لعبة إلقاء اللوم، التي تشتعل الآن أميركيا، لن تغطي على الفشل الأميركي الواضح والجهل الفاضح بالمنطقة وشعوبها.

المالكي أسس لعملية سياسية كرس فيها التجاذبات الدينية بهويات طائفية وعرقية لا تملك مقومات العمل الديمقراطي في داخلها ولا تستطيع نفي انتماءاتها الخارجية.

ظن المالكي وإيران، أن رهانهما على تمكين المكون الشيعي العراقي المتطرف، اقترب من النجاح ولم يتبق سوى الاحتفال بالفوز الذي تتوجه ولاية ثالثة لحامل الكبريت ونافخ الكير.

زلزال نفسي منيت به مدارس الفتنة بعد أن أسقط التحالف الخليجي المصري نوايا الشر التي تحتضنها قطر وتغدق عليها من (زكايب) ثروتها.

اليقين باحتكار الحقيقة، آفة عربية معاصرة يمارسها بعض المنتسبين لأهل العلم كما يمارسها العوام الذين تعلموها منهم.

هناك أسباب خارجية وداخلية لتصاعد حدة الجدل في عالمنا، ومن هذه الأسباب الرغبة القوية لدى الشعوب العربية في الإصلاح والتغيير.

السيسي أعاد الشعور العربي بمصر وقيمتها وأهميتها إلى مكانه الصحيح والطبيعي، بعد أن غيبت سنوات مبارك، الأخيرة بالذات، هذا الشعور.

أسباب الخلاف الحقيقية لم تنته والدول التي سحبت سفراءها لا تزال غير مطمئنة لنوايا قطر وإجراءاتها لأنها لم تقدم إلى الآن ما يبعث على هذا الاطمئنان.

شماعة "التغريب" من ارتدادات تلك المرحلة التي بات يرفضها طرفا المعادلة المجتمعية: المرأة والرجل.

بعودتها الجديدة تكون قطر اختارت الحكمـة وحضنها الخليجي رغـم أنف الإخوان الذين يحاصرون قـرارها السياسي لحسـاب أهـدافهم.

إذا كنا نعرف من تجربة دبي العربية مواصفات النجاح فلماذا نختار البقاء في ظلمات التخلف وإلى متى.

سيعود الأميركيون مع حلفائهم الكبار في أوروبا إلى حسابات الربح والخسارة التي أحرقت تاريخيا أنظمة وجماعات أذكى وأهم من الإخوان بكثير.

ما تريده إيران هو أن يطول تفرق وتقاتل العرب سنة وشيعة وأن تضعف بلدانهم بتبديد الثروات والتقسيم لكي تصبح الحاكم المطلق في المنطقة.

العصا الإخوانية أطلقت بعض الخلايا النائمة والأصوات الكامنة، المتربحة حزبيا وشخصيا، من عقالها لتنشأ من جراء ذلك حالة رعب اجتماعي غير مسبوق.

من مصر والسعودية يمكن أن تنطلق بادرة هذه الوحدة المنتجة ممثلة بإنشاء مجلس للتعاون العربي يحقق فعلا استراتيجية الاقتصاد والأمن العربي المشترك.

الآن لابد أن القطريين قد أدركوا معنى كلام المواطنين الخليجيين الشرفاء الذين حذروهم من تربصات الإخوان بأشقائهم في دول الخليج وحذروهم من اللعب بالنار قرب حدود هذه الدول.

حدثت عودة سريعة على مستوى الجماهير إلى منابر الدعاة المخلصين لدعوتهم الذين رفضوا وما زالوا يرفضون ليّ عنق النصوص الدينية لتوافق الأهواء السياسية والحزبية.

إخوان مصر ارتكبوا خطيئة الإسلام السياسي الكبرى حين خطفوا ثورة المصريين من شبابها وقفزوا إلى حكم مصر بعد أن وقعوا على (بياض) للقوى الأجنبية.