لا بد أن يكون هناك مسؤول سياسي "عميق" يدير الأزمة، وقبل كل ذلك، لا بدَّ من ثقافة شعبية لا ترضخ للابتزاز أو الترهيب أو الاحتياج.

جماعة الإخوان تقريبا انتهت بغير رجعة ولم يعد لها مكان في المجتمع المصري إلا من قبيل أوهام "عودة الشيخ إلى صباه"، وأي رهان على عودتها كما كانت طيلة 80 عاما، خاسرٌ لا محالة.

ما بين "الثورة" و"المؤامرة" كانت الإشكالية الوجودية التي لا تزال بانتظار التقييم النهائي على وقع الخراب المعلن، ليس في مصر وحدها، ولكن انتشر بعدها ليشمل عواصم عديدة.

جولة واحدة تحت سفح الهرم الأكبر، أو "أبوالهول" تفضح كل هذا العبث الذي يتم علنا في أبشع عملية ضحك على الذقون، وقد جربتها مرَّة ولم أكررها أبدا.

ربما يمكن تلخيص العلاقة بين الذكر والأنثى في أنها تتصارع حول مفهومي مدرستين، الأولى حضارية وخبرتها البشرية تتجاوز الآلاف من السنين.

المثلث التركي الإيراني القطري الذي استغل أوضاع المنطقة وتآمر عليها، بات يعاني داخليا ويدفع ثمن حماقاته التحريضية وأيضا علاقاته مع الجماعات الإرهابية.

المشكلة ليست في البقرة "الهولندية" ولا في نظيرتها السودانية أو المصرية أو من أي ملّة أو جنسية أو سلالة؛ ولكن في "هذا" الذي تشابَهَ علينا ويقود إدارة موارد اقتصادياتنا العربية.

قضية محورية مثل القضية الفلسطينية ومعها القدس المحتلة، كانت، ولا تزال، أكثر تجارة رائجة، باسمها قبض كثيرون عمولتهم وأتخموا أرصدتهم مالا في البنوك، بعد أن أشبعوها نضالا أمام المايكروفونات.

يبدو الضعف العربي مأساويا عما قبله، وكأنه بات "عُملة" رسمية بامتياز، تتآكل فيها الأولويات وتتراجع القضايا تحت وطأة "النأي بالنفس" أو الانشغال بالهموم الداخلية، أو ارتفاع وتيرة الصراخ والتخوين.

مأساة زعيم كعلي عبدالله صالح، وربما غيره، أنه عاش عندما كان وجوده مشكلة، ومات عندما حاول أن يجعل من وجوده حلا.

لا يزال جوهر الحال أننا "وطنٌ في أزمة.. طفلٌ يموتُ قتلاً بالرَّصاصِ في مُصلَّى.. وقاتلهُ يمرحُ بعيداً عن أمٍّ لم يعرف طريقه إلى ثديها".. بتعبير جنرال الشمس الساطعة، علاء الدين سويلم، أو كما قال.. وافهموها كما تشاءون.

"الخرابة" هي التجسيد العامي لنموذج السلوك العشوائي الذي ينتشر عندنا في" برِّ المحروسة" ويتمترس حاملوه به، تشبثا بما هو أسوأ.

المضحك، أن ظاهرة "فتوَنة الزوجات" أصبحت "حالة عربية" ساخرة، فـ35 بالمئة من نساء الكويت مثلا، شعرن بالمتعة بعد ضربهن وتعذيبهن لأزواجهن.