لماذا بلادنا العربية بالذات ومعنا دول العالم الثالث مرتع لكل هذه القسوة التي لا تفرق بين إنسان وحيوان؟

باختصار.. عندما تكون تلميذا في مدرسة الوطنية الأولى.. تريد أن تتعلم كما الأشجار تموت واقفة.

صحيح أن الجيش “أبوالجنرالات” كما يقولون.. جنرالات يبحثون عن تمثال “نصرٍ” في متحف التاريخ، وجنرالات آخرون يسقطون إما بـ”خيانة” أو "استهانة"!

مثلما للموت حرمته، للحياة استحقاقاتها المريرة وقوانينها الخاصة للتعايش، ليس بين أحياء وأحياء ولكن مع أموات غادروا وقاسمناهم حتى الإزعاج في رقدتهم الأخيرة.

لم يكن الفوز كافيا لدى "عواجيز الفرح" ليلتقطوا أنفاس الوطن أو يشاركوه فرحته، فثاروا في حالة "حقد شرجي" مزمنة و"زاطوا" بعد الإعلان عن منح اللاعبين مكافأة التأهل.

فتاة محجبة تمشي في الشارع وهي ترتدي بنطلونا مقطعا عند ركبتيها، فاعتبر أحدهم: أن هذا دليل قاطع على الإيمان والورع وأنه من كثرة السجود.. ليصيحَ بصوت عال: ربنا يتقبل يا طاهرة!

حروب الأنوثة والذكورة في مجتمعاتنا العربية قديمة للغاية، وربما تصل حد الحرب الأهلية الفكرية أو الاجتماعية التقليدية، مع الإقرار المبدئي بأنه ليس كل ذكر "رجلا"، بمثل ما ليس كل امرأة "أنثى".

كلما أقرأ تغريدات "عم أفيخاي" أضحك كثيرا بمرارة، وأقارن بين وظيفته، التي أحترمها، كنوع من الدعاية السوداء لجيشه العدواني ولدولته العنصرية، وهذا حقه.. وبين غالبية جيوشنا العربية التي للأسف تبني حاجزا نفسيا.

صحيح أن «بلبول» جماعات التيار المتأسلم، وقع في شرِّ أعماله، وظهر على حقيقته الوحشية، وخاصة في مرحلة ما عُرف زورا بـ”الربيع العربي”..

رأيك في إخوانك الذين تفرَّغوا فقط، للاجتماعات والصور التذكارية، نسوا فلسطين، وتركوا العراق يسقط، وفرّطوا في ليبيا، وسوريا، ويتفرجون على ما يحدث في ساحاتنا العربية، ويتصارعون على الفراغ الموحش.

الدولار.. الذي فاق جنون البقر وهوس الطماطم وكل نزلاء مستشفى الأمراض العقلية، كان في الأشهر الأخيرة بعد تحرير سعره "شمَّاعة" الغلاء الفاحش.

حمار عمّ عطية.. مثال واضح لمؤامرة قوى “الاستحمار” العالمي على بلادنا. الآخرون يستهدفون حميرنا والاستفادة منها علميا.

الآن أدركت، لماذا كان أجدادنا رغم خشونتهم في زمن الجاهلية الأولى، مُغرَمون بـ"الأعْجاز" والأرداف التي تتثاقل وتتمايل، إنهم اكتشفوا ثروة ما قبل النفط وتغزَّلوا بها.

الحقيقة المؤلمة خاصة في السنوات والعقود الأخيرة، جعلتنا عربيا في واحدة من أبرز ظواهر “الكسوف” التي تتضح تجلياتها في مشاهد الشيزوفرينيا المتشظية في غالبية عواصمنا القلقة.

الواقع يقول إننا نعيش في عصر النساء، وليسجد كل منا لربِّه، لأننا لسنا في موقع سلطة أو كرسي حكم، التهمة ستكون أشنع وأفظع، خلعٌ من الحكم، أو هروب، أو إيداعٌ في قفص محاكمة.

بعد سنوات، وعندما كبرت، كنت قد نسيت الحكاية، ولكن الرئيس “الإخوانجي” مرسي ذكرني بها قبل سنوات وفي فترة حكمه السوداء، عندما تساءل في خطاب ممجوج: إذا مات القرد.. فماذا سيفعل القرداتي؟

يكفي عجل واحد أو تيس أو خروف أقرن أملح، لتستمر الحياة في القطعان السائبة، لتزداد المأساة في تدخل الحكومة على الخطِّ بمنع ذبح الإناث لضمان زيادة النسل أمام الملايين من الأفواه الباحثة عن قطعة لحم بسعر معقول، لتنصب المجازر للذكور والذكور سيئي الحظ فقط!

ما أفزع منه، أن تستمر فضائياتنا ووسائل إعلامنا في جَرِّنا للوراء، لا تكشف مستقبلاً، ولا تناقش منجزا، ولا تزرع أملا، وكأنها لا ترى في مجتمعاتنا سوى مجرد "مسودّة" لوطن.