مجلة المسرح تحتفي بالمسرحية الإماراتية "رحل النهار"

عدد جديد يرصد أجواء الدورة الـ13 من مهرجان المسرح العربي.
الجمعة 2023/02/03
مسرحية ملحمية عن بيئة مشحونة

الشارقة - يرصد العدد 41 من مجلة المسرح الشهرية (عدد فبراير)، التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة، أجواء الدورة الـ13 من مهرجان المسرح العربي، الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية في مدينة الدار البيضاء من العاشر إلى السادس عشر من يناير الماضي، وبمناسبة تتويج العرض الإماراتي “رحل النهار” لفرقة مسرح الشارقة الوطني بجائزة المهرجان، نشرت المجلة مجموعة من الآراء والانطباعات لمسرحيين محليين وعرب حول العرض، الذي كتب نصه إسماعيل عبدالله وأخرجه محمد العامري.

واستفاد العمل من قصائد الكثير من الشعراء العرب على غرار محمود درويش وبدر شاكر السياب وأحمد مطر وغيرهم، ليصوغ ملحمة تحاول الإمساك بواقع العالم العربي المثقل بالصراعات والتي يغذيها كل من جهته.

واعتبر الكاتب المغربي وائل بورشاشن أن “أوجها متعددة لمأساة واحدة صورها العرض المسرحي ‘رحل النهار‘، الذي يأتي منسجما مع واقع المنطقة الذي يغلب عليه التشاؤم والمآسي ذات العناوين المتعددة”.

عدد فبراير من المجلة قدم قراءة للعرض الإماراتي المتوج بجائزة مهرجان المسرح العربي وقراءات لأعمال عربية وحوارات
عدد فبراير من المجلة قدم قراءة للعرض الإماراتي المتوج بجائزة مهرجان المسرح العربي وقراءات لأعمال عربية وحوارات

وتحكي المسرحية، كما يبين بورشاشن قصة قهر واحد بالمنطقة تتعدد وجوهه ومفاهيمه وأكسسواراته: الجنرال الذي يمتلئ صدره بالنياشين، داعية السياسي المتدثر بثوب الإسلام، المعمم الولي الفقيه، رئيس الحزب الذي يبتغي ثورة ولا يقبل إلا التأمين على رؤاه واتباع هداه.

ويتصارع في “رحل النهار” الموت مع الحياة، بياض ضد السواد، فكرة انتحار الفكرة أمام تفشي الجهل، ما يجعل منها رغبة مسرحية في إحياء الأمل لكن الألم والضياع ينتصران، مسرحية تغوص في دواخل شخصيات متنافرة ومتصارعة لأجل البقاء، تنتهي بسؤالنا الحائر: هل ينتصر الأمل؟

وخصصت المجلة باب “بقعة ضوء” لنشر تقرير واستطلاع حول “دار إقامة كبار الفنانين” التي أنشئت وافتتحت أخيرا في القاهرة لرعاية المسنين من المبدعين المصريين، بمبادرة من الشارقة وهي تؤكد ضرورة التكاتف الاجتماعي للفنانين والرعاية الاجتماعية لهم خالصة ممن انقطعت بهم السبل لتوفير حياة كريمة تصون ذات الإنسان، وهي مبادرة تكرس أولوية الاهتمام بالجانب الإنساني.

وفي “قراءات” كتبت آنا عكاش عن ذكريات الفن والحياة في شرق العاصمة اللبنانية وغربها، كما صورتها مسرحية “لعل وعسى”، أحدث أعمال الكاتبة والمخرجة اللبنانية كريستيل خضر، وقرأ عباس عبدالغني تقنيات الأداء الإخراجي في مسرحية “غيثة” الفائزة بجائزة مهرجان المسرح الوطني في المغرب، وهي للكاتب والمخرج إدريس الروخ، وتناول نورس عادل الجماليات السمعية والبصرية في عرض “أمل” الذي قدمه أخيرا المخرج والكاتب العراقي جواد الأسدي في منتدى المسرح التجريبي في بغداد، بينما كتب عبدالكريم قادري عن الصلة بين الدرامي والفكاهي في مسرحية “العازب” للمخرج الجزائري مولاي ملياني.

وقدمت هذه القراءات نظرة شاملة عن آخر الأعمال المسرحية شرقا وغربا في مختلف أنحاء الوطن العربي، رصدا لآخر المنجزات المسرحية ونقاشا لها خاصة من ناحية الأسلوب.

وفي باب “حوار” طرح الناقد المسرحي التونسي حاتم تليلي مجموعة من الأسئلة على الناقد والإعلامي التونسي عبدالحليم المسعودي، حول النقد، وعلاقة الثقافة العربية بالمسرح، وصلة هذا الأخير بالمدينة، وإشكاليات التأليف المسرحي، ويعد المسعودي من أبرز النقاد والباحثين المسرحيين التونسيين وتنير آراؤه في هذا الحوار مواطن وخفايا عديدة حول المسرح العربي وتقاطعاته مع غيره من حقول الثقافة، وإشكالاته التي يجب أن ينبش فيها النقاد بجرأة.

قصة قهر تتعدد وجوهه ومفاهيمه وأكسسواراته
قصة قهر تتعدد وجوهه ومفاهيمه وأكسسواراته

وحكى عبدالرزاق بوكبة في “أسفار” رحلته إلى الدورة الأولى من مهرجان أدرار الدولي للمسرح الصحراوي في الجزائر، وهو مهرجان مستحدث يحاول الخروج بالمسرح إلى فضاءات أخرى ذات صبغات ثقافية مختلفة عن عوالم المدينة والعلبة الإيطالية.

وفي “صروح” تطرق محمد الخضيري إلى تاريخ “مسرح الأوديون” في باريس ومزاياه المعمارية ومكانته الثقافية في الوقت الراهن، انفتاحا على تاريخ مسارح العالمية التي أثرت الحراك المسرحي بإشعاعها على مر السنين.

وفي “رؤى”  كتب سامر محمد إسماعيل تحت عنوان “كيف ابتكرت عروض المسرح السوري فضاءاتها؟” ، وسأل صبري حافظ “لماذا لم تمنح كارليل تشرشل جائزة الدراما الأوروبية؟”.

وعن تقنية الارتجال المسرحي وفخاخها كتب ربيع يوسف قارئاً العرض الموسوم بــ“المسرحية”  للمخرج السوداني إيهاب كباشي. أما في “مطالعات”  كتب محمد سمير الخطيب عن كتاب “أضواء الجانب الآخر: الدراما الإنجليزية في القرن العشرين”  للمؤلف المصري الراحل محسن مصيلحي.

وفي باب “متابعات” نشرت المجلة حوارا قصيرا مع المخرجة اللبنانية كريستيل خضر أجراه الحسام محيي الدين، وآخر مع الممثلة السورية حلا عمران أجرته لمى طيارة، كما حوى الباب تغطيات لفعاليات مثل الدورة العاشرة من “مهرجان الشارقة للمسرح الكشفي”، والدورة الثامنة من “مهرجان خورفكان المسرح”.

وفي “رسائل” كتب رابح هوادف عن الدورة الأخيرة لمهرجان الجزائر للمسرح المحترف، بينما كتب أنور محمد عن ثمانية عروض مسرحية قدمتها وزارة الثقافة السورية بمناسبة اليوم العربي للمسرح خلال شهر يناير الماضي.

13