غرابة في أن يزداد عدد هواة الغوص، وتكتسب رياضة الغوص المزيد من الشهرة بتلك المنطقة عاما بعد عام، وأنه بجانب الغوص وما تحويه الشعاب المرجانية من حياة بحرية متنوعة، فإن هناك الطبيعة الصحراوية الخاصة التي تجذب عشاق سياحة السفاري مثل المرتفعات الجبلية والهضاب والوديان والسهول أيضا”.