مايكروسوفت تتيح للجميع توليد أغان على إيدج

واشنطن - أعلنت شركة مايكروسوفت أنها أتاحت لمستخدميها إمكانية إنشاء الموسيقى وتأليف الأغاني اعتمادا على الذكاء الاصطناعي بفضل إدماج أداة “سونو” في مساعدها الذكي كوبايلوت الذي زودت به متصفحها إيدج. وتتيح الأداة للمستخدمين توليد أغانٍ كاملة متضمنة الكلمات والألحان والأصوات عندما يُدخل المستخدم أمرا نصيا إلى مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في ويندوز.
وشهدت صناعة الموسيقى تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي وتغير تفضيلات المستهلك. وتعد الموسيقى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي بمثابة ثورة تعيد تشكيل مشهد الصناعة.
ويمكن لمستخدمي كوبايلوت تفعيل أداة “سونو” بتشغيل متصفح إيدج، وتسجيل الدخول باستخدام حساب مايكروسوفت، ثم تفعيل إضافة “سونو” بالضغط عليها.
وذكرت مايكروسوفت في منشور لها عبر موقعها الرسمي تعليقا على إدماج أداة “سونو”، أن هذه الشراكة ستفتح آفاقا جديدة للإبداع والمتعة، مما يجعل إنشاء الموسيقى في متناول الجميع.
وتتمثل الفكرة الرئيسية وراء استخدام مولد موسيقى AI لإنشاء الموسيقى في أخذ عدد كبير من متغيرات الصوت وضغطها إلى عدد أقل، نظرًا إلى أن ثانية من الصوت تتضمن 100.44 متغيرًا، ومولد الموسيقى الآلي عبر الإنترنت يصنع الموسيقى بمتغيرات أقل قبل العودة إلى متغيراتها الأصلية.
"سونو" تمكّن من توليد أغانٍ كاملة متضمنة الكلمات والألحان والأصوات باستخدام مساعد الذكاء الاصطناعي كوبايلوت في ويندوز
وتستخدم مولدات الموسيقى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مجموعة متنوعة من مواد المصدر، والتي تقوم المنصة بتحليلها لتوليد كلمات متنوعة وموسيقى تتضمن أصوات الآلات الموسيقية المختلفة.
وتستثمر الشركات الكبرى والناشئة على نحو واسع في توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي، إذ عقدت غوغل شراكة مع شركتي “لايرا” و”دريم تراك” لإنشاء الموسيقى والنغمات في يوتيوب، كما تطور غوغل نفسها نموذجا خاصا بها.
وكانت شركة ميتا قد طرحت نموذجي “أوديو جين” و”ميوزيك جين” في وقت سابق لتوليد الأصوات والموسيقى اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، كما تمتلك شركة “أوبن إيه آي” مشروعا مماثلا يسمى “جوك بوكس”.
ويجري تدريب كافة نماذج توليد الأصوات والموسيقى على المواد المتاحة على الإنترنت، حتى وإن كانت محمية بحقوق الطبع والنشر، ثم تتعلم خوارزميات الذكاء الاصطناعي منها وتحاول محاكاتها، ولا تزال مخرجات أدوات الذكاء الاصطناعي وآليات عملها محل جدل واسع في ظل غياب قوانين واضحة وتشريعات ملزمة ومنظمة لها.
لكن هناك من يرى أن إحدى أهم الطرق التي يغير بها الذكاء الاصطناعي صناعة الموسيقى هي إضفاء الطابع الديمقراطي على إنتاج الموسيقى. ففي الماضي كان إنتاج موسيقى عالية الجودة يتطلب معدات باهظة الثمن وأستوديوهات احترافية وموسيقيين ماهرين. لكن اليوم باستخدام أدوات إنشاء الموسيقى المدعمة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للفنانين الطموحين إنشاء مقطوعات موسيقية ذات صوت احترافي وهم في منازلهم.
ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل ودراسة المؤلفات الموسيقية التاريخية، مما يسمح للفنانين باستخلاص الإلهام من العصور والأساليب المختلفة. ويساعد ذلك في الحفاظ على أشكال الموسيقى التقليدية وتنشيطها مع دمج العناصر المعاصرة.
وعلاوة على ذلك، تتمتع الموسيقى المولدة بالذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحسين تجربة الاستماع الشاملة للمستهلكين، من خلال تحليل التفضيلات الفردية وعادات الاستماع والمعلومات السياقية، ويمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي إنشاء قوائم تشغيل وتوصيات مخصصة تناسب أذواق المستمع الفريدة.
وفي حين أن الموسيقى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على استبدال الملحنين من البشر، فإن العديد من الفنانين والباحثين يرون أنها فرصة للتعاون والإبداع المشترك. ويمكن أن يؤدي اندماج الإبداع البشري والذكاء الآلي إلى تجارب موسيقية رائدة ومبتكرة.