الترحيب بالأمر الملكي أشبه بفرحة الإمساك بطوق النجاة الذي سيخلص السعوديين من الغرق في تربصات ومؤامرات الحركيين.

في ما يبدو أنه شكل لهما مفاجأة قاسية ذهب العرعور والنجيمي، وهما يقاطعان ويعلقان على مداخلتي، إلى التدليس والتلبيس.

قطر، في وجود القرضاوي وغيره من أعضاء جماعة الإخوان الهاربين، تلعب بالنار قريبا من حدود أشقائها في منطقة الخليج العربي.

عدنان العرعور وغيره جعلوا من الشباب السعودي كرة سهلة، يقذفونها مرة إلى ملعب داعش ومرة إلى ملعب جبهة النصرة.

الآن، بعد كل هذه المناجزات الفكرية، الساخنة والباردة، على مدى ما يقرب من ثلاثين سنة: من الذي انتصر في الحرب الأهلية العربية الفكرية؟

حين تنوب دبي عن القاهرة في إشعال فرح السنة الجديدة، فهذا يعني أن الأولى نجحت في فهم واقع التطرف الديني وقلمت أجنحته لكي لا ينقض على إرادتها ومكتسباتها التنموية.

في مسرح اللامعقول العربي، يتصدر المشهد الطائفي رئيس وزراء يحكم بلدا بحجم العراق وليس مجرد إنسان بسيط سمع الناس يقولون شيئا فقاله.

لا فرق بين سكين حانقة وسكين متربصة، لأن النتيجة واحدة وهي إزهاق أرواح بريئة، ثمنا لما يسعى إليه هذا أو ذاك.

إن الشياطين لو اجتمعت ما استطاعت أن تسيء إلى الإسلام والمسلمين مثل ما أساءت القاعدة وأجندتها الإرهابية التي يديرها مجانين وجدوا من يوظفهم أو يستخدمهم أو يزين لهم أفعالهم.

بعض الخليجيين وإن دافعوا عاطفيا عن فكرة الاتحاد فإن ما يهمهم في المقام الأول، حين يوضعون على المحك، هو أن تصدق أولا نوايا التعاون بين دول المجلس.

"المواطن الخليجي محكوم عليه (بالعيش الكريم) وممنوع عليه (الفهم الصحيح) لما يدور حوله من تغيرات وما يثار عند بابه من أتربة السياسة الإقليمية والدولية".

سلبية ردود فعل المرأة العربية على العنف، هي أول ما يجب أن يُناقش في محافل مكافحة هذا العنف المستشري ضدها.

هناك من لا يستولي على ماضيه بشكل يمكنه من تجاوزه والتعامل معه باعتباره محطة مرت بكل ما لها وعليها وبقيت منها فقط الذكريات والعبر.

اعتبر كثير من المراقبين، الحالة الثورية العربية الجديدة، بمثابة حرب محلية بين التيارات وليست ثورات وطنية من أجل ما توهمت الشعوب حدوثه وهو العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية.

في الحالة السورية الآن دليل صارخ على تحول النفاق السياسي إلى سلوك أممي تتنافس فيه الدول وتزايد على بعضها إزاء حقائقه ونتائجه المأساوية.

يمكن أن تطرح مسائل الحقوق، بما فيها حق قيادة المرأة السعودية للسيارة، للحوار والنقاش المنطقي، بعيدا عن مشاجب التغريب ومشانق الرأي.

لابد أن تلتقي إرادة أنظمة وشعوب المنطقة على البناء التدريجي للمؤسسات الديمقراطية، الذي يبدأ من فصول التعليم وبيوت الثقافة والإعلام.

رسالة مصرية من هذا النوع تعني أن خيارات البقاء بغير التنسيق والتعاون العربي، ولن أقول الوحدة العربية، أصبحت معدومة. وأن على العرب أن يفهموا بأنه من غير تضامنهم وتوحد مصالحهم سيؤكلون فرادى.