مخاوف أميركية من رواية ترامب الهوليوودية

إعلان الرئيس الأميركي عن وفاة زعيم داعش كشف مجموعة كبيرة من التفاصيل الحساسة حول العملية العسكرية التي يمكن أن تعرض الغارات المستقبلية.
الثلاثاء 2019/10/29
الجنرال مايكل ناغاتا: ترامب ليس أول من ينتهج هذا السلوك المستخف بالسرية العسكرية

واشنطن- أعربت مصادر أميركية عن قلقها من المعلومات التي كشفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل قائد تنظيم داعش أبوبكر البغدادي.

وكشف إعلان ترامب عن وفاة زعيم داعش مجموعة كبيرة من التفاصيل الحساسة حول العملية العسكرية التي يمكن أن تعرض الغارات المستقبلية.

وأسهب ترامب أثناء المؤتمر الصحافي الذي دام 48 دقيقة كاملة في الحديث عن ظروف العملية العسكرية التي قال إنه كان متابعا لها مباشرة “كما لو أنك تشاهد فيلما سينمائيا”.

ولفت المراقبون إلى ما كشفه حول الكيفية التي قامت بها القوات الخاصة للجيش الأميركي “دلتا فورس” لمهاجمة المجمع شديد التحصين، لاسيما من خلال اختراق جدرانه لتجنب الأبواب المفخخة، ومن ثم مطاردة زعيم التنظيم البغدادي داخل شبكة من الأنفاق، وما رواه عن قيامه بتفجير سترته الانتحارية وقتل نفسه مع ثلاثة أطفال.

وتنقل الصحافة الأميركية عن مايكل ناغاتا، وهو جنرال متقاعد في الجيش الأميركي وكان قائد العمليات الخاصة البارز في الشرق الأوسط، أن الحديث عن العمليات العسكرية من قبل من لا يفقهون شيئا في القضايا العسكرية هو شأن يدعو إلى الغضب.

وأضاف “إنها قصة جيدة، ويمكنني أن أفهم الدافع لقصة جيدة. ويمكن أن تكون لها فوائد إيجابية، لكن الفوائد تبقى أقل مما تسببه من ضرر على مستقبل العمليات العسكرية ضد الإرهاب”.

ونقلت الصحافة الأميركية عن بعض قدامى المحاربين الذين شاركوا في العمليات السابقة، أن بعضا من التفاصيل التي رواها ترامب من شأنها وضع الجماعات الإرهابية في صورة الكيفية التي تعمل بها الأجهزة الأمنية والعسكرية في الولايات المتحدة.

ونقل عن أحد المصادر العسكرية الأميركي القول “أنا مندهش من أنه دخل في هذا المستوى من الدقة”. ويذكر  الجنرال ناغاتا أن ترامب ليس أول من ينتهج هذا السلوك المستخف بالسرية العسكرية.

وقال ترامب “هؤلاء الأشخاص أذكياء للغاية، لم يعودوا يلجأون إلى استخدام الهواتف الذكية”، مضيفا “إنهم أذكياء للغاية من الناحية الفنية، كما تعلمون، هم يستخدمون الإنترنت أكثر من أي شخص في العالم”.

وتساءل ناغاتا “لماذا يذكر ذلك؟”، مضيفا أن في ذلك ما يضر بعمل المهندسين المنكبين على مراقبة شبكات الإنترنت المشبوهة. وكان ترامب قد ذهب إلى وصف دقيق لتصميم المجمع الذي كان يأوي زعيم تنظيم داعش.

ونقل عن قائد عمليات خاصة طلب عدم الكشف عن هويته “هذا أمر حساس جدا”، مضيفا أن “العدو يعرف إلى حد ما أنه بات يمكننا اكتشاف ذلك، لكنه لا يعرف كيف يتم ذلك، ونحن لا نريد ذلك”.

ويقول اريك روبنسون، وهو ضابط مدرب شغل مناصب في قوات المخابرات والعمليات الخاصة حتى العام الماضي، إنه ليس على الرئيس أن يكشف أمورا كهذه، “إنه متهور، ولكن الأمر ليس أسوء من إظهاره لصور الأقمار الصناعية التي رصدت موقع إطلاق إيران لصواريخها الفضائية. كان ذلك سيئا”.

ويأخذ بعض جنرالات الجيش الأميركي ذهاب الرئيس دونالد ترامب إلى الحديث عن عدد المروحيات التي استخدمت في عملية قتل البغدادي، وعن لجوء رجال القوات الأميركية الخاصة إلى “تفجير ثقوب في جانب المبنى، دون الرغبة في المرور عبر الباب لأنه كان مفخخا”.

7