محمد صلاح.. حامل لواء العرب على لقب الأفضل عالميا

المنافسة تبدو حامية على لقب أفضل لاعب بين محمد صلاح والبرتغالي كريستيانو رونالدور والكرواتي لوكا مودريتش.
الأحد 2018/09/16
الفرعون المصري أول لاعب عربي سيعتلي منصة التتويج

سيكون النجم المصري محمد صلاح حاملا لحلم الملايين من عشاقه في الدول العربية ضمن جائزة الأفضل عالميا وذلك لأول مرة في التاريخ، وهو ما يعتبره متابعون إنجازا في حد ذاته. ورغم أن الحظوظ تبدو متباينة بينه وبين منافسيه إلا أن الأمل يظل معلقا على منح الفرعون الصغير هذا اللقب الذي يغيب عن خزائن العرب.

القاهرة - بدأ العد التنازلي لموعد الكشف عن جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم لعام 2018 والمقرر لها 24 من سبتمبر الجاري، وهي الجائزة المرشح لها اللاعب المصري الدولي محمد صلاح، المحترف في صفوف فريق نادي ليفربول الإنكليزي، كأول لاعب مصري وعربي يحقق هذا الإنجاز.

وجاء اسم صلاح في القائمة النهائية التي أعلن عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بين البرتغالي كريستيانو رونالدور لاعب يوفنتوس الإيطالي، والكرواتي لوكا مودريتش لاعب ريال مدريد الإسباني.

وتجاوزت حالة صلاح حدود المنطق بالنسبة إلى لاعب بدأ حياته مع كرة القدم في ناد غير جماهيري، وانطلق منه إلى العالمية متسلحا بالصبر والمثابرة ومهاراته الخاصة في فنون اللعبة، والأهم أنه وضع نصب عينيه هدفا قاتلا من أجل تحقيقه، حتى امتلكت مصر والعالم العربي لاعبا يذكر اسمه بين عظماء اللعبة.

وصار الفرعون المصري قوة عظمى بفضل الجماهيرية العريضة التي حققها في سنوات قليلة، زاد صداها خلال العام الماضي 2017، والذي حمل لصلاح العديد من الإنجازات جعلته أيقونة المصريين والسبب الأقرب في رسم الفرحة على وجوههم. وكانت تلك الشعبية السند له في أزمته الأخيرة مع اتحاد الكرة في بلاده، والتي كشفت أن العالم يدرك قيمة صلاح بخلاف مسؤولي اتحاد الكرة في بلاده.

ورغم أن المنافسة بدت حامية على لقب أفضل لاعب، ما يجعل حظوظ صلاح في نيلها غير مؤكدة، إلا أن الفرعون المصري مرشح لنيل أحد لقبين آخرين أولهما جائزة “بوشكاش” لصاحب أجمل هدف في العالم للعام 2018، بالهدف الذي سجله في شباك إيفرتون الإنكليزي في الموسم الماضي.

وينافس هدف صلاح مع تسعة أهداف أخرى على الجائزة، أبرزها الهدف الذي سجله دينيس تشيريتشيف لمنتخب روسيا ضد كرواتيا في مونديال روسيا 2018، وهدف لاعب برشلونة ليونيل ميسى لصالح منتخب الأرجنتين ضد نيجيريا، وهدف نجم ريال مدريد غاريث بايل ضد ليفربول بدوري الأبطال، وهدف كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد ضد يوفنتوس في البطولة نفسها.

ولم يكتف صلاح بذلك، بل كان اسمه ضمن قائمة المهاجمين المرشحين للتواجد في التشكيلة المثالية للفيفا، وهي قائمة عامرة بعمالقة الهدافين وهم، كريستيانو رونالدو (يوفنتوس)، ليونيل ميسى (برشلونة)، كيليان مبابي (باريس سان جرمان) وزميله في الفريق نيمار دا سيلفا، ساديو ماني (ليفربول)، باولو ديبالا (يوفنتوس)، لويس سواريز (برشلونة)، ماريو ماندزوكيتش (يوفنتوس)، هاري كاين (توتنهام)، كريم بنزيمة (ريال مدريد)، ليفاندوفيسكي (بايرن ميونيخ)، روميلو لوكاكو (مانشستر يونايتد)، أنطونيو غريزمان (أتلتيتكو مدريد) وإيدسون كافاني (باريس سان جرمان).

تأرجح المنافسة

بالعودة إلى جائزة أفضل لاعب التي يطلق عليها “ذي باست” (The best)، تتأرجح حظوظ صلاح بينه وبين منافسيه، لكن يظل الفخر حاضرا بعدما رفع سقف طموحات الشباب في بلاده والدول العربية إلى مدى بعيد.

وسيكون عشاق النجم المصري على موعد مع حفل الإعلان عن الجائزة في 2018 الاثنين 24 سبتمبر. ويقام الحفل هذا العام في لندن مثل العام الماضي، وربما تكون لذلك دلالة رمزية إيجابية تدعو إلى التفاؤل، باعتبار صلاح اللاعب الوحيد الذي يلعب في الدوري الإنكليزي الذي يصل لهذه الجائزة منذ فترة.

وستكون هذه هي النسخة الثالثة من الجائزة، بعد فصلها عن الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية واسعة الانتشار، لأفضل لاعب في العالم.

ولا تقتصر جائزة الفيفا على أفضل لاعب كرة قدم في العام فقط، بل تضم فئات أخرى تمنح للأفضل في كرة القدم سواء كانوا مدربين أو لاعبين أو حتى جمهور، لكن حفل هذا العام سيكون تاريخيا بالنسبة إلى العرب بسبب وجود صلاح بين المرشحين، والذي وضع اسمه بين الكبار بعد حصوله على مجموعة من الجوائز أبرزها، الأفضل في الدوري الإنكليزي الممتاز، والحذاء الذهبي لهداف”البريمير ليغ”، وهو الآن على بعد خطوة واحدة من تحقيق إنجاز كبير.

حالة صلاح تتجاوز حدود المنطق بالنسبة إلى لاعب بدأ حياته في ناد غير جماهيري، وانطلق منه إلى العالمية متسلحا بالصبر والمثابرة ومهاراته الخاصة

وتم البدء في تقديم الجوائز في العام 2016، كبديل عن جوائز الكرة الذهبية، والتي لا تزال تقدمها مجلة “فرانس فوتبول”، لكن دون شراكة مع الاتحاد الدولي.

ولم يفز أي لاعب بهذه الجائزة سوى كريستيانو رونالدو، أما ليونيل ميسي فقد حل وصيفا عامي 2016 و2017. ويتم منح الجائزة للاعب الأفضل من حيث الإنجازات سواء مع فريقه أو منتخب بلاده في الفترة ما بين 3 يوليو 2017 وحتى 15 يوليو 2018.

ويتم اختيار الفائز من بين قائمة تضم 10 لاعبين، عن طريق لجنة من أساطير كرة القدم، بعدها تطرح قائمة اللاعبين العشرة الذين وقع عليهم الاختيار للتصويت بمشاركة المشجعين والصحافيين ومدربي وقائدي المنتخبات، ثم يتم الإعلان عن القائمة النهائية التي ضمت صلاح ورونالدو ومودريتش.

التصويت لمن

تقسم نسب التصويت بواقع 25 بالمئة للجماهير، ومثلها للأبرز من الصحافيين الرياضيين على مستوى العالم، و25 بالمئة لقادة المنتخبات الأعضاء في الفيفا وعددهم 207 منتخبات، وكذلك 25 بالمئة لمدربي هذه المنتخبات، ويمنح الثلاثي المرشح لحصد الجائزة 5 نقاط، أو 3 نقاط أو نقطة على الترتيب.

ويرى بعض النقاد أن لوكا مودريتش المرشح الأوفر لنيل اللقب، بعدما قاد منتخب بلاده لإنجاز تاريخي بالوصول إلى المباراة النهائية، في بطولة كأس العالم الأخيرة بروسيا، وخسر اللقب أمام المنتخب الفرنسي.

كما نال مودريتش لقب أفضل لاعب في المونديال، قبل أن يخطف من صلاح ورونالدو لقب أفضل لاعب في أوروبا لعام 2018، على عكس إنجازات محمد صلاح، وغالبيتها فردية حققها مع فريقه الإنكليزي ليفربول.

ويؤكد خبراء اللعبة أن وجود محمد صلاح بين قائمة المرشحين هو إنجاز كبير في حد ذاته، ما يعزز قيمة هذا اللاعب الذي انتقل إلى مستوى آخر من الاحتراف، وحقق ما لم يحققه أي لاعب عربي آخر، حتى وإن جاء من هم أفضل منه في المهارة.

وقال الخبير الكروي طه إسماعيل لـ”العرب”، إن هناك عدة نقاط تصب في صالح اللاعب المصري، فهو سيحظى بدعم مدربي وقادة غالبية المنتخبات الأفريقية، وعددهم 56 منتخبا يشاركون في التصويت، لا سيما وأن هناك أكثر من مدرب أعلن عن منح صوته لصلاح، منهم مدرب النيجر غيرنوت روهر، الذي قال في مؤتمر صحافي عقب لقاء جمع بين منتخبه ومنتخب مصر مؤخرا، “منتخب مصر يضم أفضل وأنا شخصيا منحته صوتي”، وكذلك خافيير أغيري مدرب الفراعنة.

Thumbnail

ويعد صلاح ثالث لاعب أفريقي يترشح لجائزة أفضل لاعب في العالم بعد جورج ويا والكاميروني صامويل إيتو. ويأمل عشاق الكرة في القارة السمراء أن يسير اللاعب على خطى الأسطورة الليبيرية جورج ويا، بالفوز بالجائزة.

ومن ضمن النقاط التي تصب أيضا في صالح هداف ليفربول الإنكليزي حصوله على دعم مدربي وقادة المنتخبات العربية في قارة آسيا.

ويتشارك الثلاثي المتنافس على الجائزة (صلاح ورونالدو ومودريتش) في إنجاز الوصول إلى المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا، والتي جمعت بين فريقي ليفربول الذي يلعب له صلاح، وريال مدريد الذي يضم رونالدو ومودريتش، ولعل الفوز بلقب البطولة من ضمن الأشياء التي ترجح كفة مودريتش، لا سيما وأن صلاح لم يحقق مع فريقه الإنكليزي أي لقب.

لكن اللاعب المصري حقق العديد من الأرقام القياسية خلال البطولة، فقد سجل 10 أهداف وأصبح أكثر لاعب في تاريخ ليفربول يسجل في موسم واحد، بالتساوي مع زميله البرازيلي روبرتو فيرمينيو، وأول لاعب أفريقي يسجل أكثر من 9 أهداف في نسخة واحدة من دوري الأبطال، كما يعد صلاح ثاني أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في موسم واحد بجميع المسابقات الإنكليزية والأوروبية في تاريخ ليفربول برصيد 44 هدفا، خلف إيان راش صاحب الـ47 هدفا.

والأهم أن اللاعب ساهم في وصول منتخب بلاده إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما، والعودة إلى كأس الأمم الأفريقية بعد غياب دام 7 سنوات، وكانت كل هذه الإنجازات سببا في ترشيح صلاح لجائزة أفضل لاعب في العالم، ونال دعم عدد من أساطير كرة القدم العالميين.

وقال روبي سافاج لاعب ويلز السابق، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” “يجب أن تمنحوه جائزة أفضل لاعب في العالم الآن، فهو يستحق ذلك”.

وقال عنه أسطورة ليفربول روبي فاولر، أحد من تم ترشيحهم لهذه الجائزة عام 1996، “الأداء الذي يقدمه والثقة التي يلعب بها والأهداف التي يسجلها بهذه الطريقة، كل ذلك يتحدث عنه.”

غير أن الجديد في جائزة أفضل لاعب هذا العام أنها قضت على أساطير كرة القدم، ممن نالوا اللقب أكثر من مرة، وعلى رأسهم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، نجم فريق نادي برشلونة الإسباني، والذي خرج من القائمة النهائية، وحتى “الداهية” رونالدو، الذي لم يتردد اسمه كثيرا رغم وجوده في القائمة النهائية وتكاد تقتصر المقارنة والحديث عن مودريتش وصلاح.

ويعني ذلك انتهاء حالة احتكار الجوائز التي تأرجحت بين ميسي ورونالدو طوال أكثر من 7 أعوام مضت، وربما يعود ذلك إلى تخطيهما سن الثلاثين، وصعود جيل جديد من النجوم أمثال صلاح ومبابي ونيمار وشاكيري وغيرهم، وكل هذه الأسماء ستجعل المنافسة على لقب الأفضل في العالم أكثر سخونة.

خبراء اللعبة يؤكدون أن وجود صلاح بين قائمة المرشحين هو إنجاز كبير في حد ذاته، ما يعزز قيمته في الانتقال إلى مستوى آخر من الاحتراف

لم يع بعض مسؤولي الكرة في مصر ما وصل إليه صلاح، وتناسوا أنه بات في مكان آخر وعالم جديد لا يعرف إلا لغة الاحتراف، على عكس مفهوم اتحاد الكرة عن الإدارة وإصرار قياداته على أن تسير كل الأمور بالود.

ووقع اللاعب مؤخرا في أزمة مع اتحاد الكرة، بعدما طلب وكيل أعماله عدة طلبات تتعلق بإجراءات تأمين صلاح أثناء تواجده مع منتخب بلاده، وكذلك طرق الانتقالات والاستقبال، كما يحدث مع أغلب نجوم العالم، فضلا عن مطالبة رامي عباس وكيل أعمال صلاح بعدم استغلال صورة اللاعب، أو إقحامه في زيارات رسمية أو ودية وعدم الإدلاء بتصريحات صحافية، قبل الحصول على موافقة من وكيله.

لكن شعبية صلاح انتصرت على ألاعيب اتحاد الكرة، وطالب نجوم كبار بالتدخل لحل الأزمة، لا سيما وأن مصر لا تمتلك سوى لاعب وحيد بهذا القدر. ونال اللاعب ما أراد، لكن الاتحاد لم يغيّر من طريقته في التعامل معه، فقد حاول أحد قيادات الاتحاد استغلال وجود اللاعب في القاهرة،

وعقد معه جلسة ودية محاولا حل كافة الأزمات في ما بينهما، غير أن صلاح رفض تماما وأكد على أن كل هذه الأمور تخص وكيله فقط.

ولا يزال الاتحاد يسعى إلى الاستفادة من اسم صلاح، في وقت تقوم شركة متخصصة بإدارة اللاعب تسويقيا، وفقا لعقود مشروطة قد تعرضه إلى غرامات مالية كبيرة، إذا تم الإخلال بها، مثلما حدث قبل انطلاق المونديال، وتم وضع صورة اللاعب على الطائرة الخاصة بالمنتخب، قبل أن تعالج الأزمة بتدخل من وزير الرياضة السابق خالد عبدالعزيز.

وهناك أمر وحيد يثير الانتباه وهو أن صلاح سيقف بعد أيام قليلة على منصة التتويج بين اثنين من أفضل لاعبي العالم، وسيتواجد في مكان سبقه إليه عظماء في حجم زين الدين زيدان ورونالدينيو ولويس فيغو وروبرتو باجيو، وإن كانت كفة مودريتش هي الأرجح لنيل اللقب، فيكفي صلاح  الترشح للجائزة لأن ذلك يعني أن فوزه باللقب أصبح قريبا العام المقبل.

22