مبادرة فيدرر تؤسس لمساواة بين نجوم التنس

باريس - مهدت المبادرة التي تقدم بها روجيه فيدرر مدعوما بالعديد من زملائه، إلى رابطتي المحترفين والمحترفات بضرورة التكتل في منظمة واحدة من أجل الخروج أكثر قوة أمام أزمة فايروس كورونا، الطريق أمام تنفيذ حقيقي للمساواة في الأجور بين الجنسين (السيدات والرجال) الذي لطالما نادى به نجوم سابقون.
وكان النجم السويسري المتوج بـ20 لقبا كبيرا تساءل عبر حسابه على تويتر “مجرد تساؤل.. هل أنا الوحيد الذي يفكر في أن الوقت الحالي هو الملائم لكي تُوَحَد كرة المضرب لدى الرجال والسيدات؟”.
وأضاف ردا على أسئلة متابعيه “أنا أتخيل دمجا بين رابطة المحترفات ‘دبليو.تي.أي’ ورابطة المحترفين ‘أي.تي.بي'”، موضحا “أنا لا أتحدث عن دمج المنافسات على أرض الملعب، لكن دمج الهيئتين الناظمتين اللتين تشرفان على الدورات الاحترافية للرجال والسيدات”.
ويرى متابعون ومهتمون أن هذا النوع من المبادرات يحتاج توافقا كليا بين اللاعبين، والأهم من ذلك إرادة قوية من الفاعلين الحقيقيين في اللعبة لتنفيذه على أرض الواقع. وعلى الرغم من هذه الصياغة، من الصعب الاعتقاد أن فيدرر الذي انضم إلى ديوكوفيتش في مجلس اللاعبين الصيف الماضي مع نادال، أطلق إلى 12.7 مليون من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، فكرة وليدة اللحظة.
فالدعم الذي حظي به من نادال في شكله وسرعته أيضا يشير إلى أن اقتراح السويسري جاء بتركيز كبير.
وقال الماتادور الإسباني المتوج بـ19 لقبا كبيرا في تغريدة على تويتر أيضا “كما تعرف من نقاشاتنا، أنا أوافقك الرأي بشكل كامل، أنه سيكون رائعا الخروج من هذه الأزمة العالمية بتوحيد كرة المضرب للرجال والنساء في هيئة واحدة فقط”.
وجاءت تصريحات فيدرر المصنف رابعا عالميا حاليا، في وقت تغيب منافسات كرة المضرب في ظل أزمة وباء كوفيد – 19 الذي جمد مختلف الأحداث الرياضية عالميا، ودفع إلى تعليق دورات الكرة الصفراء حتى 13 يوليو المقبل على الأقل. وأعرب العديد من اللاعبين واللاعبات عن دعمهم القوي لهذه الفكرة بينهم الرومانية سيمونا هاليب، التشيكية بترا كفيتوفا، الإسبانية غاربيني موغوروتسا والكندي فاسيك بوسبيسيل، العضو في مجلس لاعبي رابطة اللاعبين المحترفين.
ويرى البعض أن دعوة فيدرر إلى اندماج تنس الرجال والسيدات أعادت إلى أذهان متابعي اللعبة الحملات التي قادتها أسطورة التنس بيلي جين كينغ في هذا الخصوص.
هذا النوع من المبادرات يحتاج توافقا كليا بين اللاعبين وإرادة قوية من الفاعلين في اللعبة لتنفيذه على أرض الواقع
وأطلقت كينغ مع بعض اللاعبات حملة من أجل المساواة في الجوائز المالية للبطولات، بعد عامين من بداية عصر الاحتراف في 1968، وأرادت التوصل إلى اتحاد موحد للاعبين واللاعبات منذ البداية.
وقالت كينغ “سمعت بشأن تأسيس الرجال رابطة المحترفين وذهبت إلى العديد من اللاعبين وقلت (لماذا لا تكون لدينا رابطة موحدة لكي نعمل سويا وسيكون أمرا مذهلا؟)”.
وعادت آمالها في كيان موحد عندما عبر فيدرر، الحاصل على 20 لقبا في البطولات الأربع الكبرى، عن دعمه للفكرة.
ويبدو أن دمج بعض هذه الهيئات في هيئة واحدة معركة يخوضها فيدرر ونادال.
ويرى فيدرر أن دمجا كهذا “كان يجب أن يحصل منذ فترة طويلة، لكن الآن ربما هو الوقت المناسب”، مضيفا “نمر بأوقات صعبة في كل الرياضات، ونأمل في أن نكون قادرين على الخروج منها بهيئة واحدة قوية بدلا من هيئتين ضعيفتين”.